ابن عمر في " صحيح البخاري " أنكر سنِّيَّة صلاة الضحى وقال عنها : إنها محدثة ، ونحن نعلم عن البدعة التي قال عنها عمر أن لها أصل في الشريعة ؛ فكيف يقول ذلك ابن عمر مع العلم أنها ليس لها أصل في الشريعة عنده ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ابن عمر في " صحيح البخاري " أنكر سنِّيَّة صلاة الضحى وقال عنها : إنها محدثة ، ونحن نعلم عن البدعة التي قال عنها عمر أن لها أصل في الشريعة ؛ فكيف يقول ذلك ابن عمر مع العلم أنها ليس لها أصل في الشريعة عنده ؟
A-
A=
A+
السائل : في " صحيح البخاري " ثبت عن عبد الله بن عمر أنه أنكر سنِّيَّة صلاة الضحى ، وقال عنها أنها مُحدثة ومن أحسن ما أحدثوا . ونحن نعلم عن البدعة التي قال عنها عمر بن الخطاب أن لها أصل ؛ جمع الناس في صلاة التراويح ؛ فكيف هنا قال : من أحسن ما أحدثوا وليس لها أصل في الشريعة عنده ؟

الشيخ : الحقيقة أنُّو ليس عندي جواب يُقنعني فضلًا عن أن يُقنع غيري ؛ وإن كنتُ أذكر أن بعض العلماء تأوَّلوا ... ثم ... أنه لا يعني أصل صلاة الضحى ، وإنما يعني أداءَها في المسجد . هذا ما قالوه ، لكن الجواب هذا غير مقنع عندي ؛ لأنُّو لا يزال الإشكال قائم ، لكن بينما كان منصبًّا من قبلُ على أصل صلاة الضحى بهذا التأويل ينتقل منه إلى صلاة الضحى في المسجد ، وصلاة الضحى في المسجد لا يمكن - أيضًا - أن نسمِّيَها بالبدعة ؛ لأنها لها - أيضًا - أصل ، ولهذا أقول أنا : الله أعلم ما الذي أراد ابن عمر بهذه الكلمة ، لكننا نقول هي بظاهرها مخالفة للأثر الثابت عنه : " كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " . فقوله قاعدة كلية تدل على أنه يذمُّ كل بدعة وإن كانت عند الناس حسنة ، لكن هنا هو بيسمِّي صلاة الضحى سواء كان مقصودًا بها أصلها أو كان مقصودًا بها صلاتها في المسجد كما تأوَّل بعض العلماء ؛ فلا يزال القول مشكلًا ليس عليه جواب عندي ، لكن نحن نقول : نعود بهذا الأثر الخاصِّ في صلاة الضحى إلى ذاك الأثر الذي قلنا : إنه قاعدة عامة ؛ حيث يقول : " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " . ونعترف - أو أنا على الأقل أعترف - بأنه لا جواب عندي في التوفيق بين قاعدته وهي سليمة بالمئة مئة ، وبين كلمته خاصَّة بصلاة الضحى ؛ مع العلم بأنَّه إن كان يعني بكلمته تلك صلاة الضحى نفسها ؛ فمعنى ذلك أنه فاتَتْه جمهرة من الأحاديث التي جاءت في شرعية صلاة الضحى ؛ سواء ما كان منها من قوله - صلى الله عليه وسلم - أو من فعله . ويبقى الإشكال فقط حول تحسين ... وحينئذٍ فليس في الأمر كبير خطورة ؛ لأنه ... والله أعلم ما الذي أراد به ، هذا ما عندي .

مواضيع متعلقة