ما المقصود بفهم السلف الصالح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما المقصود بفهم السلف الصالح ؟
A-
A=
A+
الهلالي : السؤال الثاني يقول إن الدعوة السلفية تعني الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح وهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين هل يعني فهم السلف اتباعهم في أصول الدين أم في المسائل التي اتفقوا عليها أم اتباع كل واحد منهم نرجو توضيح هذه المسألة؟
الشيخ : أظن سبق الجواب ضمنا عن شيء من هذا السؤال أقول إذا اختلف السلف الصالح جاز لنا أن نختلف اختلافهم دون زيادة كما يقول ابن تيمية رحمه الله إذا كان هناك للسلف في المسألة الواحدة قولان فلا يجوز لنا أن نحدث قولا ثالثا ولكن لنا الخيرة بأن نرجح أحد القولين عن الآخر أما أن نأتي بفهم جديد نخالف ما كانوا عليه فهذا مما يدخل في الآية السابقة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فهذا هو الأمر إذا اختلفوا أما إذا اتفقوا فلا شك في أن مخالفتهم أوضح في المخالفة للآية أما إذا لم يكن هناك إلا قول واحد حسب ما بلغنا وقد يكون هناك أقوال أخرى لم نطلع عليها إذا كان هناك لأحدهم قول في مسألة لا ندري نحن مستنده فيها قد يكون هو النظر وقد يكون هو القياس فأنا في هذه الحالة أرى أن الأسلم أن نتبعه في رأيه ما لم يخالف نصا عندنا إما من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو من فعله وأنا أضرب في هذا مثلا وأذكر قصة فيها نكتة أما المثل ففي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عن الشرب قائما " قيل له أرأيت الأكل؟ قال " شر " الأكل قائما قال شر من الشرب قائما أنا في حدود اطلاعي ما علمت تأييدا لكلام أنس ولا مخالفا من كلام الرسول أو من فعله فأطمئن لقوله ما دام الأمر هكذا يعني لا يوجد ما نستند إليه لنخالفه ولنقول لا ليس كما يريد أن يقول شر يعني أشر بل لا نجد ما يساعدنا أن نقول إنه شر ليس بأشر ما نجد هذا ولا هذا إذ الأمر كذلك فاتباعنا لقول أنس وهو الذي خدم النبي صلى الله عليه وآله سلم عشر سنين أضمن لنا من أن نستدل نحن بمثل قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة لأن هذا الأصل ما يخفى على مثل أنس بن مالك أقول في مثل هذه الحالة أن اتباعه خير لنا من أن نحدث رأيا من عندنا نخالف رأيه كما أنني لا أرى أن نتأول النهي هنا كما يقول كثير من العلماء الذين يجيزون الشرب قائما ويعلمون مثل هذا النهي عن النبي صلى الله عليه وآله سلم ثابتا لكنهم يتأولون النهي بأنه للكراهة لا أرى أيضا هذا التأويل لهذا النص الصحيح لأن هناك في رواية أخرى وفي صحيح مسلم أيضا بدل نهى ( زجر رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ) وكما أقول في كثير من مثل هذه المناسبة أنا لا أنسى يا أبا مصعب أصلي يعني ألباني يعني أعجمي والعرق دساس فأتحفظ وأقول أتحفظ حقيقة وأقول مستعينين بأهل العلم وأهل الأصل في العربية أنا أفهم أن قوله ( زجر ) أبلغ في النهي من نهى فإن كان كذلك فأقول أن هذا اللفظ الثاني الثابت أيضا عن أنس يحول بيننا وبين تقبل تأويل نهى أي تنزيها ومعنى ذلك يجوز أن تشرب قائما لكنه خلاف الأولى فزجر لا أجد في اللغة زجر تنزيها وتحريما بخلاف نهى يضاف إلى ذلك والشيء بالشيء يذكر بالمناسبة أن الإمام أحمد رحمه الله روى في مسنده بالسند الصحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلا يشرب قائما فقال له ( يا فلان أترضى أن يشرب معك الهر ؟ ) قال " لا يا رسول الله " قال ( فقد شرب معك من هو شر منه الشيطان ) أيضا لا يساعدنا أن نتأول النهي الذي هو من عمل الشيطان أنه مكروه أنه يجوز لكن مع الكراهة التنزيهية وبخاصة أن تمام حديث أبي هر قال له ( قئ قئ ) هذا أمر فيه إجهاد مقابل إيش؟ مخالفة تنزيهية, لا أعتقد هذا لذلك أريد أن أصل إلى النكتة التي أشرت إليها آنفا وهي أن الصحابة يمتازون عن الذين جاؤوا من بعدهم بأنهم باشروا السمع باشروا الاستماع إلى كلام الرسول وفرق بين سامع مباشرة وبين سامع بالواسطة وهنا النكتة ما أدري سمعتها يوما ما أم لا جاءني ذات يوم وأنا في دمشق أحد إخواننا وقد جادله شخص من حزب التحرير هؤلاء كما أظنكم تعلمون تبنوا أصولا وقواعد فقهية خالفوا المعروف عند علماء الأصول من ذلك أن الأمر لا يفيد الوجوب ولا يفيد استحبابا كقاعدة وإنما أنا أعبر من عندي الأمر فلتان إنما ينظر إلى القيود والمناسبات فيفسر النص إما للوجوب وإما للاستحباب وإما للإرشاد إلى آخره أما أن الأصل يفيد الوجوب لا.
الهلالي : ... عندهم قاعدة الأمر يفيد الطلب.
الشيخ : إي هذا هو طلب الوجوب؟
الهلالي : لا.
الشيخ : هذا هو أنا قلت لك أن أفسرها من عندي نعم المقصود جاءني هذا الشخص بيقول اختلفت أنا وصاحبي حول هذه المسألة وما قدرت عليه لأن صاحبه بيكون معلمه في الصنعة فهو معلمه أولا ثم أعلم منه بالثقافة الشرعية ثانيا, فما استطاع أن يجادله فسبحان الله ألهمت ساعتئذ لأن صاحبنا ما فيه عنده الثقافة القوية بحيث إذا أنا شرحت له الموضوع راح يستوعبه وراح ينقله تماما قلت له أنا راح أدلك على طريقة تستريح منه أنت مأمور عامل عنده أجير كل ما أمرك بشيء بالتعبير السوري قلت له طنش اعمل حالك ما سمعت تذكرتها كل ما هيك طنش ما لك سامع بدو يطلع خلقه بقى الرجل بدو بغضب يا فلان ليش ما بترد علي والله يا أستاذ أنا فهمت منك أن الأمر لا يفيد الوجوب فما دام لا يفيد الوجوب فأنا في حل أنا هون شاهدي هلا ليش جبت ها القضية هاي الصحابي لما بيسمع أمر الرسول بشيء أو بيسمع النهي بيبقى الرسول في وضع يشعر بقى السامع مباشرة أن هذا أمر ملزم وإلا لا نهي يعني مرهب وإلا لا فهو ينقل بقى إلينا أولا لفظ الرسول وثانيا فهمه للفظ الرسول من هنا أنا أقول نحن سلفيون.

مواضيع متعلقة