الكلام على العلم الصحيح المحمود في دين الإسلام مع التَّنبيه على أهمية علم الحديث . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على العلم الصحيح المحمود في دين الإسلام مع التَّنبيه على أهمية علم الحديث .
A-
A=
A+
الشيخ : وتبيَّن لك أنه الحق تتَّبعه إن شاء الله .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : أنت دارس شيء علم الفقه وعلم أصول الفقه ؟

السائل : لا .

الشيخ : ... ؟

السائل : ... مقلدين .

الشيخ : طيب ، نعم ؟ مقلدين في كل شيء .

طيب ، إذا كنا مختلفين أنا وإياك في مسألة شرعية ؛ شو الطريق اللي نقتنع نحن وإياك ؟

السائل : ... .

الشيخ : طول بالك ، أنا مسألة من المسائل مختلف أنا وإياك .

السائل : أيوا .

الشيخ : مسألة من المسائل ، مثلًا الدخان حرام ولَّا حلال ؟ أنت بتقول : حرام ، وأنا بأقول : حلال .

السائل : ... .

الشيخ : أصبح ما بدك تبحث ، أنت أصبحت ما بدك تبحث ؛ لذلك في حدا عم يسجِّل كلامه ؟

سائل آخر : طبعًا .

[ إعادة استماع الكلام السابق أعلاه من شريط مسجَّل ] .

الشيخ : أنا أسألك شو الطريق أنت بتقول ... أنا بسألك سؤال : إذا كنت ... سترًا للعورة من تحت ؛ يعني نتمّ ندنِّي إيدينا حتى كأننا نصلي عراةً ، أو بعضهم بيعملوا هيك ، وبعضهم بيسدلوا بالكلية ، سلوا هالسؤال هاد حينئذٍ تعرف أنُّو هذا هو رجل عالم ولَّا رجل جاهل ، أنا بأقول لك سلفًا : امسك مَن شئت ممَّن أنت تعرفهم من أهل العلم ، ولقاؤنا سيكون بعد شهر أو شهرين إن شاء الله .

السائل : بعد شهر .

الشيخ : تعطينا إيش ؟ جواب هالسؤال ، هدول الجماعة بيعملوا هيك ، ونحن منَّا من يعمل هيك ، ومنَّا من يعمل هيك ، ومنَّا من يسدل لا يعمل لا هيك ولا هيك ولا هيك ، هيك الرسول - عليه السلام - كان يصلي ؟ بدنا - يا أستاذ - تدلنا على صلاة الرسول - عليه السلام - ، طبعًا ما راح يدلك على " صفة صلاة النبي " ، مؤلفه الألباني الشاذ الضال المضل !! قل له : دلنا إذًا على كتاب يعلِّمنا صفة صلاة النبي وحتى نخلص من الحيرة ، شيء بيعمل هيك شيء هيك شيء هيك ، شيء مطلق الثلاثة بالثلاثة ؛ يعني لا على الصدر ولا تحت السرة ولا على القلب ، أسأل هذا السؤال البسيط جدًّا ، ورجائي إذا كنت مخلصًا كما أرجو في البحث أن تتبيَّن لك الحقيقة من مجرَّد هذا السؤال ، وتعلم أن العلم ليس هو دراسة مذهب فلان ومذهب فلان ، وإنما العلم أن تعرف دليل المذهب الفلاني ، ودليل المذهب الفلاني ، ودليل المذهب الفلاني ، وليس هذا فقط كما يفعلون في كليات الشريعة بيقول لك : الفقه مقارِن أو مقارَن ، بيقول لك : دليل الحنفي كذا ، دليل الشافعي كذا ، مالك وأحمد كذا وكذا ، ثم يطلع الطَّالب حيران مشوَّش ضايع بين المذاهب الأربعة !! ليش ؟ لأنُّو فاقد الشيء لا يعطيه ، هذا اللي عم يدرِّس الفقه المقارِن هو نفسه حيران .

ولذلك ستجد في التجربة - هَيْ إن سمعت كلمتي وسألت هذا السؤال - ستجد الجواب : لا ندري ، هذه مسائل مقرَّرة ، وكل واحد لازم يتَّبع مذهب ، فستعلم أنُّو قول " ابن الهمام " : " أنُّو المقلِّد ليس عالمًا ، بل هو جاهل " ؛ هو حقٌّ ، وستعلم بالنتيجة معنى الحديث الصحيح : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ) ، مع الأسف الشديد كم فقيه عندك هنا في البلد ؟ على عدم دراستك للفقه ؛ لأنُّو لو سألنا طالب علم ح يقول : بالعشرات إذا ما قال بالمئات ، بس أنت يمكن تقول : بأعرف خمسة عشرة ؛ أليس كذلك ؟ أقل من هيك يعني ؟ هيك شي ، طيب ، كم محدث في عندك هون في بلدك ؟ ما بتعرف ، أنا ما أنكر عط بالك ، بس بأريد أقول لك أنك أنت ما بتعرف ، شو السبب يا ترى ؟ لقلَّتهم ولَّا لكثرتهم ؟ تعرف تجاوبني هالسؤال ؟ نعم ؟ ما سمعت ؟

الحاضرون : لقلَّتهم .

