هل يجوز تسديد الضرائب بالأموال الربوية التي يعطيها له البنك؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز تسديد الضرائب بالأموال الربوية التي يعطيها له البنك؟
A-
A=
A+
السائل : طيب هنا سؤال أيضا سألته لأبي الحارث من قبل وأريد أن أطمئن على الجواب يعني مرة أخرى
الشيخ : تفضل
السائل : ألا وهو هنالك بعض الوظائف في أمريكا التي يجبر العامل فيها الموظف أو يقتطع من راتبه كل شهر مبلغا معينا وهذا يدخر له كتعويض يأخذه بعد أن ينتهي من وظيفته وعادة صاحب العمل يضع مقابله مبلغا آخر منه يعني ليزيد في تعويض هذا الرجل فربما يضع نفس القيمة أو ضعف القيمة إلى غير ذلك وهذا المال المذخر يشغل بوسائل يعني لا حيلة للرجل فيها يعني وعادة يكثر فيها التشغيل الربوي الأموال الربوية فبعد مدة من العمل إن أراد الرجل أن يترك هذا العمل قد يستطيع أن يأخذ كل المبلغ ولكن بشرط أن يدفع ضرائب كبيرة للدولة يعني إذا أخذ المبلغ دفعة واحدة يعتبر هذا كدخل كبير له فيقتطع منه قسم كبير ضرائب يعني حوالي مثلا ربعه أو أكثره وكذلك يؤخذ منه قسم كجزاء لأنه أخذه قبل بلوغه الشيخوخة يعني فهذا أيضا ضريبة أخرى تأخذها الدولة فالسؤال الآن أنه عندما يأخذ هذا المبلغ يكون قد تراكم عليه الكثير من الربا وسيخسر الكثير من الضرائب.
الشيخ : يرحمك الله.
السائل : هل يجوز أن يستعمل بعض هذا الربا الذي أخذه وهو أقل قيمة في الغالب أقل بكثير من قيمة الضرائب أن يستعمله ليسد بعض هذه الضرائب ويقول مثلا أخذ عشرين ألف يعني هذا المبلغ كان عشرين ألفا وأصبح خمسة وعشرين مع الربا وعليه جزاء مثلا عشرة آلاف يقول أنا أستعمل هذه الخمسة آلاف الربا لأعوض بعذ هذه الضرائب العشرة آلاف فتكون خسارتي خمسة آلاف فقط بدل عشرة الآلاف.
الشيخ : لا ما نرى هذا كثير من الناس هنا يقول هل يجوز ندفع الربا مقابل الضرائب هذه معالجة الداء بالداء وهذا طبعا لا يجوز في الإسلام إطلاقا المال الذي اقتطع من العامل والمال الذي أضيف إليه من صاحب العمل هذا الذي هو يستحقه أما ما أضيف إليه بسبب تشغيل هذا المال بالربا فهنا يأتي قوله تعالى (( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) أما قضية الضرائب فهذه قضية أخرى يعني ما بنبغي للمسلم أن يستغل تعامله بالربا ولو مرغما كما ذكرت أنت في السؤال ما يستغل هذا الربا لدفع هذا الظلم الذي هو الضرائب التي فرضت عليه لا سيما إذا كان في بلاد الكفر حيث يعيش فيها والنظم هناك لا تراعي الأحكام الشرعية مطلقا بخلاف ما يكون في بعض البلاد الإسلامية فلذلك فما ينبغي للمسلم أن يتجاوب مع النظم الكافرة من جهى ثم يحتال على هذه النظم بمخالفة الشريعة الإسلامية من جهة أخرى الخلاصة مثل هذه الصورة لو فقط ما اقتطع من ماله وما أضيف إليه من الذي يعمل عنده أما الربا الذي اكتسب باسمه فلا يحل له وحينئذ شأنه شأن أي إنسان يعمل بماله لنفسه كأكثر الجالسين هنا لا بد عليهم ضرائب من الدولة فهو يدفعها لأنها داخلة في عموم قوله عليه السلام ( وإن أخذ مالك وجلد ظهرك ) حتى ما يقع فوضى في صفوف المسلمين فيعتدي الإنسان على الحقوق المفروضة عليه ولو بطريقة غير شرعية لأن الأمر سيتسع أنا قلت مرة وهذا يحسن ذكره الآن بعض الضرائب لا يمكن أن يقال فيها إنها غير جائزة فهناك ضرائب تفرض تقتضيها مصلحة الأمة بينما إذا فتح باب دفع الضرائب من أموال محرمة وهي الأموال الربوية اختلط ما يجوز من الضرائب بما لا يجوز وحينئذ يأتي قوله عليه السلام ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) .

مواضيع متعلقة