استدلَّ بعض المصلين أن صلاة مَن يصلي أمام الإمام صحيحة بقصة تحويل القبلة ؛ فهل يصح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
استدلَّ بعض المصلين أن صلاة مَن يصلي أمام الإمام صحيحة بقصة تحويل القبلة ؛ فهل يصح ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : يقول : استدل بعض المصلين أن الصلاة بالذين يصلون أمام الإمام صحيحة ، استدلوا بالحديث الذي فيه أن أهل مسجد القبلتين كانوا يصلون ، ثم جاء مَن بلَّغهم بأن القبلة تغيَّرت ، فقال : إن الإمام وقف مكانه ، فقط استدار وصار المصلون وراءه ؛ فهل هذا صحيح ؟

الشيخ : هذا لا نعلم له .

عيد عباسي : ... .

الشيخ : لا نعرف لهذا أصل بهذه الصراحة ؛ بل المفروض أن الإمام كما يدور يتقدَّم أيضًا .

السائل : ... عن الإمام مالك هذه .

الشيخ : نعم ؟

السائل : الإمام مالك استند ... استدار واستدار الإمام معهم .

الشيخ : السؤال حديثي وليس فقهًا فقهيًّا ، فمن ناحية الحديث هذا الحديث بهذا التفصيل لا نعرفه ، فالمعروف في البخاري ومسلم أنهم استداروا كما كانوا ، فهذا ممكن أن يكون أن الإمام بَقِيَ متأخرًا ، وممكن أن يكون متقدِّمًا ، لكن حينما نجد أن الإسلام يُبيح للإمام والمؤتمِّين أن يأتوا بهذه العملية ألا يبيح له أن يتقدَّم الإمام بالجماعة فيطبِّق السنة تمامًا ؟! أما مذهب الإمام مالك فهذه قضية فقهية بقى ، ونحن معه في هذه القضية ، نحن لا نقول ببطلان صلاة المتقدِّم على الإمام ، وإنما نفرِّق إن كان تقدَّم وهناك مجال ليتأخَّر فهو آثم ، فإن كان تقدَّم للضرورة كما يقع في المسجد النبوي بصورة خاصَّة فصلاته صحيحة ولا شيء فيها ؛ إذا كان للضرورة ، أما في غير حالة الضرورة فهو آثم .

عيد عباسي : ... .

الشيخ : ما بيهمنا يا أخي الله يهديك ، البحث إما حديثي وإما فقهي ، فالبحث الحديثي ليس هناك نصٌّ أن الإمام بَقِيَ في مكانه ، ممكن يكون كذلك ، وممكن يكون تقدَّم ، وهذا الذي يقتضيه الفقه ، هالجماعة الذين خُوطبوا وهم يصلون مستدبرين الكعبة مستقبلين بيت المقدس لأنُّو هكذا كان الشرع ، لما جاءهم المخبر الصادق أنُّو الرسول استقبل الكعبة ، فهؤلاء حينما استجابوا للمخبر وهنّ في الصلاة ، يا ترى لو واحد اليوم - وهذه ممكن أعتبرها نكتة - لو واحد اليوم من المتفقِّهة جاءه خبر مثل هذا الخبر ، تدرون ماذا يفعل ؟

لقد رأيت ظاهرة غريبة جدًّا في بعض منازلنا ونحن ذاهبون إلى المدينة ، نزلنا في قرية ودخلنا مسجدًا صغيرًا ومظلم وقت صلاة المغرب ، فوقف رجل تركي وبدين مربوع القامة طويل البنية ، وقف متأخرًا شوي زيادة عن الصف ، والمسجد صغير بحاجة إلى تقديم ما بين الصفوف ، فجاء رجل من أهل هديك البلاد ؛ يعني حاول يقدِّمه شوية ما تقدَّم ، يعني ما بقى غير أنُّو إيش ؟ يدفعه دفع و ح يقع في الأرض هداك ، والله ما تحرَّك ولا تحرَّك إطلاقًا ، وأنا عم أصلي ، لكن بقى ذهني عم يشتغل ليش هادا ما عم يتحرك ؟ لأنُّو في المذهب الحنفي إذا قال رجل خارج الصلاة لِمَن يصلي : استقبل القبلة فأنت منحرف عنها استقبلها فورًا بطلت صلاته ، وإذا إجا أخذه هيك بكتفيه حوله لازم يثبت ، ليش ؟ لأنُّو تجاوب معه ، مثل الكلام يعني ، فهدول الأنصار في مسجد قباء - رضي الله عنهم - من هنا تعرفون الفقه السلفي والفقه الخلفي ؛ هدول لو كان على هذا المذهب ما بيسمعوا كلام المخبر إلا بعد زمان ، بعد زمان حتى ما يبدو للناظر أنُّو والله هدول سمعوا كلامه ، يا ترى سمعوا كلامه بعد لحظة ولَّا خمسة ولَّا عشرة شو الفرق ؟ سمعوا كلامه ، هذا فقه متأخِّر !

فالشاهد هؤلاء بفقههم استجابوا للمخبر ... الإمام أحق أن يستجيب فيتقدَّم القوم ؛ لأنُّو لا يوجد في الصلاة الإسلامية المعروفة إمام يؤمُّ الناس وهو خلفهم ؛ إذًا هو بدو يطبِّق المنهج الذي تلقَّاه عن الرسول - عليه السلام - كما تلقوا هذا المنهج الجديد أنُّو من هنا الكعبة الآن وليس من هناك .

مواضيع متعلقة