حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من مصيبة تُصيب المسلم إلا كفَّرَ الله عنه بها حتى الشوكة يُشاكها ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من مصيبة تُصيب المسلم إلا كفَّرَ الله عنه بها حتى الشوكة يُشاكها ) .
A-
A=
A+
الشيخ : الحديث الذي بعده صحيح أيضًا كما يدلُّ على ذلك التخريج ، قال : وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قلت : يا رسول الله . قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . الظاهر هنا خطأ لم يتنبَّه له !

( ما من مصيبة تُصيب المسلم إلا كفَّرَ الله عنه بها حتى الشوكة يُشاكها ) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : ( لا يصيب المؤمنَ شوكةٌ فما فوقها إلا نقَصَ الله بها من خطيئته ) ، وفي أخرى : ( إلا رفَعَه الله بها درجة وحطَّ عنه بها خطيئة ) ، في هذه الرواية زيادة على ما سبق من الروايات أن الله - عز وجل - يرفع له بهذه المصيبة درجة أيضًا بالإضافة إلى أنه يحطُّ عنه بها سيئة وخطيئة ، قال : وفي أخرى له - يعني مسلم - قال : دخل شاب من قريش على عائشة - رضي الله عنها - وهي بمنى ، وهم يضحكون ، فقالت : ما يضحككم ؟ قالوا : فلان خَرَّ على طنب فسطاط ، فكادت عنقه أو عينه أن تذهب . فقالت : لا تضحكوا ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما من مسلمٍ يُشاك بشوكةٍ فما فوقها إلا كُتِبَتْ له بها درجة ، ومُحِيَتْ عنه بها خطيئة ) .

هذا كالأحاديث السابقة ، بل رواية من روايات مسلم فيها أن الله - عز وجل - بالإضافة إلى أنه يحطُّ من سيئات هذا الذي يصاب بمصيبة ما أيضًا يكتب له بها درجة ، إلا أن في قصة عائشة مع أولئك الناس تنبيه وتربية للمسلمين فيما إذا وقع بين أيديهم مثل هذه الحادثة ؛ حيث أنه في كثير من الأحيان يُصاب أحدهم بمصيبة ، فيضحك لها أصحابه الذين مِن حوله دون أن يلاحظوا أن هذا الإنسان بما أُصِيبَ به فذلك خير له ؛ فممَّا يضحكون إذًا ؟ فمعنى هذا التنبيه من السيدة عائشة أنه ليس من أدب المسلم مع أخيه المسلم أنه إذا رأى أخاه المسلم أُصِيبَ بمصيبة أن يضحك ؛ لا ، أو أن يفرح ويسرُّ من باب إيش ؟ التسلية ، بل عليه أن يتذكَّر أن هذا خير أرادَه الله - عز وجل - بهذا المسلم ، فقَدَّر عليه تلك المصيبة ؛ فلا ينبغي أن يُقابلها بالضحك والمرح .

مواضيع متعلقة