ما هو رأيكم في تحدُّث شاب مع امرأة أجنبية مع الدليل الشرعي كما يقع في الجامعة وغيرها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو رأيكم في تحدُّث شاب مع امرأة أجنبية مع الدليل الشرعي كما يقع في الجامعة وغيرها ؟
A-
A=
A+
الشيخ : يقول هنا سائل : ما هو رأيكم في تحدُّث شاب مع امرأة أجنبية مع الدليل الشرعي كما يقع في الجامعة وغيرها ؟

لا شك أن هذا السؤال يتعلَّق بواقع الشباب المُبتَلَى بدراسته في الجامعات ، ونحن نقول أنه من المستحسن قبل أن نباشر في الإجابة عن هذا السؤال نقول : أن من الواجب أن نذكِّر بحكم الشرع بالنسبة لهذه الدراسات الخليطة من الجنسين ، وبعد ذلك يسهل أن نفهم الجواب عن ذاك السؤال ، أو لعله كان من المستحسن أن نقول : كنت أظن أن السَّائل سيسأل هذا الذي أريد البحث فيه ؛ هل يجوز اشتراك الشباب والشابات في الدراسة في الجامعة ؟ فإذا عرف جواب هذا السؤال أخذ الجواب عن ذاك السؤال بطبيعة الحال ، فأريد أن أقول :

ليس في الإسلام دراسة خليطة من الجنسين ، بل الإسلام حريص على التفريق بين الجنسين في أقدس الأماكن والتي لا يمكن أن يُتصوَّر في الذهن مكان يمكن أن يكون الشيطان أبعد ما يكون عنه من تلك الأماكن ؛ ألا وهي المساجد ، فلعلَّكم جميعًا تعرفون قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما سُئِلَ عن خير البقاع وشر البقاع ؟ فنزل جبريل - عليه الصلاة والسلام - في الجواب قائلًا : ( خير البقاع المساجد ، وشرُّ البقاع الأسواق ) .

هذه البقاع التي هي خير البقاع كما سمعتم شَرَعَ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيها الفصلَ بين الجنسين ، وسأذكر لكم بعض الأمثلة ممَّا هو معروف بعضه ومجهول بعضه الآخر ، فإذا عرفتم هذه الحقيقة وهي أن الشارع الحكيم باعَدَ بين الجنسين في أطهر الأماكن فَمِن باب أولى أن يُباعِدَ بينهما لا أقول في الأسواق ، وإنما ما قد يكون مثل الأسواق أو أحسن من الأسواق أو شرًّا من الأسواق ؛ الله أعلم بما هناك .

إذا عرفنا أن الشارع الحكيم باعَدَ بين الجنسين بأقدس المواطن - ألا وهي المساجد - عرفنا حكم هذا الاختلاط ؛ فما هي هذه المباعدة التي أشرنا إليها وقلنا : إن البعض يعرف شيئًا منها ، أو البعض الآخر لا يعرف الشيء الآخر ؟

كلنا يعلم أنه لا يجوز للمرأة أن تصطَفَّ مع الرجال وهي تصلي لله - عز وجل - وهو يصلي كذلك لله - عز وجل - ، كلاهما الرجل والمرأة واقف بين يدي الله يعبده يخافه ويخشاه ؛ مع ذلك لا يجوز أن يقف أحدهما جنبًا إلى الجنب الآخر ، هذا معروف ، وأكَّدَ ذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحضِّ على الابتعاد بأن قال : ( خير صفوف الرجال أولها ، وشرُّها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرُّها أولها ) ، فهذا الحديث يُعطينا مباعدة أخرى أكثر من الأولى ، الأولى لا يجوز للمرأة أن تدخل في صفِّ الرجال ولا الرجل في صفِّ النساء ، لكنَّ الحديث السابق يبيِّن لنا مباعدةً أخرى هي أسمى وأعلى من الأولى ، وهي أن الصَّفَّ الذي تصفُّه النساء المفاضلة في هذه الصفوف عكس المفاضلة في صفوف الرجال ، فخير صفوف الرجل أولها وشرُّها آخرها ، أما صفوف النساء فأولها شرُّها وخيرها آخرها .

