ذكر الشيخ لأصل " الدعوة السلفية " من القرآن الكريم ، وهي قوله - تبارك وتعالى - : (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) الآية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر الشيخ لأصل " الدعوة السلفية " من القرآن الكريم ، وهي قوله - تبارك وتعالى - : (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) الآية .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

فإنَّ خير ما نستفتح كلمتنا هذه إنما هو قول الله - تبارك وتعالى - : (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ )) ، إنَّ هذه الآية الكريمة هي الأساس الذي ينبغي لكلِّ مسلم أن ينطلِقَ منها لمعرفة الدعوة التي اصطلح بعض العلماء قديمًا وحديثًا على تسميتها بـ " الدعوة السلفية " ، وقد يسمِّيها بعضهم بـ " دعوة أنصار السنة المحمدية " ، وآخرون بـ " دعوة أهل الحديث " ، وكلها أسماء تدلُّ على معنى واحد ، هذا المعنى الواحد طالما غفل عنه جماعات من المسلمين قديمًا وحديثًا ، ولم ينتبهوا لها ، أو أنهم انتبهوا لها ولم يرعَوها حقَّ رعايتها ؛ ذلك لأن الناس قد مضى عليهم قرون طويلة وقد رانَ على قلوبهم الجمود على التقليد المذهبي بين أهل السنة الذين ينتمون إلى أنهم من أهل السنة والجماعة ، رانَ على هؤلاء كلِّهم في القرون المتأخِّرة بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية ، رانَ عليهم الجمود على التقليد والتديُّن بالتقليد فضلًا عن غير أولئك الذين لا ينتمون إلى " مذهب أهل السنة والجماعة " من الفرق الأخرى ... .

مواضيع متعلقة