الشيخ : مو هيك ، مو حرام هذا في دين الله ؟! الحديث اللي هو الأصل الثاني بعد القرآن ، وإليه مرجع الفقهاء كلهم ، كلهم لا خلاف بينهم بعد القرآن والحديث ما يكون في عندكم علماء أكثر من الفقهاء ، بيعرفوا العامي السُّوقي اللي بالسوق لشهرتهم ؛ لأنُّو هم المصابيح مصابيح الهدى ، بهم يهتدي الناس ، بيعرفوا صلاة الرسول صيامه قيامه وضوءه غسله أخلاقه إلى آخره ، هدول أهل الحديث بيعرفوا هادا الشيء ، فإذا كان ما فيه عندنا في حلب العاصمة الثانية لبلاد سوريا علماء في الحديث ما بأقول لك : عالم في الحديث ، قد يكون في الزوايا خبايا كما يُقال ، ولكن مو بحثنا في هذا ، بحثنا أنُّو يجب أن يكون كان يجب أن يكون هنا في حلب في وسط حلب لازم يكون عشرات من علماء الحديث أكثر من علماء الفقه اللي أنت تعرفهم ، أكثر من علماء الفقه اللي بيعرفوهم طلاب الفقه النظاميِّين ، فإذا عرفت هذه الحقيقة بتعرف أنَّ الأمر اليوم كما قال - عليه الصلاة والسلام - ، في حديثك اللي أوردته ولكن في غير محلِّه : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ) ، وين هدول العلماء ؟ علماء الحديث باعترافك ، ما بتعرفهم ولا واحد منهم !

السائل : ... .

الشيخ : ( ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ) ، أنا لا أريد أن أقول لك : في سوريا ما فيه علماء حديث ؛ لأنُّو يمكن تقول هذا عم يزكِّي نفسه ، لكن اسأل أهل العلم ، اسأل المجلات اللي يكتبوا فستسمع ما يخزي ، ستسمع في العالم الإسلامي ما في خمسة عشرة من علماء الحديث ، ستعرف مصيبة المسلمين اليوم في علمائهم بالحديث ، إي نعم ، ( ولكنَّه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ) ، جهَّالًا بإيش ؟ بقول أبي حنيفة بقول الشافعي ؟ لا ، هدول كثر باعترافك أنت واعترافي أنا ، لكنهم جُهَّال في الكتاب والسنة معًا ؛ لأنُّو السنة توضِّح الكتاب .

( اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا ؛ فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ؛ فضلُّوا وأضلُّوا ) ، ولو كان في الوقت متَّسع لَأتينا لك بعشرات الأمثلة التي تُوجَّه اليوم إلى هؤلاء الذين يسمِّيهم البعض بأنهم علماء ؛ ستسمع العجب العجاب ، هذه الأقوال لا قال بها أبو حنيفة ، ولا الشافعي ، ولا مالك ، ولا ولا ولا إلى آخره ، ولا قال به دعاة التبصُّر في الدين أمثالنا ، لَكان مين قالها ؟ قالها هؤلاء الذين غرَّهم الناس بقولهم هؤلاء هم أهل العلم ، وهؤلاء إذا مات الواحد منهم يُعلم في التعزية هذا الحديث الصحيح : ( إن الله ) إلى آخره .

الخلاصة - يا أخ - يجب أن يكون في العالم الإسلامي عشرات بل مئات علماء الحديث ، وهؤلاء هم الذين يجب عليهم أن يحقِّقوا الآية السابقة : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) ، أنا أعلم أنُّو من هؤلاء أفراد مبعثرون مثل النقطة البيضاء في الثور الأسود كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة في غير هذه المناسبة ، لعلنا استطردنا كثيرًا ، ولكن لعلَّ في ذلك فائدة لِمَن كان يرجو الله واليوم الآخر وذَكَرَ الله كثيرًا ، وإن في ذلك لَذكرى لِمَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

سائل آخر : ... بتسمح لي ... الأخ ؟

الشيخ : نعم .

سائل آخر : في كتاب ... .

مواضيع متعلقة