تعريف التدليس والتمثيل له؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تعريف التدليس والتمثيل له؟
A-
A=
A+
الشيخ : وهنا لابد لي من أن أعرج إلى نقطة مهمة جدا قلّ من ينبه أحد عليها وقل من يتنبه لها بل إن عامة الناس إذا سمعوا أو قرؤوا إن فلانا كالحسن البصري مدلّس اشمئزت قلوبهم من هذا الوصف وأُلقي فيها أنه رجل مطعون فيه فيجب أن نعلم أن التدليس أنواع كثيرة لكن هذا النوع الذي نحن الآن في صدده ليس فيه مطعن في من كان يتعاطى هذا النوع من التدليس إيش معنى هذا التدليس؟ مثلا أنا التقيت مع بعض العلماء الأفاضل مرارا وتكرارا وبخاصة ابن باز حفظه الله لما كنا في الجامعة فسمعت منه كلمات فإذا بلغتني كلمة أو موعظة أو حكمة أو ما شابه ذلك عنه بواسطة إنسان ما ولم أسمعها منه من قبل فقلت في هذه الكلمة التي سمعتها عنه بواسطة قال ابن باز فأنا مدلّس أنا مدلّس اصطلاحا فلماذا استعمل هذا اللفظ العربي لأنه يوهم السامعين أنني سمعت منه هذا الكلام لكني أنا لم أقل سمعت ابن باز لو أني قلت كذلك حشرت في زمرة الكذابين وسقط الاحتجاج بنقلي وبكلامي لكن لما لم أقل سمعت وقلت قال ابن باز فهذا صحيح قال ابن باز لكن ما هي الواسطة بيني وبينه يتوهم السامع أن هذا من جملة ما سمعته منه فيتبين مع البحث والتحقيق أن هذا الكلام أنا ما سمعته منه آه كان على الشيخ أن يقول بلغني عن ابن باز أو حدّثت عن ابن باز أحسن ما يقول قال ابن باز يوهم الناس أنه هذا ممّا تلقيته عنه هذا هو معنى التدليس ثم شيء آخر ينبغي أن يضم إلى هذا لماذا يدلّس المدلّس هذا النوع من التدليس لأنه هناك أنواع أخرى قد يطعن بالمدلّس وتسقط عدالته بخلاف ما نحن الآن في صدده من هذا النوع من التدليس لماذا يدلّس هذا التدليس كانت هناك ظروف سياسية كان بعض الولاة ينقمون على بعض الرواة حتى من الصحابة فيتحفظ التابعي في الرواية عن ذاك الصحابي الذي ينظر إليه الحاكم أو الملك أو الخليفة أو الوالي نظرة عداء فلا يريد هذا الرواي أن يشهّر نفسه لأن له صلة ما بذاك الصحابي الغير مرضي عنه عند ذاك الوالي فلا يقول حدّثني فلان ويكون قد سمع منه وإنما يقول قال فلان لأنه إذا قال قال فلان لم يثبت اتصاله به أما إذا قال حدثني فلان فقد أثبت اتصاله به ففي هذه الحالة هو يتحاشى أن لا يقع في هذا التصريح من أجل دفع الضر الذي قد يصيبه فيما لو صرح بالتحديث إذاً التدليس من هذا النوع لأسباب وظروف شخصية بعضها سياسية تضطر الراوي أن يروي بالعنعنة ولا يصرح بالتحديث فمثل هذا يتوقف علماء الحديث عن الإحتجاج بحديثه حتى يتبين لهم إما أن يكون سمعه منه مباشرة وإما يقولون قد صرح بالتحديث في رواية أخرى فأمنا تدليسه وصار حديثه صحيحا هذه كقاعدة وأحيانا يظهر أنه يوجد واسطة بينه وبين ذلك المروي عنه الصحابي أو غيره فينظر حينئذ في الواسطة إن كان ثقة صح حديثه لأنه رواه ثقة عن ثقة عن الصحابي فإذا لا يتبادرن إلى ذهن أحد حينما يسمع في محاضرة ما إن فلانا مدلّس لا يتسابق إلى ذهنه أن هذا طعن في عدالته لا, وإنما هذا اصطلاح عند علماء الحديث لدقتهم في الرواية أن لا يؤخذ عمن عرف بهذا النوع من التدليس إلا إذا صرّح بالتحديث إذا عرفنا هذا ورجعنا إلى حديث السكتتين فرواية الحسن البصري عن سمرة بالعنعنة ولا ندري إذا كان سمع الحديث عنه مباشرة أو تلقاه عنه بواسطة هي هذه الواسطة عندنا مجهولة فيبقى الحديث في زمرة الأحاديث الضعيفة وهذا كله قائم على أساس ترجيح رواية أن السكتة الثانية كانت بعد فراغه عليه السلام من الفاتحة وأكثر الروايات التي جاءت عن الراوي عن الحسن البصري وهو يونس بن عبيد أكثر الروايات جاءت عن يونس عن الحسن عن سمرة بالسكتة بعد الفراغ من القراءة كلها حينئذ يسقط الاحتجاج بهذا الحديث حتى ولو ثبت أن الحسن البصري سمعه من سمرة بن جندب فهذا مما لا وجود له.

مواضيع متعلقة