والمعنى : أن المرأة يجب أن تبتعد عن الرجال ليس تقوم في الصف الأخير في الصف الأول الذي يلي الصف الأخير من صفوف الرجال ، بل تجعل بينها وبين الصف الأخير من صفوف الرجال صفوفًا أخرى ، مَن كانت مِن النساء حريصة على اتباع السنة والشريعة فهي لا تصفُّ في الصف الأول من صفوف النساء ، وإنما تتأخَّر هناك حيث لا صَفَّ بعد ذلك ، وواضح جدًّا بحيث أن الأمر لا يحتاج إلى بيان أن الغرض من ذلك هو تحقيق معنى عامِّي ، لكن أنتم ترون في هذه الأحاديث وغيرها أن هذا المعنى الكلام العام هو معنى شرعي ؛ " بعِّد عن الشَّرِّ وغنِّ له " يقول العامي ، فبعِّد عن صفوف الرجال ولو أنت في بيت من بيوت الله ولو قائمة بين يدي الله وصلِّي في آخر صفوف النساء . خير صفوف النساء آخرها ، وشرُّها أولها ؛ لماذا ؟ لإبعاد الاختلاط بين النساء والرجال أبعد ما يمكن من المفارقة .

ولعله من المفيد أن نذكِّر بقصة وقعت في أشرف القرون وأطهرها وأزكاها ، وهي قرن الرسول - عليه السلام - وعصره وزمانه ، فإنكم إذا عرفتم ذلك سَهُلَ عليكم ربط الحديث السابق بهذه النكتة التي ندندن نحن حولها ؛ ألا وهي إبعاد النساء عن الرجال ما أمكن ذلك .

نزل في القرآن الكريم قوله - تبارك وتعالى - : (( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ )) ، نزلت هذه الآية في رجلٍ كان يتعمَّد الصلاة في آخر صفٍّ من صفوف الرجال ، وفي امرأةٍ كانت تصلي في أول صفٍّ من صفوف النساء ، وكان هذا الرجل قد وقعت عينه على هذه المرأة ، فشُغِفَ بها حبًّا ، فكان من أجل أن يحظى بنظرة إليها يتأخر فيصلي في الصف الآخر ، وكيف ينظر إليها وهو يصلي ؟ فكان الشيطان يوسوس إليه ، فكان إذا سجد نظر تحت إبطه هكذا ، نظر إليها وهو يصلي ؛ هذا معناه أن الشيطان كما قال في القرآن للإنسان عدو مبين ، وأن الشيطان ليس له وظيفة في هذه الدنيا إلا أن يفتن عدوَّه الإنسان في كل وسيلة من الوسائل تتيسَّر له ؛ حتى وهو قائم بين يدي ربِّه - عز وجل - ؛ لذلك كان يوحي إليه بأن يتعمَّد الصلاة في الصف الآخر ، ويوحي إلى تلك أن تتعمَّد الصلاة في الصف الأول من صفوف النساء ، فيمكِّن من أن ينظر أحدهما بهذه الوسيلة إلى الآخر ، فأنزل الله - عز وجل - تلك الآية مربِّيًا ومؤدِّبًا أنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، فقال - عز وجل - : (( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ [ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ] الْمُسْتَأْخِرِينَ )) الذين يتقدَّمون الصفوف حرصًا على اكتساب ثواب الصف الأول ، والذين يتقصَّدون الصلاة في الصف الأخير حرصًا على أن ينال نظرة من تلك التي شغف بها حبًّا .

وأقول : لعل الرسول - عليه السلام - بمثل هذه المناسبة قال ذلك الحديث : ( خير صفوف الرجال أولها ، وشرُّها آخرها ) ، والعكس بالعكس كما سمعتم .

هذه المفارقة والمباعدة من تلك المباعدات التي شَرَعَها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في أقدس البلاد والأماكن ألا وهي المساجد .

ثم انظروا في وسيلة أخرى شَرَعَها الرسول - عليه الصلاة والسلام - للناس إبعادًا - أيضًا - للفتنة والفساد بين الجنسين ، فقد جاء في " صحيح البخاري " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا سلَّمَ من الصلاة جلس في المساجد لا يتحرَّك ، وفي بعض الأحاديث أن جلوسه كان بمقدار ما يقول : ( اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) بعد أن يستغفر الله ثلاثًا استغفارًا مختصرًا ؛ ( أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ) ، ويقول بعد ذلك : ( اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) .

كان يمكث هذا المقدار ، قال الراوي واختلف علماء الحديث فيه أهو الراوي الأول وهي أم سلمة أم بعض الرواة من الأدنى وهو الزهري ؟ أيًّا ما كان قالوا : كنَّا نُرى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما كان يمكث ذلك المكث بعد الفريضة حتى ينصرف النساء قبل الرجال ؛ لأن طبيعة أكثر الناس أن الإمام إذا سلَّمَ وخرج من صلاته انفضوا ، وقليل منهم مَن يمكث يصلي يقرأ الأوراد والأذكار المعروفة ؛ كما جاء في حديث ذو اليدين الذي أُخرِجَ في " الصحيحين " ، وذلك حينما سَهَا الرسول - عليه السلام - في صلاة العصر فصَلَّاها ركعتين ، وما كاد أن يسلِّم - وهنا الشاهد - قال : حتى خرج سرعان الناس .

