بعض الحاضرين لا تعجبهم صلاتي ، ويقولون عني : إني صغير السِّنِّ ، وهناك مَن هو أكبر سنًّا ؛ فهل ينطبق عليَّ الحديث ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بعض الحاضرين لا تعجبهم صلاتي ، ويقولون عني : إني صغير السِّنِّ ، وهناك مَن هو أكبر سنًّا ؛ فهل ينطبق عليَّ الحديث ؟
A-
A=
A+
السائل : ... .

الشيخ : كيف ؟

السائل : نفس ... بعض الحاضرين بالمسجد طبعًا لا تعجبهم صلاتي ... أو بعض الأحناف يقولون - مثلًا - : صغير السن ، في مَن هو أكبر منك سنًّا ؛ فهل ينطبق الحديث عليَّ ... ؟

الشيخ : طبعًا لا ينطبق ، حديث : يكرهونه لِمَا به من الانحراف عن الشرع ؛ إما لفسق وإما لجهل وإما لأيِّ شيء آخر ، أما يكرهونه لتديُّنه وتمسُّكه بالسنة فحاشا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل هذا من ذاك القبيل ، فأنت إن استطعت أن تثبت على هذا وتفهِّم الناس أنُّو في هناك مَن هو أكبر منك سنًّا ؛ طيب ، هل هو أفقه ؟ هل هو أعلم ؟

الأحناف يتفقون مع كل العلماء المسلمين بأن السِّنَّ ليس هو المميز الأول أو الشيء الذي يترجَّح به الإمام ، وإنما هذا يأتي في مرتبة ثانية أو ثالثة ؛ فهم يلتقون مع علماء المسلمين جميعًا في أن الأحقَّ بالإمام هو الأقرأ كما قال - عليه السلام - : ( يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله ؛ فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنًّا ، فإن كانوا في السِّنِّ سواء فأقدمهم هجرةً ) ، لكن يختلفون مع الشافعية في تفسير قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( أقرؤهم لكتاب الله ) هل المقصود بالأقرأ هو ما يتبارد إلى ذهن كل عربي ؛ يعني الأكثر حفظًا للقرآن ولَّا المقصود بالأقرأ الأعلم كما يتأوَّله الحنفية ؟

ونحن لا نشك أن هذا التأويل خطأ ، وأن الصواب هو الفهم الأول ، ويدلنا على ذلك أشياء أحدها في نفس الحديث ؛ لأنه لا سبيل إلى أن يكون أيُّ شخص ومنه هذا الإمام أن يكون أعلم القوم إلا بطريق السنة ، ونحن نجده في الحديث نفسه جعل الأعلم بالسنة بالمرتبة الثانية ، فلا يمكن إذًا أن نفهم من قوله - عليه السلام - : ( أقرؤهم كتاب الله ) يعني أعلمهم ، وإلا كان الحديث يضرب بعضه بعضًا ؛ كما لو قلنا : يؤمُّ القوم أعلمهم بكتاب الله ، فإن كانوا في العلم سواء فأعلمهم بالسنة ؛ أي : أعلمهم ؛ لأنُّو لا يمكن أن يكون أعلم بالكتاب إلا إذا كان أعرف بالسنة ، فالرسول - عليه السلام - وهو أفصح مَن نطق بالضاد لا يمكن أن يتكلَّم بمثل هذه المتعارضات ، هذا الشيء الأول اللي يرجِّح أن ( أقرؤهم ) على بابها .

الشيء الثاني : وهذا أمر مهم جدًّا كمنهاج للمسلم لكيفية فهمه لأحاديث الرسول - عليه السلام - ، هذا المنهاج هو أن تُفهم أحاديث القول القولية على ضوء السنة العملية التي جرى عليها السلف بعهد الرسول - عليه السلام - وما بعده ، فنحن نجد - مثلًا - في حديث : رجل من الصحابة كان في عهد الرسول - عليه السلام - صغير السنة ، كان ولدًا ، واسمه أظن عمرو بن أبي سلمة ، كان - هو يقول - كان أبوه من الوفد الذين وفدوا من أهل المدينة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مكة ، فرجع الوفد ومعهم حكم جديد ، وهو الصلاة جماعةً ، وأنه ( يؤمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله ) ، قال : فنظروا فلم يجدوا أقرأ مني لكتاب الله ، وهم يومئذٍ بين السبع سنين والتسع سنين ، هيك الراوي يشك ، وبيقول هو ليش كان أقرأ القوم لكتاب الله ؛ قال : كنت أُوتيت حفظًا ، وكنت كلما جاء أحد من طرف الرسول - عليه السلام - أسأل : ماذا أُنزِلَ عليه من القرآن ؟ مغناطيس يحفظ ، فعرفوا له ذلك ، فلما جاء أبوه مع الوفد المدني بهذا الشرع الجديد أنُّو لازم تصلوا جماعة وإمامكم أقرؤكم ، قال : فنظروا فلم يجدوا أقرأ منِّي ، فقدَّموني أصلي بهم إمامًا .

ابن تسع سنين بالكثير إذا ما كان سبعة يؤمُّ أصحاب اللحى ، ووقع له ما يضحك لكن ما يسرُّ في الوقت نفسه ، قال : فلما سلَّمت أو قُضِيت الصلاة نادت امرأة من صفوف النساء : ألا تسترون عنَّا است إمامكم ؟! قال : فاشتروا لي شَمْلة ، فما فرحت بشيء كفرحي بها [ الشَّيخ يضحك ] ، كان يصلي وهو لابس ثوب نحن بيسمُّوه عندنا بالشام " جنفيص " ؛ يعني قاسي ؛ يعني حياكة ... فلما يسجد يرتفع الثوب لأنُّو مو وضعية يسدل هيك عليه ، فالنساء وقع بعضهنَّ عينه عليه ، فبدا عورته أو شيء من عورته ، فنادت بعض الصلاة أنُّو استروا عنَّا عورة هالإمام تبعكم !! فاشتروا له شملة ، هذا لا يُتصوَّر يكون أعلمهم ، لكن يُتصوَّر يكون إيش ؟ أقرأوهم ، وهذا اللي وقع .

لذلك كان مذهب الشافعية في هذا المجال هو الصواب ، فأنت بتفهّمهم هدول الأحناف إن كانوا يريدون أن يفهموا ، أنتم عم تقولوا : فيه أكبر مني سنًّا ؟ بتعرفوا مذهبكم الحنفي شو بيقول ؟ لازم يتقدَّم يصلي بالناس أعلمهم ، وأنت بإمكانكم تسايرهم في فعلًا هناك مَن هو أعلم ، لا بد يحفظ له كم سورة ؛ تفضلوا ، صلوا بنا ، لكن من جهلهم طبعًا يتكلموا بهذا الكلام .

أهلًا وسهلًا .

مواضيع متعلقة