باب : - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
باب :
A-
A=
A+
الشيخ : الباب الخامس بعد المئة . " باب من أحبَّ أن يكون عبدًا " . روى المصنف - رحمه الله - بإسناده الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( العَبدُ المُسلِمُ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ سَيِّدِهِ لَهُ أَجرَانِ ) .

هذا بمعنى الأحاديث السابقة ، لكن الشاهد منه هو قول أبي هريرة الآتي قال : " وَالَّذِي نَفسُ أَبِي هُرَيرَةَ بِيَدِهِ لَولَا الجهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والحجُّ وبِرُّ أُمِّي لَأحبَبْتُ أَن أَمُوتَ مَملُوكًا " .

وهذا لما ذكرناه آنفًا من أن نجاة المملوك مربوط بطاعتين طاعة لسيده وطاعة لربه - تبارك وتعالى - فتمنَّى أبو هريرة أن يكون مملوكًا ، لكن لا يستطيع ذلك من حيث أنه عليه واجبات الجهاد في سبيل الله والحج إلى بيت الله الحرام والقيام بطاعة أمه وبرِّه بها ، وعلى كل حال فهذا التمني يبدو أنه ليس حقيقة ؛ لأن الحرَّ لا يجوز أن يستعبد نفسه لغيره ، ولكن غرضه من مثل هذا الكلام هو بيان أن هذا المملوك حينما ربنا - عز وجل - ابتلاه بالرِّقِّ فلا ينقم بسبب ذلك على ربه ، بل ليتَّخذ ذلك وسيلةً تقرِّبه من ربه وتنجيه من عذابه ، وذلك طريقه سهل ؛ أن يطيع مولاه سيده ، وأن يعبد ربَّه حتى يأتيه اليقين ، هذا هو قصد أبي هريرة من هذه الكلمة .

السائلة : ما فهمت قول أبو هريرة .

الشيخ : نعم .

السائلة : ما فهمت قوله جيِّدًا : " لولا الجهاد والحج وبر أمي " .

الشيخ : " لَأحببت أن أكونَ مملوكًا " .

السائلة : إي ، يعني هذه الثلاثة أشياء ليست واجبة على العبد كالحج والجهاد وبر الأم .

الشيخ : العبد مملوك لسيده فلا يجب عليه شيء إطلاقًا إلا أن يأذنَ له سيده .

مواضيع متعلقة