هل وضع الخطوط و الخيوط لتسوية الصفوف في المسجد من المصالح المرسلة أو من البدع؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل وضع الخطوط و الخيوط لتسوية الصفوف في المسجد من المصالح المرسلة أو من البدع؟
A-
A=
A+
الشيخ : تذكّرت شيئا أنسيته و ما أنسانيه إلاّ الشّيطان أن أذكره قلت في تضاعيف كلامي أنّي سأضرب للحالة الأولى مثلين اثنين مثل قديم عالجه العلماء و هو الأذان لصلاة العيدين و مثل حادث فأنسيت أن أّذكر المثل الحادث و هو عملي في زمننا اليوم , حيث تعلمون أنّ أكثر المساجد مدّت فيها خطوط بدعوى تسوية الصّفوف هذا الخطّ مثال أيضا واقعي للوسيلة الّتي تحقّق مصلحة . فهل هذه من القسم الأوّل ؟ أم الثّاني ؟ أم الثّالث ؟ أنا أقول وضع الخطّ في المساجد بعامّة هو كالأذان لصلاة العيدين و صلاة الاستسقاء و الكسوف و الخسوف لا يشرع , و السّبب أنّ مدّ الخطّ أمر ميسّر و لا يتخصّص بهذا الزّمن لأنّه ليس كاستعمال السّيارة و الطيّارة ممّا أخذ من جهود العلماء جهود سنين طويلة حتّى وصلوا إليها , فلا يجوز مدّ الخطّ في المسجد لهذا السّبب أوّلا أنّ الرّسول ما شرعه و كان ميسّرا له تسنينه , ثانيا إنّ الاعتماد على الخطوط و الخيوط الممدودة في المساجد سواء كانت خطّا من خيط أو خطّا منسوجا في البساط فهو على كلّ حال خطّ . لو كان هذا مشروعا لأخذ بالوسيلة البدهيّة و هو مدّ الخيوط كما يفعلون في أكثر المساجد فهذا لا يشرع لما ذكرته آنفا في الأذان لهذه الصّلوات و لكن هناك شيء آخر و مهمّ جدّا و هو أنّ تمرين النّاس و تعويدهم على أن يسوّوا الصّفوف على الخطّ معنى ذلك أنّهم إذا صلّوا في مكان ليس فيه خطّ اضطربت صفوفهم و لم تستو و نحن نعلم يقينا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان يهتمّ كثيرا و كثيرا جدّا في الأمر بتسوية الصّفوف و يبني على تنفيذ مثل هذا الأمر صلاح قلوب الأمّة و هذا أمر عظيم جدّا حيث كان عليه الصّلاة و السّلام ممّا يقوله حينما يأمرهم بتسوية الصّفوف: ( لتسونّ صفوفكم أو لا يخالفنّ الله بين وجوهكم ) و لا شكّ أنّ أولئك المأمورين من أصحاب النّبيّ الكريم كانوا يتجاوبون مع الأمر الصّادر منه عليه الصّلاة و السّلام و يسوّون صفوفهم فكيف كانوا يسوّون صفوفهم ؟ على الخطّ ؟ على الخيط ؟ لا . كانوا يسوّون صفوفهم على خطّ وهميّ هم يحقّقونه و يجعلونه حقيقة واقعة فيستوي صفّهم و كما لو كان على الخيط إن سمحتم بهذا التّعبير , تسمحون يا أستاذ بهذا التّعبير ؟ ولا ما كنت معنا ؟

أبو مالك : لا معكم معكم يا شيخ .

الشيخ : تسمح بهذا التّعبير ؟

أبو مالك : أي نعم .

الشيخ : لماذا ؟ لأنّهم كانوا يهتمّون بتنفيذ أمر الرّسول عليه السّلام و رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ما يسّر لهم هذا الأمر الصّعب تحقيقه فعلا كما يفعل اليوم بعض الأئمّة أئمّة المساجد أو بعض المسؤولين في وزارة الأوقاف ما أدري من المسؤول حقيقة عن هذه البدعة لأنّ هذه البدعة يجب أن تكون بدعة ضلالة بإجماع الأمّة بما فيهم أولئك الّذين يقسمون البدعة إلى أقسام خمسة لأنّ هؤلاء قد قالوا في هذه البدعة الضّلالة أنّها هي الّتي تخالف السّنّة و لا شكّ أنّ مدّ هذا الخطّ يخالف السّنّة بدليل أنّنا إذا خرجنا إلى العراء لنصلّي صلاة العيدين حسب السّنّة الّتي كان يخرج فيها إلى الصّحراء أو لنصلّي صلاة الاستسقاء , تجد الصّفوف يعني شيء ممّا يزعج الفؤاد تماما لا يحسن النّاس تسوية صفوفهم إطلاقا و بخاصّة إذا كان الصّفّ طويلا مديدا على عرض السّاحة الّتي اجتمعوا فيها للصّلاة لا يحسنون لماذا ؟ لأنّهم لم يتدرّبوا على تسوية الصّفّ في المسجد ذي الجدران الأربعة الّلي يكون طوله مثلا عشر أمتار أو عشرين متر أو أكثر أو أقلّ و لذلك فتكون تمرين النّاس على تسوية الصّفّ على الخيط صدّ لهم على أن يعتادوا على هذه التّسوية دون التّسوية الّتي كان يعتادها أصحاب الرّسول صلّى الله عليه و سلّم يوم كان يأمرهم بالحديث السّابق و بين مثل قوله عليه الصّلاة و السّلام: ( سوّوا صفوفكم فإنّ تسوية الصّفوف من تمام الصّلاة ) أو كما في بعض الرّوايات ( من حسن الصّلاة ) إذا مدّ الخطّ اليوم صحيح يحقّق مصلحة لهؤلاء المصطفّين في المسجد و لكن المصلحة الكبرى تضيع بها و لذلك لا تشرع هذه الوسيلة و إن كانت تحقّق مصلحة , أعود لأضرب مثلا للوسيلة الّتي يحسن أن نجعلها للنّوع الثّاني من المصالح المرسلة و هي الّتي وجد السّبب و لكن الدّافع إلى إيجاده هو تقصير المسلمين في القيام ببعض أحكام الدّين مثاله و هنا الشاهد .

مواضيع متعلقة