تحذير السَّائلين من الأنانية وحبِّ الذات ، وشرح حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تحذير السَّائلين من الأنانية وحبِّ الذات ، وشرح حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، مَن يهده الله فلا مضلَّ له ، ومَن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

قبل المباشرة للإجابة على هذه الأسئلة أريد أن أذكِّر إخواننا السَّائلين بخُلُقٍ إسلاميٍّ كريم ، هذا الخلق هو ألَّا يكون المسلم أنانيًّا ، وألَّا يحب الخير لنفسه فقط ، وإنما يحبه - أيضًا - لإخوانه المسلمين كما يحبُّه لنفسه تجاوبًا منه مع حديث نبيِّه - عليه الصلاة والسلام - القائل : ( لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) ، وهذا الحديث صريح في الحضِّ على أن يحبَّ المسلم ما يحبُّ لنفسه من الخير أن يحبَّه - أيضًا - لأخيه المسلم ، ينطبق على مئات إن لم نقل على ألوف المسائل ، والذي أريد أن أضرب عليه مثلًا الآن هو أنَّ سائلًا ما يسأل ، وكأنه يفترض أن لا سائل سواه ، فهو يحشر السؤال تلو السؤال ، والسؤال بعد السؤال ، فمتى يتفرَّغ المجيب للإجابة على الأسئلة الأخرى إذا كان السَّائل سأل فكتب ما يُقال اليوم " جورنال " جريدة من الأسئلة ؟ لذلك يجب أن يُفسِح المجال كلُّ سائل منكم للآخر ، فيسأل كلٌّ منكم سؤالًا حتى تتفرَّغ الصفحة وينوجد الوقت للإجابة على أسئلة الآخرين فإذا انتهت الأسئلة وانتهت الأجوبة ولا يزال في يدنا فسحة من الوقت فيكون قد جهَّزَ السؤال الآخر ، هذا خير من أن أضطرَّ أنا أن آخذ هذه الورقة مثلًا ، فأجيب على سؤال ، فبيرفع أصبعه السَّائل وبيفضح حاله ؛ بيقول : لسا فيه سؤال ثاني ؛ لا ، فليكن كلٌّ منكم قانعًا بأن يسأل سؤالًا واحدًا ، فإذا تتابَعَتْ الأسئلة كل فرد سؤال ، وانتهت الأجوبة ولسا معنا وقت ؛ فتعاد أسئلة جديدة ، وهكذا دواليك ، فالآن اسمعوا هنا .

مواضيع متعلقة