التوقير المشروع لأهل العلم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التوقير المشروع لأهل العلم .
A-
A=
A+
الشيخ : ... يعالج خطأ من هذه الأخطاء الكثيرة التي ابتلي العالم الإسلامي بالوقوع فيها منذ القديم و لو رثنا هذه الأخطاء التي جاءتنا من القديم لكان يكفينا الجهاد في سبيل القضاء عليها فما بالكم أو ما بالنا وهناك أخطاء تجد في كل يوم لأننا نفرق بين خطأ وقع بعض أهل العلم وبين خطأ يقع فيه من لا علم عنده وإنما هي التقاليد والأهواء التي لا علاج لها إلا بتقوى الله أما النوع الأول فعلاجه العلم ولذلك نذكر إخواننا بحقيقتين اثنتين إحداهما قاعدة والأخرى فرع ، أما القاعدة فهي إجلال أهل العلم وتعظيمهم وتوقيرهم ولكن في حدود الشرع كما تعلمون من قوله عليه صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) ، كذلك قوله عليه السلام: ( من إجلال الله عز وجل إجلال قارئ القرآن وذي الشيبة المسلم ) ، هذه قاعدة ولكن ليست على إطلاقها وشمولها بحيث أن لكل مسلم يريد أن يقوم بتوقير العالم وأن يعرف له قدره وأن يوقر ويجل ذي الشيبة المسلم فالذي يريد أن يقوم بهذا ليس ذلك حسب هواه وإنما يكون ذلك حسب ما جاء به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم سواء طابق هواه أو خالفه هكذا كان سلفنا الصالح ينطلقون في توجيهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تاركين عواطفهم جانبا آخذين أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأيمانهم , تعلمون أن من أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) ، لكن القليل من يعلم سبب ورود الحديث وله أسباب منها أن معاذا رضي الله تعالى عنه كان سافر من المدينة إلى دمشق فلما رجع و وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يسجد له فنهاه وأنكر ذلك عليه فقال: يا رسول الله إني أتيت الشام فوجدت النصارى يسجدون لقسيسيهم ورهبانهم فوجدتك أنت أحق بالتعظيم منهم هذا المنطق السليم فعلا لولا الدين فالعقل السليم لا ينهض ولا يكفي وهذا مثال من عشرات الأمثلة ليستقل في معرفة ما يحل وما لا يحل , ليستقل في معرفة الحسن والقبيح ومن هنا ضلت المعتزلة حينما قالوا بالتحسين والتقبيح العقليين وحينما جعل حزب من أحزاب المسلمين اليوم العقل كالدليل الشرعي كالكتاب والسنة هذا هو هذا هو الاعتزال الحديث اليوم ولذلك فالمسلم المهتدي حقا لا يسلط عقله في معالجة ما يرد عليه أو ما يعترض سبيله من أمور وإنما يحكّم دينه في ذلك فلما قال معاذ بن جبل قولته تلك قال عليه السلام الحديث المذكور: ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) ولكن لا ينبغي أو ( لا يصلح السجود إلا لله ) كما في بعض الروايات ومن الأسباب التي ، ومن الأسباب أو المناسبات التي ذكر هذا الحديث أن جملا شرد عن أصحابه وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأرخى رأسه إليه أناخ وكأن الرسول عليه السلام ألهم أو فهم من هذا الحيوان أنه مظلوم فسأل عن صاحبه فقال: أنا قال: إنه يشكو أنكم عملتم عليه سنين فلما أسن وكبر بدكم تذبحوه فأمر الرسول عليه السلام أن يحسنوا إليه الصحابة رأوا الجمل كأنه وضع رأسه وفهموا كأنه يسجد لرسول الله فقالوا له نحن أحق بالسجود فذكر الرسول عليه السلام هذا الحديث الشاهد منه أن تعظيم العالم لا يكون بالأهواء طبعا اليوم في المجتمعات الإسلامية العامة والحمد لله لا يوجد سجود لأهل العلم والمشايخ وإن كان هذا لا يزال موجودا في بعض الطرق مثل الميلاوية بصورة خاصة المعروفين في الشام وفي تركيا هذا نحن رأينا بعضهم في المسجد الكبير مسجد بني أمية يقف الشيخ المولوي وعلى رأسه الطربوش الطويل هذا يقف في المكان من المسجد ويتحلق الدراويش حوله فيخرج أحدهم من الحلقة طبعا أمر مدبر عندهم فيأتي أمام الشيخ وينحني له وتشوف منظر قبيح جدا لأنه الإنسان في طول قامته يقبح منه انحناؤه بين يدي شيخه فما بالك وقد أطال قامته أكثر من اللازم بهذا الطربوش الطويل فيجدون هذا كدليل احترام للشيخ وهذا من جهلهم لمثل هذه الأحاديث فلئن كان هذا السجود أو تعظيم بعض المشايخ لمثل هذه الظاهرة نادرا والحمد لله اليوم لكن الشائع تعظيم العلماء بالقيام لهم تعظيم العلماء بالبدء بهم ... .

مواضيع متعلقة