بيان أن الخلاف في مسائل العقيدة تعدى إلى مسائل الفروع ومثاله: هل يجوز للحنفي أن يتزوج من المرأة الشافعية لأنها تستثنى في إيمانها - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أن الخلاف في مسائل العقيدة تعدى إلى مسائل الفروع ومثاله: هل يجوز للحنفي أن يتزوج من المرأة الشافعية لأنها تستثنى في إيمانها
A-
A=
A+
الشيخ : ... ترتب من وراء هذا الخلاف الثاني خلاف ثالث وهو كما يسمونه ليس له علاقة بالعقيدة فانظروا الذي ستسمعونه لعلّه أخطر من الخلاف الأول والثاني لأنه أثر من هاذين الخلافين قال قائلهم هل يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية ؟ هذا مسطور حتى اليوم في كتب الفقه في كتب الأحكام وليس العقيدة كان الجواب الذي استمر العمل عليه سنين طويلة لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالشافعية لماذا ؟ قالوا لأن المذهب الشافعي يقول بأن الإيمان يزيد وينقص ويترتب من وراء ذلك أن أحدهم إذا سئل هل أنت مؤمن ؟ قال أنا مؤمن إن شاء الله قال أولئك الذين يقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص من قال أنا مؤمن إن شاء الله فقد شك في إيمانه ومن شك في إيمانه فهو كافر فالمرأة الشافعية إذا هي كافرة هي شر من اليهودية والنصارنية لأن اليهودية من أهل الكتاب أما هذه فخرجت من الإسلام بزعم هؤلاء الذين خالفوا القرآن و السنة في قولهم الإيمان لا يزيد ولا ينقص وترتب من وراء ذلك أنه إذا قيل لأحدهم هل أنت مؤمن قال أنا مؤمن حقا لأنه قال أنا إيماني كإيمان جبريل أما الذي يقول إن الإيمان يزيد وينقص فيقول إن شاء الله لأن الإيمان لا حدود له (( الذين قالوا لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فما زداهم إلا إيمانا ... )) ، لذلك يقول أحدهم إذا سئل هل أنت مؤمن لأن الإيمان قابل للزيادة أما أولئك لما فهموا خطأ أن ألإيمان لا يزيد ولا ينقص رتبوا عليها أمورا خطيرة جدا ، نتج من وراءها أنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية لأنها تشك في إيمانها تبعا لمذهبها إذا قيل لها هل أنت مؤمنة تقول أنا مؤمنة إن شاء الله ومن شك في إيمانه فقد كفر وأنتم تلاحظون أن الأشاعرة وأهل الحديث معهم كالإمام أحمد رحمه الله وغيره من أهل السنة حينما يقولون الإيمان يزيد وينقص لا يقصدون ما فيه القلب و إنما يقصدون ما يترتب من أثار الإيمان من العمل الصالح الذي يقرنه الله عز وجل دائما مع الإيمان (( الذين آمنو وعملوا الصالحات )) ، فحينما يقول الحنفية عن الشافعية يشكون في إيمانهم هذه مغالطة يشكون في إيمانهم أي أثار إيمانه أي عملهم الصالح أما الذي في القلب فلا يشكون فيه أبدا قلت آنفا استمرت الفتوى سنين طويلة لا يتزوج الحنفي بالمرأة الشافعية حتى جاء رجل من أفاضل علماء الحنفية وهو المعروف بأبي السعود صاحب التفسير المعروف به ، ويلقب بمفتي الثقلين لأنه قالوا كان يفتي الجن مع الإنس سئل هذا السؤال هل يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية اسمعوا الآن الجواب الذي يرضي العاقل أوله ويزعجه آخره ، وهذا من عجائب الفتاوى قال يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية فهذا خير لأنه خالف الفتوى السابقة التي قالت لا يجوز لكن اسمعوا التّعليل قال يجوز تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب يعني سعرها سعر اليهودية والنصرانية هذا يا إخواننا نحن لا نقصد الآن إحياء المقبور لأنّ هذه المسائل لا يدرسها متفقّهة العصر الحاضر لا يتعمقون في دراسة المذاهب القديمة هم مستريحون منها لأن الإسلام بالمفهوم العام هذا هو الذي يهمهم فنحن لا نريد من هذا إلا أن نبيّن لهم إن قولهم إن الخلاف في الفروع وليس في الأصول هذا كذب يخالف الواقع ... .

مواضيع متعلقة