السائل : ما صحة حديث : " لا يستشر الولد أباه ولا تستشر المرأة زوجها " بشأن الجهاد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
السائل : ما صحة حديث : " لا يستشر الولد أباه ولا تستشر المرأة زوجها " بشأن الجهاد ؟
A-
A=
A+
السائل : ما صحة حديث اللي قال أنُّو : لا يستشير الولد أباه ولا تستشير المرأة زوجها ، لا تستشير المرأة زوجها ، ولا يستشير الولد أباه ... ؟

الشيخ : أنت قلت .

السائل : ... .

الشيخ : نعم .

السائل : ... .

الشيخ : قلت : ما صحة الحديث وهذا ليس بحديث ؛ وإنما كلام العلماء ، وكلام العلماء في هذه القضية مُجمع عليه لا خلاف فيه ، لكن الخلاف يأتي من ناحية أخرى ؛ وهي أن الآن الجهاد في أفغانستان مثل ما أنت سألت آنفًا ما هي واجب أو فرض على كل المسلمين ، وهنا في اختلاف بين المشايخ اليوم ، وربما سمعت منهم من يقول - كما أعتقد أنا - أنه فرض عين على كل مستطيع ، ومنهم من يقول فرض كفاية ، فمعلوم أن معنى فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فمن قال بأنه فرض عين حينئذٍ لا يستأذن لا من أبوه ولا من أمه ولا من زوجته ، وهذه له تفصيل سأذكره فيما بعد ، ولكن من قال بأن هذا الجهاد إنما هو فرض كفاية فيقول ينبغي استشارة الوالدين وينبغي استئذانهما ؛ لما هو ثابت في " صحيح البخاري " وغيره أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : جئت لأجاهد معك ، وقد تركت أبويَّ يبكيان . فقال : ( ارجع اليهما ؛ فأضحكهما كما أبكيتهما ) ، هذا الجهاد هو جهاد الكفائي وليس الجهاد العيني ؛ لأنك أنت تعلم أن الرسول - عليه السلام - لما أقام الدولة المسلمة في المدينة المنورة ما كان يأخذ جميع الناس ؛ لأنه تخلو المدينة - مثلًا - من ... من مجاهدين ومدافعين إلى آخره ، إنما يأخذ بقدر ما يساعده على نقل الدعوة من دائرة المدينة - مثلًا - والطائف ونحوها من مكان الإسلام قد حلَّ فيها إلى جهات أخرى لا يزال الناس فيها على شركهم وضلالهم ، فالجهاد في سبيل نقل الدعوة هذا ليس فرض عين وإنما هو فرض كفاية ، أما الجهاد في سبيل طرد العدو الذي احتلَّ بلاد المسلمين فهذا فرض عين ، ولكن فرض العين هذا من حيث أنه يشمل كل مستطيع هذا لا شك فيه إطلاقًا ، لكن الآن لو تخيَّلنا أن الملايين المملينة من المسلمين كلهم استجابوا لدعوة الجهاد في سبيل الله ما بتسعهم أرض أفغانستان كلها ، ولذلك فرض العين هنا بمقدار استطاعة - أيضًا - ، مقدار الاستطاعة أن يحلُّوا في أرض وأن تتيسر لهم وسائل الدفاع والطَّعام والشراب ونحو ذلك ، هذا المقدار ما حلَّ في أفغانستان أبدًا ؛ بدليل أنُّو هالظفر والنصر هاللي اقترن طيلة تسع سنوات أو عشر سنوات الآن وقف ؛ لماذا وقف ؟ لأن الإمدادات التي كانت تأتيهم من قبل سواء من الأسلحة أو الأموال أو الأغذية أو الأشخاص فهذا . نعم ؟

سائل آخر : تقلَّص .

