أثر الإيمان الخاطئ لهذه الفرق. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أثر الإيمان الخاطئ لهذه الفرق.
A-
A=
A+
الشيخ : كل هذه الاشتراطات في تفسير النصوص وتأويلها تأويلًا باطلًا أوقعهم الفهم الخطأ للقدر الإلهي حيث قالوا قدر يساوي جبر وانتهت المشكلة وهذه التكاليف كلها تصرف من الله بحكم جبروتيته ،فهو فعَّال لما يشاء جبَّار فأين تنزه أو تنزيه الإله نحن بصفتنا أننا نؤمن بما وصف به نفسه من ذلك لا يظلم الناس شيئًا لماذا لأنه قادر على الظلم فهو منزه عن ذلك أما لو كان لا يتصور في حقه ظلم فما معنى تنزيه نفسه من ذلك ثم ما معنى كونه - عليه السلام - في الحديث القدسي : ( إني حرَّمت الظلم على نفسي ) ، هذا نص صريح بأن الذي يحرم الشيء على نفسه هو قادر عليه ولا يظهر الكمال الإلهي إلا بأن نتصور أنه قادر على الظلم وإلا لم يكن كمالا إذا إنسان عاجز عن أن يأخذ حقه من ظالمه وبعدين شو قال روح سامحتك ليس له فضل في ذلك إطلاقا لأنه عاجز لكن إنما إيش العفو عند المقدرة فالله - عز وجل - قادر على أن يعذب من شاء من عباده بالحق وبالباطل لكنه حاشاه أن يعذب بالباطل لأنه نزه نفسه عن ذلك ويتصور أن الله - عز وجل - يعذب الإنسان بغير حق هذا تصور عقلي من حيث تعلق ذلك بالقدرة الإلهية أما من حيث تعلق ذلك بالإرادة الإلهية التي لا تنفصل عن العدل وعن الحكمة فذلك أمر مستحيل لذلك يجب أن نفهم هذه المسألة نجمع فيها بين الإيمان بالقدر وبين الحكم بالبطلان على الجبر لأنه لا يجتمع تكليف وجبر لكن نشاهد الطرف الثاني أن هناك أمورا أخرى تقع من الإنسان رغما عنه وهذا موجود في الحياة في منطلق الإنسان كثيرًا بعضنا يخطط لشيء يخطط لتجارة يخطط لصناعة ويعمل جهده بأن ينجح في ذلك وإذا بالقدر الإلهي يتدخل فيصرفه إلى حيث لا يريد ولا يخطر في باله هذا الإنسان طبعًا مجبور في مثل ذلك أما أن تقول جواب من يؤاخذك وينصحك يا أخي ما تصلي والله حتى الله يريد كيف حتى الله يريد الله - عز وجل - لا يريد لعباده إلا الخير وقال : (( وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ )) ، فأنت لا تصلي وباستطاعتك أن تصلي فلماذا لا تصلي إذا كان مقدر عليّ الصلاة فسأصلي وإلا فأنا لا أستطيع أن أصلي إذا كان مقدر عليّ عدم الصلاة تأتي السنة الآن فتؤكد هذا المنطق الصحيح وهو أن الإنسان يعمل حسب القدر الإلهي الذي هو كما قلنا على نوعين قدر مكتوب فيه إنه الإنسان يفعل الشيء الفلاني اختيارا والشيء الفلاني يعمله اضطرارًا فهذا الذي لا يصلي هل هو يحس بأنه فعلًا مرغم على أن لا يصلي أبدًا ؛ لذلك قال - عليه الصلاة والسلام - حينما ذكر أن الإنسان قد سجل عليه بالسعادة والشقاوة فجاء السؤال التقليدي إذا كان الأمر كذلك ( قالوا : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟! ) ما دام السعادة والشقاوة مسجَّل في القدر الإلهي منذ الأزل ؛ فما فائدة العمل ؟! قال - عليه الصلاة والسلام - : ( اعملوا ؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ له ، فمن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، ومن كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ) ؛ إذًا إن ربنا - عز وجل - مع التقدير الإلهي قد مكَّنَ الإنسان من أن يكون حسب اختياره صالحًا أو طالحا مكنه لذلك وجعل له علامة ، وهو ( كلٌّ ميسَّر لما خُلِقَ له ، فمن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، ومن كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ) ؛ إذًا هناك علامة فارقة بين أهل السعادة وبين أهل الشقاوة ماهي هذه العلامة العمل الصالح والعمل الطالح بناء على هذا جاء في بعض الأحاديث الصحيحة في " مستدرك الحاكم " وفي غيره : أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال له : يا رسول الله ، هل أستطيع ؟! ) . معنى الحديث الآن ما عم أتذكر لفظه : هل بإمكاني وباستطاعتي أن أعرف نفسي إذا كنت محسنًا أو مسيئًا ؟! قال : ( سَلْ جيرانك ) يعني الذين يعرفونك ويعاملونك ( فإذا قالوا : أنت محسن ؛ فأنت محسن ، وإذا قالوا : أنت مسيء ؛ فأنت مسيء ) فهذا الحديث ربط سعادة الإنسان بعمله وشقاوته بعمله فالتسجيل الذي يحتج به الناس إنه مكتوب عليه شقاوة فماذا يفيده العمل ومكتوب على شخص آخر السعادة فماذا يضرُّه العمل ؟ الجواب السعادة كتبت ولوحظ فيها أنه يعمل عمل أهل السعداء والشقاوة كتبت لماذا لأنه لوحظ فيها أن صاحبها يعمل عمل سيِّئًا ؛ لذلك قال - عليه السلام - : ( اعملوا فكلٌّ ميسَّر لِمَا خُلِقَ له ؛ فمن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، ومن كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ) ، على هذا الأساس جاء أن الأعمال هي أسباب : إما لدخول الجنة وإما لدخول النار وهذا صريح القرآن الكريم في مثل قوله - عز وجل - في أهل الجنة : (( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا )) بالقدر الإلهي لا (( بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ، لكن هذا العمل لا شك هو مسجل في القدر الإلهي لأنه أحيط بكل شيء كما قلنا عن الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( كلُّ شيء بقدر ؛ حتى العجز والكَيْس ) ، وفي النص الآخر القرآني : (( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) وهنا يأتي عادةً إشكال يتوهَّمه بعض الناس بين هذه الآية وتلك من جهة وبين حديث آخر جاء ... ( لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ، ولكن بفضل الله ورحمته ) . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( ولا أنا ؛ إلا أن يتغمَّدني الله برحمته وفضله ) .

مواضيع متعلقة