التعليق على قول الباحث تحت حديث : ( إن الله لم يأمُرْنا أن نكسو الحجارة والطين ) قوله : " ولا يُؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التعليق على قول الباحث تحت حديث : ( إن الله لم يأمُرْنا أن نكسو الحجارة والطين ) قوله : " ولا يُؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير " .
A-
A=
A+
الشيخ : ... الآن المصنف أورد حديث عائشة حديث القرام ولَّا ما أورَدَه ؟ ما أدري .

يقول : روى مسلم عن زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة الأنصاري قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تماثيل ) ، هذا سبق أن ذكره ، لكن أورَدَه بسبب أنُّو فيه زيادة ، قال : فأتيت الراوي ، قال : فأتيت عائشة فقلت : إن هذا يخبرني أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تماثيل ) ؛ فهل سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكر ذلك ؟ فقالت : لا ، ولكن سأحدثكم ما رأيته فَعَلَ ، رأيته خرج في غزاته ، فأخذت نِمْطًا . انتبهوا أنُّو هنا النمط ليس مبيَّنًا شكله وصورته ، فأخذت نمطًا فسترته على الباب ، فلما قدم فرأى النِّمط عرفت الكراهية في وجهه ، فجَذَبَه حتى هَتَكَه ، أو قَطَعَه وقال : ( إن الله لم يأمُرْنا أن نكسو الحجارة والطين ) . قالت : فقطعنا منه وسادتين ، وحشوتُهما ليفًا ، فلم يعِبْ ذلك عليَّ . يقول : رواه الترمذي .

قال : " ولا يُؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير " ، من أين أخذ التصاوير وليس للتصاوير ذكر في الحديث ؟ أعيد الحديث حديث عائشة ، قالت : رأيتُه خرج في غزاته ، فأخذت نمطًا فسترته على الباب ، فلما قدم فرأى النِّمط عرفت الكراهية في وجهه ، فجَذَبَه حتى هَتَكَه أو قَطَعَه ، وقال : ( إن الله لم يأمُرْنا أن نكسو الحجارة والطين ) . قالت : فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفًا ، فلم يعِب ذلك عليَّ .

قال : " ولا يُؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير " . ليس للتصاوير ذِكْر في هذا الحديث ، فقوله : قال النووي : " وليس في الحديث ما يقتضي التحريم ؛ لأن حقيقة اللفظ أن الله لم يأمُرْنا بذلك ، وهذا يقتضي أنه ليس بواجب ولا مندوب ، ولا يقتضي التحريم " . هذا كلام النووي ، وهو كلام صحيح ، لكن فرق بين النووي وبين المؤلف ، النووي حينما يقول هذا الكلام ينظر إلى الحديث كقصة منفصلة عن موضوع التصاوير والصور ؛ لأنه لا ذكر للتصاوير في هذه القصة ، ويؤكِّد ذلك أن الحديث يُوجِّه نظر القارئ والسامع إلى قضية أخرى ليست في الحقيقة من باب المحرَّمات ، وإنما هي من باب الآداب الإسلامية أو المكروهات التي ينبغي أن يبتعد المسلم عنها ؛ وذلك قوله - عليه السلام - : ( إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين ) ؛ يعني من المكروه إسلاميًّا أن يضع الستار على مكان ليس هو بحاجة لستر هذا المكان وإنما للزينة ؛ فلذلك يقول الرسول - عليه السلام - : ( إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين ) ، فلو كانت القصة ذكر للتصاوير المحرَّمة لَتوجَّهت همة الرسول - عليه السلام - إلى إنكارها كما وقع في حديث القِرام أكثر من إنكار الستارة التي وُضِعَت في مكان لا حاجة إليها .

ولذلك فحشدُ المصنف لهذا الحديث في موضوع التصاوير وليس للتصاوير فيه ذكر هو ممَّا لا ينبغي ؛ لا سيما وقد أوهَمَ القارئ لكلامه أن الإمام النووي معه حينما استدل بكلامه الصريح أن هذا الحديث لا يفيد التحريم ، وإنما يفيد الكراهة التنزيهية ؛ أنه يعني ستر أي مكان بستارة ولو بيضاء صافية لا صور فيها لا حاجة إلى هذه الستارة ، فيأتي نهي الرسول لا للتحريم ، ( إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين ) ؛ فهو يُوهم إذًا القارئ أن النووي معه أوَّلًا في حمل الحديث على التصاوير ، وثانيًا في أنه ليس للتحريم وإنما للتنزيه ، هذا ما ينبغي .

نعم .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، هناك في سبب ... .

السائل : ... في تصاوير .

الشيخ : نعم .

السائل : لا ، في تصاوير .

الشيخ : وين ... هون ولَّا هنيك ؟

السائل : ... .

الشيخ : إي ، تلك حاشية من عنده بمناسبة كلامه عن الصور ، أما النِّمط لغة مو شرط أنُّو يكون فيه تصاوير .

عيد عباسي : أستاذ ، جدار فيه - مثلًا - وسخ كذا ... يعني ؟

الشيخ : في إيش ؟

السائل : وسخ مثلًا .

الشيخ : فيه حاجة ... في حاجة ، يعني من باب الزينة كما يفعلون اليوم ، حط سجادة هناك ولا حاجة إليها .

السائل : يعني تعريفه للنِّمط بأنُّو جدار فيه تصاوير غلط ؟

الشيخ : لفظة التصاوير لغةً خطأ طبعًا ليس من طبيعة النِّمط .

السائل : يعني أنت قريتها بهذا المعنى ؟

الشيخ : لا ، لأنُّو هو حاططها بين قوسين ، وواضعها بمناسبة الكلام عن الصور .

عيد عباسي : الواضح الحديث : ( إن الله لم يأمرنا بكسوة الجدار ) ، هذا في الكسوة فقط ... .

الشيخ : إي نعم ، وعلى كل حال ، مرَّت هذه الجملة منه وكما قلت لكم لفظة تصاوير ليست من مدلول النّمط أبدًا .

عيد عباسي : داخلة في البحث ؛ أنُّو ثوب أو بساط في نقش ... .

الشيخ : فهمت بس .

عيد عباسي : هون في حديث ... .

الشيخ : إي بمناسبة الحديث .

عيد عباسي : ... في تصاوير .

الشيخ : صفحة قديش عندك ؟

عيد عباسي : إي نعم ، مئة وستة ، يعني - أستاذ - لو كان من طبيعة النِّمط أن يكون فيه تصاوير ما كان قال ... ولم يكن تحته فيه تصاوير ، فيه تصاوير .

الشيخ : نعم نعم ، هذا ما ... لكن نحن نرجع لكلامه ، هو فسر النِّمط كما سمعتم فيما سبق ؛ ثوب أو بساط فيه نقوش وصور ، فقد يكون فيه نقوش زخارف ، وقد يكون فيه صور ، فهو جاب هذا النقل لأجل أنُّو الحديث في الصور ، أما لغةً النِّمط ما هو شرط أنُّو يكون فيه صور إطلاقًا ، وهذا في الواقع من التساهل في التعبير .

السائل : ... .

الشيخ : هذا ما سبق كلامه ، نعم .

فإذًا هنا قلنا أنُّو في إيهام للقارئ من نقل المصنف لكلام النووي ما لا يريده النووي .

مواضيع متعلقة