الشيخ : تقلَّص ، ولذلك تخلَّف الجهاد ، فقيام فكرة أن هذا الجهاد ليس فرض عين يثبِّط الهمم ، الشباب اللي كان تائقًا للجهاد في سبيل الله لمَّا يسمع أقوال متناقضة متناثرة ؛ هذا الشيخ يقول هذا فرض عين وهذا بيقول : لأ ، فرض كفاية ، وهذاك اللي بيقول هذا فرض عين بيقول لك : لا يُستأذن الوالد ولا والدة ، هذا بيقول لك : لا بد من استئذان الوالد والوالدة يقيم في بلبلة في أذهان الشباب المتحمِّس للجهاد في سبيل الله في فتور ، وبصير النصر هاد ينكمش على بعضه ، ويقف أمام الأعداء لا هو يستطيع أن يتخلص من الأعذار الكلية كما كان المظلوم بسبب انتصارات الراية ، ولا هو إيش ؟ بينهزم - لا سمح الله - وتعود المشكلة كما كانت من قبل ؛ ولذلك فيجب أن نُمِدَّ هؤلاء بكل وسيلة بكل قوة سواء في العدد أو في العُدَّة ، إي نعم .

نرجع بقى الذين يجدون في أنفسهم القوة والاستعداد ويشملهم النفير العام هؤلاء قد يكون لهم والد أو والدة أو كليهما معًا ، من شخص إلى آخر ، فربَّ والدين عجوزين ... لهما ولد يخدمهما ، فإذا راح للجهاد ... ؛ فهو يفقه ... بأنه يجب عليه وجوبًا عينيًّا أن يخدمهما ، لكن نفترض صورة ثانية ؛ هذول الوالدين العجوزين عندهما ولدين أقوياء ؛ وإذا ذهب أحدهما وبقي الآخر وكان الآخر صالحًا يقوم بخدمة والديه ؛ حينئذٍ هذا الذي يريد أن يجاهد لا يستشير والديه ؛ لأنه يكون بديله أخوه ، وهكذا ، هذه صورتين الآن نحن قرب .

نقدر أن نأتي بصورة أخرى ؛ وهي والدان قويَّان يخدمان أنفسهما بأنفسهما ، ليس بحاجة إلى ولدهما أن يخدمهما ، وهذا - أيضًا - لا يستأذنهما ؛ لأنهما ليس بحاجة إليه ، أي : هو لا يجب أن يخدمهما وجوبًا عينيًّا ؛ لأنهما يقومان بهذا الواجب بأنفسهما ، ولذلك أنا أقول لكثير من الشباب حينما يريد أن يقصَّ عليه قصته أن له والدان ، وله أخ - مثلًا - أكبر منه قليلًا أو أصغر منه قليلًا ؛ فهل يجوز لي ؟ أنا لا استطيع أن أقول يجب عليك أن تذهب للجهاد أو لا يجب عليك ؛ لأن الصورة التي هو يعيشها أنا لا أستطيع أن أتصوَّرها بتمامها ، من الذي يتصورها ؟ هو هذا المكلَّف ؛ لذلك أنا أقول له : أنت اتَّق الله - عز وجل - ، ويجب أن تعلم أن الجهاد في أفغانستان فرض عين حتى يُخرَج هالعدو هاد من جلال أباد ومن العاصمة كابول ، فإذا - مثلًا - خرج هؤلاء ... وصارت البلاد للمسلمين ؛ حينئذٍ انتهى هذا الفرض ، ولا يزال في تحقيق هذا الفرض قائمًا كما هو معلوم لدى الجميع ، لكن أنا ما أستطيع أن أقول لفلان أنت يجب عليك أو لا يجب عليك ، لأنه هو عليه أن يدرس حالة أبيه حالة أمه إذا كان وحيدًا ، حالة أبويه وحالة شقيقه أو أخيه إذا كان يستطيع هذا الأخ أو الشقيق أن يقوم بالواجب الذي كان يقوم هو به ، هذه القضايا كلها يجب أن تُدرس دراسة دقيقة حتى في النهاية نستطيع أن نقول فرض عين على هذا الإنسان الذهاب على أفغانستان أو ليس بفرض عليه .
  • رحلة النور - شريط : 5
  • توقيت الفهرسة : 00:19:58
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة