بيان ضلال كثير من المتكلِّمين في تفريقهم بين العلم والعمل . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ضلال كثير من المتكلِّمين في تفريقهم بين العلم والعمل .
A-
A=
A+
الشيخ : " وهذا مما غَفَلَ عنه كثير من المتكلمين في مسائل الإيمان ؛ حتى ظنُّوا أنه مجرَّد التصديق دون الأعمال ، وهذا من أقبح الغلط وأعظمه ؛ فإن كثيرًا من الكفار كانوا جازمين بصدق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - غير شاكِّين فيه ، غير أنه لم يقترن بذلك التصديق عمل القلب من حبِّ ما جاء به والرضا وإرادته والموالاة والمعاداة عليه ، فلا تُهمِل هذا الموضع ؛ فإنه مهم جدًّا به تعرفُ حقيقةَ الإيمان ، فالمسائل العلمية عملية ، والمسائل العملية علمية ، فإن الشارع لم يتَّخذ من المكلَّفين في العمليات بمجرَّد العمل دون العلم ، ولا في العلميات بمجرَّد العلم دون العمل " .

فتحرَّرَ من كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن التفريق المذكور مع كونه باطلًا بالإجماع لِمُخالفته لِمَا جرى عليه السلف مع تظاهر الأدلة المتقدِّمة على مخالفته ، فهو باطل - أيضًا - من جهة تصوُّر المفرِّقين عدم وجوب اقتران العلم بالعمل والعمل بالعلم ، وهذه نقطة هامة جدًّا تساعد المؤمن على تفهُّمِ الموضوع فهمًا صحيحًا ، وعلى الإيمان ببطلان التفريق المذكور يقينًا ، ثم إن ما تقدَّمَ من البحث وتحقيق القول ببطلان التفريق المذكور إنما هو قائم كلُّه على افتراض صحة القول بأن خبر الواحد لا يُفيد إلا الظَّنَّ الراجح ، ولا يُفيد اليقين والعلم القاطع .

مواضيع متعلقة