سرعان الناس جماعة مسرعين يلَّا ركضوا خارجين من المسجد ، أحد المتباطئين وهو المعروف بلقب ذو اليدين قال : يا رسول الله ، أقَصُرَتِ الصلاة أم نسيت ؟! قال : ( كلُّ ذلك لم يكن ) . قال : بلى . فنظر الرسول - عليه السلام - إلى أصحابه قائلًا : ( أَصَدَقَ ذو اليدين ؟! ) . قالوا : نعم ، صليت ركعتين ، وكان الرسول ترك محلَّ الصلاة ، ولا أقول : المحراب ؛ لأنه لم يكن في المسجد محراب ، فرجع إليه وصلى ركعتين وتمَّت صلاته .

الشاهد : عادة الناس جماهيرهم أن الإمام إذا سلَّمَ خرجوا مسرعين ، فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلِّم هؤلاء ويؤدِّبهم عمليًّا ؛ حينما يسلِّم من صلاته يمكث قليلًا من الوقت ثم ينصرف إلى بيته ؛ لماذا ؟ كي لا يقوم الرجال والنساء معًا فيختلطون معًا في الطريق وهم خارجين من خير بلاد الله - عز وجل - .

بمثل هذه الوسائل وفي أقدس الأماكن كما ذكرنا باعَدَ الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بين النساء والرجال ، وهذا كله يدخل في باب أو في قاعدة من قواعد الشريعة العظيمة ألا وهي قاعدة سدِّ الذريعة ، فَمِن باب سدِّ الذريعة تعاطى الرسول - عليه السلام - هذه الوسائل حتى يُبعد الشيطان عن أن يتمكَّن من أن يوسوس لبني الإنسان .

وقد قال - عليه السلام - في مناسبة هامة جدًّا لها صلة كبيرة بأصل ذلك السؤال : ( إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ، متى قال هذه الكلمة الطَّيِّبة ؟ كان - عليه الصلاة والسلام - واقفًا مع زوجته صفية حينما مرَّ به أو بهما رجلان من الأنصار من الصحابة ، فلما وقع نظرهما على الرسول - عليه السلام - وبجنبه امرأة أسرعا السير ؛ ركضوا ، وهذا حياءً منهما ، فقال لهما - عليه الصلاة والسلام - : ( على رسلكما ) ؛ على مهلكم امشوا مثل ما كنتوا ماشيين ، ( هذه صفية زوجتي ) ، قالوا : يا رسول الله ، إن كنَّا لَنشكُّ في أحد فلَسْنا نشكُّ فيك . قال - عليه السلام - : ( إنَّ الشيطان لَيجري من ابن آدم مجرى الدم ) .

يعني الرسول - عليه السلام - هنا الصحابة الاثنين الأنصاريين ؛ أنُّو صحيح أنتم ما تشكوا في طهارتي وزكاة نفسي وعصمتي من أن أتحدَّث مع امرأة أجنبية لا صلة لي بها من الناحية الزوجية ، ولكن قد يأتي الشيطان ويوسوس إليكما ، فتحبط بذلك أعمالكما وتكونا في الآخرة من الخاسرين ؛ لذلك قال - عليه السلام - : ( إن الشيطان لَيجري من الإنسان أو من ابن آدم مجرى الدم ) .

إذا عرفنا هذه الحقائق فنحن نعتقد أنه إذا وُجِدَ المجتمع الإسلامي المنشود فلا يمكن أن يوجد هناك معاهد أو مدارس أو جامعات يعيش فيها الجنسان بعضهم مع بعض ؛ لأنُّو اجتماعهما في مثل هذه المجتمعات يُنافي كلَّ تلك التشريعات التي جاءت في الإسلام ، وقد ذكرنا لكم بعض الأمثلة ونماذج منها .

فإذا كان الأمر كذلك فوضح جواب ذلك السؤال بداهةً ؛ إذا كان لا يصح شرعًا أن يجتمع الرجال والنساء في المسجد إلا أن يكون بعضهم بعيد عن بعض كلَّ البعد فأولى وأولى أن يكون الأمر كذلك في غير المساجد ولتكن الجامعات ، فأولى وأولى من ذلك الأولى أن لا يجوز للشاب أن يقف الشاب مع الفتاة مسلمة يتحدث إليها ؛ لأن هذا الجلوس وهذا القيام هو مِن أقوى الأسباب لدخول الشيطان بينهما .

