باب : - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
باب :
A-
A=
A+
الشيخ : ثم يعقد المصنّف - رحمه الله - بابا يبيّن فيه ما الذي يفعله الصّديق حينما يغلبه لسانه فيلعن من ليس أهلا للعن ، قال المصنف في هذا الباب : " باب من لعن عبده فأعتقه " .يروي بإسناده الصحيح عن السيدة عائشة : أنَّ أَبَا بَكرٍ لَعَنَ بَعضَ رَقِيقِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يَا أَبَا بَكرٍ ، اللَّعَّانِينَ وَالصِّدِّيقِينَ ؟! ) .

هكذا في الرواية عند المصنِّف وهي عند غيره كالبيهقي في " شعب الإيمان " بلفظ أوضح وأنهض قال : ( ألعَّانون وصدِّيقون ؟ ) . يعني هما أمران لا يجتمعان ، أنت صدّيق وأنت - أيضًا - تلعن ؟ ( كلا وربِّ الكعبة ، أمران لا يجتمعان مرتين أو ثلاثا ) أي : كرَّرَ هذه الجملة - عليه الصلاة والسلام - : ( ألعانون وصدِّيقون ؟ ألعانون وصدِّيقون ؟ ألعانون وصدِّيقون ؟ كلا وربِّ الكعبة ) . فماذا فعل أبو بكر - رضي الله عنه - ، هذا مما يدل على قوة إيمانه وصحة صدِّيقيَّته : فأعتق أبو بكر يومئذ بعض رقيقه ، كفارة للعنه بعض رقيقه بغير حقٍّ ، وبعد ذلك أكمل أبو بكر - رضي الله عنه - المسارعة في توبته حيث جاء في آخر الحديث : ( ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : لا أعود ) فهو لم يتُبْ بينه وبين ربِّه فقط بأن أعتق بعض رقيقه ، بل هو - أيضًا - بعد أن فعل ذلك سارع إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مظهرًا له ندمه على ما فعل وعزمه على ألَّا يعود .

مواضيع متعلقة