شرح أثر أم الدرداء رضي الله عنها : ( أن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا ) .وفيه بيان ما عليه نساء السلف من خلق إسلامي رفيع. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح أثر أم الدرداء رضي الله عنها : ( أن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا ) .وفيه بيان ما عليه نساء السلف من خلق إسلامي رفيع.
A-
A=
A+
الشيخ : أما الثاني فهو إسناده حسن وهو أثر من الآثار الموقوفة على بعض الصحابة وهي أم الدرداء حيث روى المصنف - رحمه الله - بإسناده الحسن .عن أم الدرداء : " أن رجلًا أتاها فقال إني رجلًا نال منك عند عبدالملك فقالت " .اسمعوا يا نساء شوفوا أخلاق السلف الصالح من النساء عن أم الدرداء " أن رجلًا أتاها فقال إن رجلًا نال منك عند عبدالملك فقالت أن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا " .

السائلة : كيف يعني ؟

الشيخ : شيء عظيم " جاء رجل إلى أم الدرداء فقال لها إن رجلًا نال منك عند عبدالملك " . نال منك يعني طعن فيك وعند مين مو عند أي رجل كان عند الملك ملك ذلك الزمان وهو عبدالملك بن مروان الأموي . فرجل ينقل إلى هذه السيدة أم الدرداء هذه وشاية بأن فلانا نال منك عند الملك فما اهتز لها شعرة من بدنها بل على العكس من ذلك تلقت هذه الوشاية بكل تؤدة وبكل روية وخلق إسلامي صحيح قالت " إن نؤبن " أي إن نتهم " ونطعن بما ليس فينا فقد زكينا بما ليس فينا " يعني كأنه كلام من وحي السماء ( فقد كان في أمَّتي محدثون ؛ فإن يكن في أمَّتي فعمر ) يقول الرسول - عليه السلام - في ذاك الحديث الصحيح في البخاري : ( لقد كان فيمَن قبلكم ) يعني في بني إسرائيل محدثون ملهمون كثيرون ، أما في هذه الأمة فهم قليلون ؛ ذلك لأن الله - عز وجل - أغنى هذه الأمة بالوحي الذي أنزله على قلب محمد - عليه الصلاة والسلام - ، فجعل رسالته خاتمة الرسائل ، ودينه خاتم الأديان ؛ فلم يبق ثمَّة حاجة كبرى إلى أن يكون في هذه الأمة محدثون ملهمون كما كان الشأن فيمَن قبلكم من الأمم ؛ لذلك فالمحدثون في هذه الأمة قليلون ، وإن يكن فيهم فعمر ، وفعلًا فقد ثبت في أكثر من حادثة أن عمر - رضي الله عنه - كان يتكلم فينزل الوحي وفق كلامه ، يقترح فيأتي الوحي وفق اقتراحه ، فهذا الحديث : ( إن يكُنْ في أمَّتي فعمر ) فيه إشارة إلى قلة وجود المحدثين في هذه الأمة ، فأنا أرى كأنه هذه أم الدرداء من هؤلاء المحدثين الملهمين حين أجابت ذلك الإنسان الناقل لطعن الطاعن فيها فقالت : طالما زكينا بما ليس فينا فإذا طعن فينا بما ليس فينا فلا غرابة في ذلك هذه مقابل هذه . " إن نؤبن " أي نتَّهم بما ليس فينا ، فقد نُزكَّى كثيرًا بما ليس فينا ، فإذا زكَّانا أحد بما ليس فينا هل يتحرَّك منا شيء من ثورة من غضب مع إنه الكلام باطل .

مواضيع متعلقة