هل حديث تعذيب الرجل الكافر في القبر وضرب الملائكة له يطبَّق على المسلم العاصي ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل حديث تعذيب الرجل الكافر في القبر وضرب الملائكة له يطبَّق على المسلم العاصي ؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل السائل فيقول : هل حديث تعذيب الرجل الكافر في القبر وضرب الملائكة له يطبَّق على المسلم العاصي ؟

الشيخ : ذلك مما لا نعرفه ، ومن المحتمل أن يشارك المنافق أو الكافر بالمسلمين الكافرَ بالتعذيب بنوع من العذاب ، وهذا مما جاء التصريح به في مثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( استنزهوا من البول ؛ فإن عامة عذاب القبر منه ) ، فهذا يدل على أن المسلم يُعذب في القبر ، ولكن ما نوعية هذا العذاب ؟ هذا ممَّا لا نعلمه ، وكذلك يؤيد معنى هذا الحديث حديث ابن عباس - رضي الله عنه - الذي أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مرَّ بقبرين فقال - عليه السلام - : ( أما إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستنزه - وفي رواية - لا يستتر من البول ، وأما الآخر ؛ فكان يسعى بالنميمة ) ، ثم أمر - عليه الصلاة والسلام - بأن يُؤتى له بغصن النخيل فشقَّه شقين ، ووضع أحدهما على قبر ، والآخر على الآخر ، فسألوه عن ذلك - عليه السلام - فقال : ( لعل الله أن يخفِّف عنهما ما داما رطبين ) ، فهذا - أيضًا - فيه تصريح بأن المسلم يُعذَّب في قبره بسبب معصية كان اقترفها في حياته ، وذكر هنا في الحديث معصيتين ، لأحدهما إهماله التنزه وعدم الاحتياط في أن يُصاب برشاش البول ، والآخر أنه كان يسعى بالنميمة .

وقوله - عليه السلام - حينما وضع على كل قبر شقًّا من ذلك الغصن : ( لعل الله أن يخفِّف عنهما ما داما رطبين ) إشعار بأنهما كانا مسلمين ، ويؤكد ذلك ما جاء في " صحيح مسلم " من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما سُئل عن الوضع المذكور ، وعن السبب الحامل له على ذلك قال : ( لعل الله - عز وجل - أن يخفِّف عنهما بشفاعتي ) أي : بدعائي ، ومعنى هذا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - دعا لهما أن يخفِّف الله عنهما من العذاب الذي أصابهما ما دام الغصنان رطبين .

نعم .

مواضيع متعلقة