كثيرًا ما نُسأل سؤالًا آخر يشبه هذا السؤال : هل يجوز في الشرع أن يجتمع زوجات الإخوة المتحابين في الله المتصادقين المتناصحين أنُّو الزوجات والأزواج جالسين في مكان واحد أو على مائدة واحدة مثلًا ؛ هل يجوز هذا ؟

أقول أنَّ هذا من باب الجواز يجوز لكن معلَّق بشرط غير واقع ؛ يجوز إذا تصوَّرنا أن كلًّا من الحاضرين رجالًا ونساء يلتزِمْن الحشمة والأدب ، وفي فرصة محدودة النطاق إما طعام أو شراب أو جلسة عائلية وما شابه ذلك ؛ لا يُتَّخذ ذلك ديدنًا وحياةً ولا يمكن الحياة إلا بهذه الصورة ؛ لا ، أحيانًا ، مع ذلك أقول : في هذا الحين مثل هذا الاجتماع يجوز إذا توفَّرت الشروط ، ومن الصعب خاصَّة بمثل مجتمعنا هذا الذي كلما مضى عليه يوم ابتعد عن الإسلام سنين ، هذه الشروط أن يلتزم كلٌّ من الرجال والنساء الحشمة والأدب ، فلا يتكلَّم أحد الحاضرين من الرجال أو النساء بكلام - مثلًا - مضحك ، فتبدر بسمة من هنا وقهقهة من هنا ، فَمِن هنا يتسرَّب الشيطان إلى نفس الإنسان ؛ لذلك ما دام هذا من الصعب تحقيقه وفي مثل جلسة عارضة طارئة فالأولى أن لا يحصل مثل هذا الاجتماع ؛ ليه ؟ لأن الشيطان يجري من ابن آدم أو من الإنسان مجرى الدم .

لذلك فأقول كما قلت في مطلع أو في أول مباشرتي الجواب : مَن كان مِن الشباب مبتلى في الدخول في الجامعة بدراسة ما فعليه أن يكون بعيدًا عن أن يُوجِدَ أيَّ صلة بأيِّ فتاة ولو كانت من الفتيات المتحجِّبات ، ولو أن هذا الحجاب ليس كما ينبغي ، ولكن مع ذلك حنانيك بعض الشَّرِّ أهون من بعض ، ولا تغرَّك المرأة المحتجبة وتقول أنُّو هذه أخت مؤمنة ومسلمة ؛ فهذا من دهاليز الشيطان - أيضًا - لبني الإنسان ، لأن هذه إذا كانت متحجبة مش معناها أنُّو صارت راهبة ، بل ولو أنها صارت راهبة مو معناه أنُّو صارت جمادًا ؛ يعني خرجت عن كونها بشر لها أحاسيس لها شهوات لها طلبات ورغبات ، ولكن المرأة الصالحة تجاهد ، لكن هذا الجهاد من تمامه الابتعاد عن الطريق الذي يدخل به الشيطان إلى بني الإنسان .

إذا تذكَّرنا قصة الرسول - عليه السلام - مع الرجلين وهو قائم مع صفية ، ولَفْت النظر إلى أن الشيطان يدخل ويمشي في دم الإنسان فماذا يكون هذا الشاب إذا وقف مع فتاة ولو أنُّو ماشيين - مثلًا - في باحة الجامعة ؟! لكن ما في حدا قريب معهم تمامًا ملاصق معهم حتى ما تبدر منه كلمة أو منها كلمة ، فيعني مجال دخول الشيطان بين الشاب المسلم زعم والشابة المسلمة زعمت موجود في كل مناسبة ؛ لذلك فالسعيد والمؤمن حقًّا هو مَن يبتعد عن كل الوسائل التي قد تورِّطه وقد ترميه يومًا ما على أمِّ رأسه .

من أجل هذا حرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخلوة ؛ لأنها وسيلة كبيرة جدًّا لدخول الإنسان وقضاء حاجته من بني الإنسان فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ، لا يُقال : هذا الحديث حرَّمَ الخلوة فما ليس بخلوة لا شيء فيه ؛ نقول : الحرمات درجات ، والممنوعات في الشرع كذلك ، فإذا لم يكن هناك خلوة ، يقولون - مثلًا - ما هي الخلوة ؟ هو أن يدخل إنسان مع امرأة أجنبية في مكان ويغلقون الباب ؛ هذه خلوة ، وهذه محرَّمة ، لكن إذا كان الباب مفتوح فليس بخلوة ؛ هذا كلام صحيح ، لكن هذا مو معناه أنُّو إذا جلس في غرفة والباب مفتوح أنُّو الشيطان ما يدخل بينهما ، لكن دخوله هناك حينما يُغلَق الباب أقوى له وأسعد له بكثير ؛ لهذا فهذا الحديث في الوقت الذي يحرِّم الخلوة ينبِّه الإنسان المسلم العاقل أنه لا يجوز له أن يقوم في مقام ريبة أو ظن أو شبهة .

ولعل في هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة