ما رأيكم فيمن يرمي أهل السنة بأنهم مرجئة لأنهم لا يجعلون العمل شرط صحة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم فيمن يرمي أهل السنة بأنهم مرجئة لأنهم لا يجعلون العمل شرط صحة ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ مادام العمل شرط كمال لا شرط صحة كما يقول المعتزلة والخوارج فإن بعض الناس يتهم أهل السنة أو يتهم بعض السلفيين بأنهم مرجئة ذلك لأنهم يعتقدون أنهم إن قالوا إن العمل شرط كمال إن ذلك يؤدي إلى أن الإيمان قول بلا عمل ويقولون هذا قول المرجئة فمادمتم أنتم أيها السلفيون لا تكفرون تارك الأعمال ومن تلك الأعمال الأركان الخمسة وكذلك من ترك الحكم بغير ما أنزل الله من غير ما جحود واستحلال فأنتم مرجئة فما ردكم على هذه الفرية بارك الله فيكم ؟
الشيخ : أولا نحن ما يهمنا الإصطلاحات الحادثة بقدر ما يهمنا اتباع الحق حيثما كان فسواء قيل أن هذا مذهب الخوارج أو المعتزلة فهم يقولون معنا لا إله إلا الله محمد رسول الله فهل معنى كون وافقناهم على هذه الكلمة الطيبة أن نحيد عنها لأن غيرنا من أصحاب الانحراف عن الحق هم يقولون بذلك أيضا ؟ بداهة سيكون الجواب لا وإنما نحن كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ندور مع الحق حيث دار فالذين يتهمون أهل السنة الذين يقولون بما ذكرنا مما عليه الأئمة بالإرجاء فما هو هذا الإرجاء عندهم ما هو هذا الإرجاء الذين يقولون بالإرجاء لا يقولون بأن الإيمان يزيد و ينقص بالأعمال الصالحة ولذلك فثمة خلاف واضح جدا بين أهل الحق وبين المرجئة فنحن نعلم أن علماء السلف يذكرون عن بعض الفرق من المرجئة الذين يقولون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص أن أحدهم لا يتورع عن أن يقول إيماني كإيمان جبريل هذا منقول ذلك لأن حقيقة الإيمان عندهم غير قابلة للزيادة والنقصان مذهب الإرجاء من قولنا نحن بأن الإيمان يزيد وينقص وكما جاء في السؤال مما لا حاجة إلى التكرار أن زيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية ولقد بلغ من انحراف القائلين بالإرجاء حقيقة مبلغاً خالفوا فيه نصوصاً غير النصوص التي تدل صراحة في الكتاب والسنة على أن الإيمان يزيد فقالوا بأنه بناءً على قولهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص قالوا تلك الكلمة وبنوا عليها أنه لا يجوز الإستثناء في الإيمان لا يجوز أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله و رتبوا على هذه القولة حكماً خطيراً جداً وهو تكفير من يستثني في إيمانه فمن قال أنا مؤمن إن شاء الله قد جاء في كتب الفروع بأنه لا يجوز لحنفيٍّ أن يتزوج بشافعية لأنهم يستثنون في إيمانهم هكذا كان قد صدر من بعض علمائهم من قبل ثم جاء من يظن بأنه كان من منصفيهم أو من المعتدلين فيهم فأفتى بالجواز لكن الحقيقة أنني أتساءل أيهما أخطر أهذا الذي أفتى بالجواز بالتعليل الآتي أم أولئك الذين صرحوا بأنه لا يجوز للحنفيّ أن يتزوج بالشافعية لأنهم يشكون في إيمانهم فالتي تشك في إيمانها لا تكون مسلمة ولا من أهل الكتاب ليجوز أن يتزوجها لو كانت من أهل الكتاب فجاء هذا الذي قد يظن أنه من المعتدلين فيهم فأجاب حينما سئل وهو المعروف بمفتي الثقلين وهو مؤلف التفسير قال يجوز والتعليل الآن هو موضع العظة " تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب " فهذا هو الجواب المرجئة ولا شك أن الذين يتهمون القائلين بكلمة الحق مما سبق بيانه آنفا أن الإيمان يزيد وينقص إلى آخره أنهم يقولون على أهل الحق ما ليس فيهم وفي اعتقادي أنهم يعلمون ما يقولون ويعلمون أنهم مبطلون فيما يقولون فالفرق في اعتقادي واضح جدا بين عقيدة السلف وبين المرجئة فشتان بين الفريقين والظلم من هؤلاء الناشئين اليوم الذين يتهمون أتباع السلف الصالح بأنهم مرجئة . نعم
السائل : ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية قسم فرق المرجئة إلى ثلاثة أقسام فمنهم من يقول إن الإيمان مجرد ما في القلب ومنهم من يقول إنه مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية الفرقة المعروفة
الشيخ : نعم
السائل : وهناك قول ثالث للمرجئة وهم مرجئة الفقهاء إذ يقولون هو تصديق القلب وقول اللسان وعامة المرجئة كما تعلمنا من فضيلتكم يذهبون إلى أنه لا يزيد ولا ينقص ولا يتبعض ولا يتفاضل أهله فيه بل إيمان الجميع سواء أما السلفيون أهل الحديث والسنة فإنهم يقولون إنه اعتقاد وقول وعمل يزيد وينقص ويتبعض ويتفاضل أهله فيه ويستثنون في الإيمان ويرون أنه أصل وفرع

مواضيع متعلقة