ما موقفنا من خلاف أهل العلم ما بين محلِّلٍ ومحرِّم ؛ كمسألة التقسيط - مثلًا - التي يقول بحلِّها الشيخ ابن باز وأنتم ترون تحريمها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما موقفنا من خلاف أهل العلم ما بين محلِّلٍ ومحرِّم ؛ كمسألة التقسيط - مثلًا - التي يقول بحلِّها الشيخ ابن باز وأنتم ترون تحريمها ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ، شو موقفي أنا عندما أسمع من فضيلتكم تحريم التقسيط ، ونسمع من علماء ثانيين مثل فضيلة الشَّيخ ابن باز وغيره بـ - أيضًا - بحلِّ التقسيط ؟

الشيخ : صحيح والله .

الشيخ : شو موقفي ؟

الشيخ : هذا السؤال . موقفك أوَّلًا أن = -- وعليكم السلام -- = أن تسمعَ دليل كلٍّ من المختلفَين وتتجرَّد عن اتباع الهوى ، حَفِظَك الله من الهوى .

السائل : آمين وإياكم .

الشيخ : آمين آمين .

السائل : والسامعين أجمعين .

سائل آخر : اللهم آمين .

الشيخ : فتجرَّد من اتباع الهوى وتفكِّر في دليل هذا ودليل هذا ، وبعد ذلك اتَّبع ما أدَّاك إليه الدليل ولو كنت رجلًا عامِّيًّا ما تقول : إي هذا شيخ وهذا شيخ ، هذا عالم وهذا عالم ، وحينئذٍ تأخذ ما يناسب هواك . لا ، أنت بتكون مؤاخذ عند الله - عز وجل - إذا اتَّبعت هواك بحجة أنُّو هَيْ في قولين في المسألة . لا ، يجب أن تنظر دليل هذا ودليل هذا ، فإذا الدليل أدَّاك إلى التحريم فصار عليك حرامًا ، إذا الدليل أدَّاك إلى التحليل صار عليك حلالًا ، أما أن تتَّبع الأنسب والأهوى لك فهذا داخل في عموم النهي عن اتباع الهوى في الكتاب والسنة ، هذا الشيء الأول والذي لا بد منه للخلاص من مشكلة اختلاف العلماء في مسألة ما .

الشيء الثاني : أن تأخذ بمبدأ : ( دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ، وهذا لا كلامي ولا كلام الشَّيخ الفلاني ، وإنما هو قول نبيِّ الجميع : ( دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ، وإذا كانت المسألة ما فيها احتياط ممكن نتصور مسائل ما فيها احتياط يأتي في المرحلة الأخيرة قوله - عليه الصلاة والسلام - مع ملاحظة الابتعاد عن الهوى : ( استفْتِ قلبَك وإن أفتاك المفتون ) .

وأنا اعتقادي الشخصي أن الناس اليوم يُهمِلُون تطبيق هذه المراحل كلها ؛ يعني - مثلًا - أتصوَّر إنسان من إخواننا يسمع رأيًا لي ، أو من إخوان الشَّيخ الفلاني يسمع رأيًا له ، لكن سرعان ما سيترك رأي شيخه اللي عاش في حلقات علمه حينما يجد هواه ومصلحته مع الشَّيخ الآخر بينما ، هو متعصِّب للشَّيخ الأول ، هَيْ مشكلتنا نحن أننا لا نستعمل الميزان لنعرف قول فلان هو الصواب أم قول علَّان ، وإنما نشوف المصلحة والهوى والرُّخصة والتيسير وإلى آخره ، مع أيِّ قول إحنا مشينا معه ولو كان خلاف قول الرجل الذي أنت تتبنَّى منهجه العلمي والفكري و وإلى آخره ؛ ولذلك فنحن يجب أن نتخلَّص من مشكلتين ، لعل واحدةً منهما تخلَّصنا منها ، وهو التقليد الأعمى ، لكن المشكلة الأخرى ما تخلَّصنا منها ، وهي اتباع الهوى ، اتباع الهوى هذا محظور كبير جدًّا ، " شرُّ ما في الرجل هوى مُتَّبع وإعجابُ كلِّ رأيٍ برأيه " ؛ ولذلك فأنا أنصح بأن الإنسان المسلم إذا احتارَ بين قولين يجب أن يبحث في حدود استطاعته عن دليل كلٍّ منهما ، ثم يتَّبع ما أدَّاه الدليل ؛ سواء كان له أو كان عليه ، إن كان هناك - مثلًا - شبهة فيتَّبع حديث ذكرنا آنفًا معناه : ( دَعْ ما يريبك إلى ما يريبك ) ، ما تنتهي المسألة فرضًا لا بهذا ولا بهذا ينتهي أخيرًا : ( استفْتِ قلبك ولو أفتاك المفتون ) ، وليس معنى استفتِ قلبك هواك ؛ لأ ، القلب المؤمن بالله - عز وجل - المستحضر مراقبة الله - عز وجل - الذي يعلم ما في الصدور .

ولعل في هذا القدر كفاية يا أبا أحمد ، واسمح لنا نمشي إن شاء الله . الأسئلة ما شاء الله ، في عندنا ضيف كريم هنا ، ومضطرِّين .

مواضيع متعلقة