باب : - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
باب :
A-
A=
A+
الشيخ : قال المؤلف - رحمه الله - في الباب الخامس بعد المئتين . " باب من قال لأخيه يا كافر " . الحديث الذي أورده في الباب كان قد تقدم برواية أخرى وكأنه يلفت النظر الآن إلى معنى آخر يلتقي مع المعنى السابق أنه يروي هنا بالسند الصحيح .عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( أيُّما رجل قال لأخيه : كافر ؛ فقد باء بها أحدهما ) .

هذا الحديث تقدم في باب سابق بلفظ : ( لا يرمي رجل رجلًا ولا يرميه بالكفر إلا ارتَدَّتْ عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ) . فهذا الحديث من حيث المعنى يؤكد معنى الحديث السابق فيقول أيما رجل قال لأخيه كافر يعني أنت كافر أو هو كافر هذا تقدير المعنى فقد باء بها أحدهما فقد عرفنا المعنى الصحيح لمثل هذه الجملة من الدرس السابق باء بها أحدهما إن كان المقول له كافر فعلًا فقد وقعت الكلمة في محلها وإن كان المقول له ليس كافرا بل هو مسلم ولكن قد يكون فاسقا بل وقد يكون صالحًا فيعود اسم من أطلق على ذاك المسلم كلمة كافر على هذا المطلق .أريد أن أؤكد ما شرحته في الدرس السابق الحديث يعطينا شيئين : الشيء الأول أنه لا يجوز للمسلم أن يكفر مسلما وهذا أمر واضح الشيء الثاني وهنا الدقة إذا قال المسلم لأخيه المسلم كافر وكان هذا المكفر هذا الذي قيل له من مسلم قيل له كافر الظاهر مسلم لكن في الحقيقة يعلم الله أنه كافر فقد وقعت الكلمة في محلها ولا إثم على الذي أطلق عليه كلمة الكفر فهذا واضح أيضًا ، لكن الدقة إذا كان الأمر ليس كذلك أي إذا كان المكفر في علم الله - عز وجل - ليس كافرا ولا يستحق كلمة الكفر فماذا يصيب الذي كفر الذي قال لذاك المسلم أنت كافر وهو حقيقة عند الله ليس بكافر فما الذي يلحق المكفّر ظاهر الحديث إنه بيرجع هو بيصير كافر ما بيصير كافر إذًا شو المعنى يلحقه إثم الكفر إثم الكفر زيد قال لعمرو أنت كافر عمرو المكفّر له حالة من حالتين إما أن يكون حقيقة عند الله كافر فالكلمة أصابت محلها ولا إثم على المكفّر وإن كان الحقيقة أن المكفَّر الذي هو عمرو هو في واقع علم الله - عز وجل - ليس كافرا بل هو مسلم يعود على المكفّر إثم التكفير يعود عليه إثم التكفير لا يعود عليه التكفير مفهوم عمل القضية هي يعني أنا لا سمح الله إذا قلت لواحد من المسلمين أنت كافر إذا كان هذا في الظاهر يبدو لنا أنه مسلم لكن أنا استشهدت حقيقة أمره فقلت له أنت كافر وفعلا هو عند الله كافر ما فيها شيء فالكلمة هي أصابت محلها لكن لا سمح الله إذا كان هو مسلم عند الله - عز وجل - وأنا إما يعني متقصد نكايته والطعن فيه بغير حق أو إني غلطت فحينئذٍ هو لا يمسه هالكلمة بسوء يبقى مسلما كما يعلمه الله - عز وجل - لكن أنا بأى لما قلت له كافر وليس بكافر الحديث يقول : ( فقد باء بها أحدهما ) هذاك قلنا مسلم ليس بكافر إذن هل أبوء أنا بهذا التكفير ؟ الجواب : أنا أبوء لا سمح الله بإثم التكفير مش بحكم التكفير ، وضحت لكم القضية هذه لأنه هذه مهمة جدًّا لأنه كثير من الناس بيفهموا مجرد ما يقول واحد للثاني يا كافر أو كما مضى في الحديث السابق يا عدو الله بيرجع هو بيصير إيش ؟ كافر بمجرد الكلمة هي اللي اتهم بها أخوه المسلم أو بمجرد ما قال له يا عدو الله صار هو عدو الله لا إذا كان هذاك مسلم وليس كافرا وليس عدو الله بيلحق الملقب له بهذه الكلمة بيلحقه إثم التكفير وليس حكم التكفير فالمصنف كأنه أعاد هذا الباب لتتركز هذه الحقيقة في ذهن المسلم .بنفس المعنى الحديث الثاني في هذا الباب وهو أيضًا عن ابن عمر لكن بلفظ ( إذا قال للآخر : كافر ؛ فقد كفر أحدهما إن كان الذي قال له كافرًا فقد صدق ، وإن لم يكن كما قال له ؛ فقد باء الذي قال له بالكفر ) ، هذه احفظوها بدل بالكفر بإثم الكفر أو بإثم التكفير هذا أصح .

مواضيع متعلقة