ما هي كيفية تحريك الأصبع في التشهد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي كيفية تحريك الأصبع في التشهد ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال - يا شيخ - عن صفة تحريك الإصبع في الصلاة ؛ يعني في ناس يعني .

سائل آخر : الاستمرارية .

السائل : نعم ؟

سائل : الاستمرارية .

السائل : إي ، في ناس يقولون استمرارية ، نعم ، وهذا الصحيح إن شاء الله تعالى ، لكن يعني في ناس يقولون : تضع أصبعك هنا ؛ الإبهام في هذا وتحرِّكه هكذا ، وفي ناس تقول - مثلًا - صفة هكذا إشارة يمين يسار ، في ناس تفخض وترفع هكذا ، في ناس تحرِّك يدها مع الأصبع ، فالحركة - الحمد لله - نقول : إن شاء الله ثابتة ، لكن الصيغة علميًّا يعني ؟

الشيخ : أوَّلًا حتى نكون واضحين في الموضوع : ليس هناك في أيِّ حديث بيان صفة التحريك ، ليس هناك حديث فيه بيان صفة التحريك ، كلُّ ما في الأمر هناك حديث وائل بن حجر أنَّه رأى الرسول - عليه السلام - يحرِّكها يدعو بها ، ولكن عندنا بعض الأحاديث يُمكن بها أن نُبطِلَ بعض الصفات التي أنتَ ذكرتها آنفًا ، فمثلًا هذه الرُّكبة مع الفخذ وأنا واضع قبضة يدي هكذا ، ورفعت سبابة وأشرت إليها ، إذا فعلت فيها هكذا وهكذا هذا خلاف الحديث الصَّريح أنه رآه مُستقبلًا بها القبلة ، إذًا هكذا هكذا هذا لا أصل له ، أما هكذا .

السائل : إلى القبلة يعني .

الشيخ : إي نعم ، إلى القبلة ؛ فهذا باطل إذًا .

السائل : يمين يسار باطل .

الشيخ : إي نعم ، الشيء الثاني يمكننا أن نُبطله ؛ وهو ما يفعله البعض من الخفض والرَّفع ، هذا اسمه خفض ورفع ، هذا لم يَرِدْ مطلقًا ، الذي ورد هو : " رأيته يحركها " ، إذًا يحرِّكها هكذا ، لكن هنا بقى الشاهد الذي قصدته بقولي : ليس هناك حديث يكيِّف صورة التحريك ، وأنا قد أفعل هكذا ، يمكن غيري يعمل هكذا ؛ يعني بيسرع أكثر شوية ، ربما إنسان أبطأ شوية إلى آخره ، فأنا أقول هنا : ليس عندنا حديث ينبغي أن نلتزمَه في صفة التحريك ، ولكن هذا هو الرأي وهو الاجتهاد وهو النظر ؛ فمن رآه صوابًا وقف عنده ، وإلا يحرِّكه كما يتفق له ؛ أنا أرى أنَّ هذا التحريك السريع ما في لدينا شاهد من السنة مما يليق بالصلاة لولا أنه جاء حديث التحريك صراحةً لَقُلنا : لا تحريك ؛ لأنه قد جاء في " صحيح مسلم " قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( اسكُنوا في الصلاة ) ، نحن نرى بعض الناس وهم في الصَّلاة يعبثون بثيابهم بأكمامِهم ربَّما بساعاتهم ربَّما إلى آخره ، هذا يُنافي قوله - عليه السلام - : ( اسكنوا في الصلاة ) ، هذه الحركة هي في الأصل تُنافي الأمر بالسكون في الصلاة ، ولكن الدين ليس بالرأي كما قال علي - رضي الله تعالى عنه - : " لو كان الدِّين بالرأي لرأيت المسح أسفل النعل ، ولكن رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على النعل أو على الخفِّ . -- الله أكبر الله أكبر -- .

إذًا نحن نحرك تحريكًا نُثبت به تجاوُبَنا مع تحريك الرسول لإصبعه ، لكن لا نُبالغ في التحريك ؛ لأنه لا يتلاءَمُ مع قوله : ( اسكنوا في الصلاة ) .

وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة