لا يخفى عليكم جمال المرأة وزينتها وجمالها في وجهها والفتن الحاصلة اليوم ؛ أليس القول بكشفِ وجهها يفتح باب فتنة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لا يخفى عليكم جمال المرأة وزينتها وجمالها في وجهها والفتن الحاصلة اليوم ؛ أليس القول بكشفِ وجهها يفتح باب فتنة ؟
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ ... لا يخفى عليك يا شيخ .

الشيخ : نعم ؟

السائل : لا يخفى عليك - يا شيخ - بخصوص زينة المرأة وجمالها في وجهها .

الشيخ : إي نعم .

السائل : وكما تعلم اليوم الفتن الحاصلة في الشوارع والبيئات ، ... ربما فتحت أبواب على كثير من النساء ... .

الشيخ : سبحان الله ! وهل أنا فتحت هذا الباب أن العلماء الذين سبقوني .

السائل : ... .

الشيخ : ... .

السائل : فإذا كان كما ذكرت يا شيخ أن وجه المرأة ... عورة .

الشيخ : ليس بعورة .

السائل : فأنا ... يتحجبون ... ... .

... ... ...

الشيخ : أنا أتأمَّل منك واحدة ؛ وهي أن لا تأخذ المسائل العلمية بالعاطفة ، وأن تأخذها بالتُّؤدة والأناة ، خليك خليك قائم ، كيف ينبغي الآية التي تحتجُّون بها على أنها تدلُّ على وجوب ستر المرأة لوجهها ، هل تستطيع الآن أنت مقابل ما وصفت لي آنفًا حسب رأيي أن الآن أنت متحجِّب ؛ فالصواب كيف يكون التحجُّب ؟

السائل : التحجُّب ، أنا أريد أن ... .

الشيخ : لا لا ، طبِّق طبِّق .

السائل : أن يكون في الحجاب .

الشيخ : يا أخي ، بلاش كلام ، طبِّق ؛ خلاص ؟ امشِ لشوف ، امشِ .

السائل : أمشي ؟ أفتح لي فتحة كبيرة بحيث أني أرى .

الشيخ : من وين جبت بالفتحة ؟

السائل : أو تكون شفَّاف .

الشيخ : شفَّاف ؟ أنا وصَّيتك ألَّا تستعجل ، كُنْ متأنِّي ، الفتحة من أين جئت بها ؟

السائل : الفتحة إذا ... .

الشيخ : يا أخي - الله يرضى عليك - ، أنا ما عم أسألك كيف هي ؟ من أين جئت بالفتحة ؟

السائل : لأرى الطريق .

الشيخ : لكن الآية ما تقول هيك !

السائل : أي آية ؟

الشيخ : سبحان الله ! (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ، فأنت الآن أدنيتَ على وجهك حسب فهمك أنت وغيرك الجلباب على وجهك ، فلم تعُدْ ترى الطريق ، ولذلك اضطررت أن تقول : فتحة ، من أين جئت بهذه الفتحة ؟ هل هي موجودة في الآية ؟

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : لأ ، مو موجودة .

الشيخ : إذًا لماذا خالفت ما تقوله ؟

السائل : نضع عليها شيء شفَّاف .

الشيخ : لأ مش ، هديك إلها معالجة ثانية ، اسمح لي ، طولوا بالكم ، هذا هو التحمُّس ! أرجوك الآن استريح بقى فقط أنُّو تورجينا الجلباب الشرعي (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ؛ يعني تغطِّي وجهها من منبت شعرها إلى أسفل ذقنها ، شعرتَ أنتَ أن هذا غير عملي ؛ لذلك وجدْتَ نفسك مضطرًّا أن تقول : تفتح فتحة ، من أين جئت بهذه الفتحة ما دام أنك تفسِّر الآية يغطِّين وجوههنَّ ؟! آنفًا جئت أنت وأمثالك ما أدري كيف أنتم تسوِّغون وتجوِّزون لأنفسكم أن تدخلوا في بحثكم هذه المسألة من طريق الرأي والنظر ، وهو ضد مذهب أهل السنة ، وهو مذهب أهل الرأي ؟! لماذا لا تباشرون الاستدلال بالآية أو بالحديث ؟ ولكن لماذا تقولون : أجمل ما في المرأة وجهها ؟ صح ، ... يقولون عندنا على بياض ، هذا كلام صحيح ، لكن هذا طريق ينبغي أن نأخذ بالأحكام الشرعية ؟!! أنا سأقول لك الآن وأنت تجيبني بصراحة كما أنا أجبتك بصراحة : أجمل ما في المرأة وجهها ؛ فما هو أجمل ما في المرأة من وجهها ؟

السائل : العين .

سائل آخر : العين .

الشيخ : طيب ؛ كيف أجزْتَ أن تكشف المرأة أجمل ما في وجهها ؟!

السائل : إذا فتحت ثقب صغير لا أستطيع أن أرى عينها .

الشيخ : يا أخي ما هكذا يُقال - بارك الله فيك - ، أنا ما عم أسألك كيف يعني تفعل ، كيف أبحت لها ؟ أنت منعتني من القول بحجَّة أن الوجه في المرأة أجمل ما فيها ؛ إذًا هذا كلام - بارك الله فيك - معناه : كيف أنت يا شيخ بتقول أن أجمل ما في المرأة تقول أنه جائز ؛ مع أنُّو أنا هذا ما قلته بالرأي كما تفعل أنت الآن ! قلته بنصوص وآثار صحيحة لا قِبَلَ لأحدٍ بردِّها إطلاقًا مهما تكلَّفوا في التأويل و ... النصوص إلى آخره ، لكن نحن الآن أمام هذه الصورة ؛ أجمل ما في المرأة وجهها ، نعم ؛ فماذا ؟ إذًا يجب ستره ؛ أليس كذلك ؟

السائل : محمد عبدو يتحدث يا شيخ ، يسأل يعني ؟

الشيخ : لأ ، مش ممكن الآن ، لما يجي دورك تتكلم أنت ، فبارك الله فيك ؛ سألناك ونسأل الجميع ، وبعضهم في خلاف في هذه القضية ، ما هو أجمل ما في المرأة ؟ قلت : العين ، الصواب أن نقول : لوضوح عيناها ؛ فمن أين أبحْتَ إذًا بالطريق اللي أنكرته عليَّ أنتَ ولسْتَ منه وأبحت لها أن تظهر أجمل ما في وجهها ، أين هذا النَّصُّ ؟ إذًا مَن طرق الباب سمع الجواب ، أنت دخلت من باب المنطق والفلسفة ، أجمل ما في المرأة وجهها ؛ هل من قائل : لا ؟ كلنا نقول : بلى ، طيب ؛ وأجمل ما في الوجه العينان ؟ فهل يجوز لها أن تكشف العينين وهما أجمل ما في الوجه ؟ الجواب لازم يكون بكلِّ صراحة : لا ؛ إذًا ماذا تفعل المرأة ؟

السائل : تستطيع أن ترى الطريق بدون ما تكشف عينيها .

الشيخ : ما استطعت .

السائل : الآن ... والحمد لله .

الشيخ : ما استطعت ، يا أخي ، أنا بقول لك : مش المفروض أنا أتكلم وأنت تتكلم ، وكلما تكلمنا شو صار فينا ؟ ابتعدنا ، لأ ، بدنا نتكلم لنتقارب ، أنت - بارك الله فيك - وغيرك من المشايخ الأفاضل يفسِّرون (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ؛ أي : يسترْنَ وجوههنَّ ؛ أي : بجلابيبهنَّ ؛ أليس كذلك ؟

السائل : (( فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) .

الشيخ : ... قلنا لك - بارك الله فيك - ما يكون البحث قفزًا شرق وغرب ، نحن الآن ما انتهينا من الآية الأولى .

السائل : ... حول النقطة هذه يا شيخ .

الشيخ : أي نقطة يا أخي ؟ خلصت من النقطة الأولى ؟

السائل : لا ، نفس النقطة الأولى .

الشيخ : أنا أرى أنك أشدُّ حرارة من كلام صاحبك هذا .

السائل : لا يا شيخ .

الشيخ : فإذًا ، معليش معليش ، أنا عم قول لك وفسِّح لك المجال ، أنت ماذا تقول ؟ هل أجمل ما في المرأة وجهها أم لا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ وأجمل ما في الوجه العينان أم لا ؟ طيب .

السائل : لكن قبل هذا ذكرتم أن لو قلنا أن العبرة والهدف من ستر المرأة لوجهها أو من حجاب المرأة هو أن تسلم من الفتنة ؛ لا تُفتتن .

الشيخ : أنا ما قلت هذا .

السائل : لا ، أنا أقول : ما هي الحكمة من وراء هذا كله ؟

الشيخ : هذا سابق ... ، أنا أسألك سؤالًا ؛ لما سألت الشيخ هناك أجاب ، فأنت موافقًا جوابه ولَّا لأ ؟ وإلا هَيْ طريقة القفز ما نصل إلى نتيجة ولو بقينا إلى الفجر ؛ فأنا أسألك : أجمل ما في المرأة ماذا ؟

السائل : وجهها .

الشيخ : وجهها ، وأجمل ما في وجهها ؟

السائل : عيناها .

الشيخ : عيناها ؛ فمنطقكم هذا يُوجب عليكم أن تقولوا : لا يجوز للمرأة أن تبدي من وجهها ولا عين واحدة ؛ فهل أنتم قائلون بذلك ؟ قول : نعم ، قول : لا ، لك الخيرة .

السائل : إن قلنا بنعم .

الشيخ : لا ، ما في إن .

السائل : لأ ، في قول ابن عباس .

الشيخ : اسمح لي يا أخي ، الله يرضى عليك ، ما لنا بصدد الاحتجاج الآن ، الآن بدنا نحرِّر ماذا تقولون وما نقول ؟ بعد ذلك إن لزم الأمر بالاحتجاج بما نقول أو تقول هذه لها صفحة لوحدها ، فالآن أنت سُئلت وأجبت : أجمل ما في وجهها عيناها ، فإذا فسَّرتم بأن المرأة يجب عليها أن تغطِّي وجهها وفيه عيناها ؛ فهل تقولون بظاهر قولكم هذا أم تبيحون لها أن تكشف عينَيها ؟

السائل : لنقل أنها ما تكشف عينيها .

الشيخ : يا أخي مو جدل - بارك الله فيك - ، مو جدل القضية ، كل واحد يُفضي بما يعتقد ، أما لِنَقُلْ أو إن قلنا كذا أو إن قلنا كذا ، هذا معناه جدل ، وهنا يأتي قوله - عليه السلام - : ( ومن ترك المراء وهو محقٌّ بُني له بيت في وسط الجنة ) ، فبارك الله فيك ، اذكروا ما ... وما تدينون الله به ، ثم انظروا أين أنتم من الآية ؟ هل أخذتم بها أم أنتم من المخالفين لها مثلي كما تدَّعون ؟! فمن أين أخذتم جواز أن تكشف المرأة عن عين واحدة بجلبابها ، أو العينتين كلاهما ؟ ما دليلكم في هذا ؟

السائل : ... .

الشيخ : ها أنت استرحت آنفًا ! واستلم عنك ، حتى أنكم تتبادلان !!

السائل : ما تحضرنا جميع الأدلة التي يُحتج بها في هذا المجال ، لكن .

الشيخ : أنا - أخي - ما عم جيب أدلة ، بالعكس ؛ أنا أُريحكم عن أن تطلبوا مني أدلة أو أنا أطلب منكم أدلة ، لكن أنا أحاجِجُكم من منطقكم وأقول : منطقكم فلسفة لا يرضاها الإسلام ، واضح كلامي ولَّا لأ ؟ لماذا ؟ لأن الأخ الفاضل دخل في الموضوع كما يفعل غيره ، السويدي وأمثاله إلى آخره : أجمل ما في المرأة وجهها ، نعم ، وماذا وراء ذلك ؟ ، إذًا يجب ستر المرأة لوجهها ، هذا هو الدليل ؟ مَن قال أن الرأي هو الدليل ؟ من قال أن الرأي هو الذي يوجب ؟ ولئن كان كذلك ؛ فلماذا تقولون بجواز أن تكشف المرأة عن عين واحدة ؛ وهو أجمل ما في وجهها ؟ تناقض متنافر !! ولذلك أنا أقول : أن الشيء الذي تحتجُّون به علينا هو عائد عليكم مش علينا ، أما نحن ما نقول بالفلسفة . طيب .

السائل : الذي أفهمه منكم - فضيلة الشيخ - أنتم سُئلتم عن هذه المسألة فقلتم شرعًا تكشف وجهها ، لكن خوفًا من الفتنة يجب أن تسترَ وجهها .

الشيخ : لا ، أنا ما أقول هذا .

السائل : أو أنكم تسترون أهلكم .

الشيخ : كتابي - بارك الله فيك - مطبوع عدة طبعات ، فصل خاص : مشروعية ستر الوجه ، وأكَّدت في المقدمة وفي هذا الفصل أن الأفضل لكلِّ امرأة ولو كانت سوداء الأفضل لها أن تستر وجهها ؛ لأن المثل يقول : " لكلِّ ساقطة في الحيِّ لاقطة " ، لكن أنا بقول أن نساء الصحابة والتابعين من بعدهم كانوا على نوعين ، منهنَّ متشبهات بنساء الرسول - عليه السلام - اللاتي كان لا يُرى شيء من وجوههنَّ فكذلك كثير من فضليات الصحابيات ، وبعضهن كنَّ كاشفات عن وجوههنَّ ، وما كان هذا أمرًا نُكرًا وهنَّ يُقررْنَ أو يُقرَّنَّ على هذا العمل بمشهد من الرسول والصحابة والتابعين ، ومن جاء بعدهم من الأئمة ، أبو حنيفة يقول بأنه ليس بعورة ، والشافعي يقول كذلك ، ومالك يقول كذلك ، وغيرهم يقولون بأنها عورة ، إذًا المسألة فيها خلاف ؛ فلماذا نتحمَّس ونعالج القضية بالمنطق الذي يُعاكس بمنطق مثله ، وها أنتم وُوجِهتُم بمنطقكم مش بمنطقي ، أجمل ما في المرأة وجهها ، نعم ؛ فماذا ؟ يجب أن تستره ، أجمل ما في وجه المرأة عيناها ؛ إذًا يجب أن تسترهما ، لأ ما تسترها ؛ إيش هادا التنافر والآية واحدة ؛ وهي : (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ؟ الآن يا ارفعوا هذا المنطق ، هذا المنطق الذي يُرَدُّ ... ، وقولوا شو حجتكم علينا ، حتى نتناقش بهدوء .

السائل : ما هو المقصود بالآية ؟ ما هي توجيهاتكم حول الآية قوله - تعالى - : (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) ذلك أدنى ؟

الشيخ : لأ .

السائل : (( ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )) .

الشيخ : أي نعم ، هذا تمام الآية ، هذا الأمر سهل يُرَدُّ عليكم بكلام مَن هو معكم في المسألة الأولى أو في الأية الأولى ، وليس معكم في الآية الأخرى ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : هذه الآية تتعلَّق بحجاب الضيوف ، أما الآية الأولى فتتعلَّق بجلباب الخروج ، فالجلباب شيء والحجاب شيء ، (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا )) إيش معنى اسألوهنَّ متاعًا ؟ يعني يجي الرجل يدقُّ الباب ، فتخرج المرأة المتسترة ، فتتكلَّم ما تفتح الباب ، ما ترفع الحجاب ، فهذا هو الأدب الثاني الذي أدَّبَ الله به نساءَ المؤمنات وهنَّ في بيوتهنَّ ؛ لأنهنَّ في بيوتهنَّ يكنَّ متبذِّلات ، آخدة الوحدة حرِّيَّتها ؛ لأنو ما في هناك أحد يرى رأسها وعنقها ونحو ذلك ، فقال : (( فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) ؛ أي : من وراء جدار ، أي : من وراء ستارة ؛ أي : من وراء باب ، هذا خلط عجيب بين الآيتين تمامًا ، وكلٌّ من الآيتين لها موضعها ، موضع الآية الأولى هو الحجاب إذا خرجت ، موضع الآية الثانية لا علاقة له بالجلباب ، إلها علاقة بالحجاب ؛ وهو الجدار أو الستارة وإلى آخره ، وهذا صريح في كلام بن تيمية فضلًا عن غيره ... .

السائل : يقول الآية ... القواعد .

الشيخ : حجَّة عليكم ؛ شو معنى آية القواعد ؟

السائل : هو الـ .

الشيخ : شو معناها ؟

السائل : التي لا تحيض ، (( فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ )) .

الشيخ : إيش المقصود بثيابهنَّ ؟

السائل : ثيابهنَّ يعني غطاء الوجه .

الشيخ : أنت ما آمنت بغطاء الوجه .

السائل : ها ؟

الشيخ : أنت ما آمنت بغطاء الوجه .

السائل : ... .

الشيخ : ما آمنت بعد يا أخي بغطاء الوجه أنت !

السائل : على قولكم : المرأة ينبغي لها أن تستر وجهها ، قلتم أن الأفضل لها أن تستر وجهها ، فكيف ترى الطريق ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : كيف ترى الطريق على قولكم إنها ؟

الشيخ : ليس بجلباكم ، وإنَّما بجلبابنا .

السائل : ... تكشف عينيها ؟

الشيخ : ... أَمَا بلغكم قوله - عليه السلام - : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ، ولا تلبس القفازين ) ؟!

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، الآن وأنا قد أجبتك ، ( لا تنتقب المرأة المحرمة ) ، لكن غير المحرمة ماذا تفعل ؟ تنتقب ، النقاب هو الجلباب ؟!

السائل : لأ .

الشيخ : ولذلك فأنتم تناقضون أنفسكم ، لما بتقولوا آية الجلباب تنصُّ على وجوب ستر المرأة ، كبار مشايخكم يصرِّحون بهذا ، يناقضون أنفسهم بأنفسهم ، الجلباب لا يعطي ستر الوجه ، وإنما قال - بلسان عربي مبين - : كانت المرأة تمشي هكذا بالجاهلية كالعراقيَّات إذا رأيتموهنَّ ؛ تُلقي الجلباب على رأسها ناصيتها مكشوفة ... وحليُّها على رقبتها ، فأدَّبهنَّ ربنا - عز وجل - فقال : (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ، هذا الإدناء يقول بعض أهل العلم وهذه شبه فلسفة لكن المعنى واضح ، نقول ... ، (( يُدْنِينَ )) كم يدنين ؟ يدنين هكذا مثل ما قال شيخنا آنفًا ؟! لم تعُدْ ترى الطريق ، لكن هذا ممكن ، إذًا رأت الآن الطريق ، كل كلامي هذا أولًا لتلطيف شيء من حرارتكم وتحجُّجكم بأنَّ الآية تُوجب على المرأة أن تستر وجهها ، هذا ليس بصحيح أبدًا ، الآية حجَّة عليكم ، وبخاصَّة إذا ظللتم تتمسَّكون بفلسفتكم : أجمل ما في المرأة وجهها ، نعم ، لكن ربنا خلقها لفتنة الرجال ، وفتنة النساء بالرجال ؛ لذلك قال : (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ )) ، وخاطب النساء بمثل ما خاطب الرجال : (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )) ، فما أرى من الصواب في شيء الإصرار والمكابرة في ادِّعاء أن آية الحجاب تدلُّ على وجوب ستر المرأة لوجهها بتعليل أنه أجمل ما في بدنها ، هذا لو سُلِّم به وردَ عليكم ما أوردناه ؛ أجمل ما في وجهها عيناها ؛ فإذًا .

السائل : الآية يا شيخ ... .

الشيخ : خلصنا ؟

السائل : في بس سؤال عَ الآية يا شيخ .

الشيخ : كيف ؟

الشيخ : ((أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ )) ... .

الشيخ : ... يا جماعة ... القرآن ، الآية : (( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ )) ، مش " لا يُعرفن " ! طيب ؛ يُعرفن بماذا ؟

السائل : ما حد يعرف يا شيخ .

الشيخ : هَيْ رجعتو ... ، هو يقول : (( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ )) ، مش " ألَّا يُعرفن " .

السائل : نعم نعم .

الشيخ : ما انزعجت ، ما تؤاخذني ، بقول لك آنفًا : المسألة بدها تأنِّي ، مين بدو يتكلم الآن ؟

السائل : يا شيخ ، في إشكال ما ورد عن عائشة - رضي الله عنها - تقول : كانت إحدانا وهي محرمة إذا مرَّ بنا الركبان أسدلت إحدانا خمارَها على وجهها ، يعني ما أدري نصَّ الحديث ؟

الشيخ : سامحكم الله ، سامحكم الله يا جماعة ! هل هذا يدلُّ على الفرضية ؟ أنا أفعل هذا بنسائي قلت لكم ، وهذا هو الأفضل والأشرف ، إيش في هذا الحديث ؟

السائل : ألا يدل على وجوب الستر ؟

الشيخ : ما وجه دلالة الوجوب ؟ هل هو أمر من الله أو رسوله أم هو فعل ؟

السائل : هي فعل الصحابية وأقرَّها الرسول .

الشيخ : اسمع - بارك الله فيك - ، إذا الرسول فعل فعلًا ؛ فعله يدل على الوجوب ؟

سائل آخر : السُّنِّيَّة .

السائل : قد يكون .

الشيخ : رجعنا نقدقد !!

السائل : لا ، أتذكَّر ، إذا فَعَلَ فعلًا ؛ يعني أفعال الرسول وأقواله قد تكون خمسة أوجه .

الشيخ : سامحك الله ! ركَّبت مع الفعل القول ، والبحث في الفعل دون القول ، أنتم بتجيبوا المشاكل بألسنتكم ، أنت بتقول : أنا بسألك عن الفعل ؛ فعل الرسول شيء يدل على الوجوب ، ترجع بتفكِّر بتقول : أفعاله وأقواله ، يا أخي ، سيعود سؤال كنت في حلٍّ منه ؛ أقواله كلها تدل على الوجوب ؟

السائل : لأ .

الشيخ : قال - عليه السلام - آنفًا ذكرنا : (( ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها )) ، هذا قول ؛ فهل دلَّ ذلك على الوجوب ؟

السائل : لأ .

الشيخ : طيب ؛ كان يصلي ركعتين ؛ هل دلَّ ذلك على الوجوب ؟

السائل : لأ .

الشيخ : فكيف تستدلون ؟ والغريب مش أنت اللي تستدلُّ ! علماؤكم !! لأنُّو أنا ما أدري أنُّو لك تآليف ولك اسم في المجتمع الإسلامي وإلى آخره ، لكن كبار علمائكم ... وغيره يستدلُّ بهذا الحديث على الوجوب ! شو وجه الدلالة يا أخي ؟ الوجوب يدلُّ عليه أمر الرسول - عليه السلام - بعد أمر الله - عز وجل - بالشيء ، والأمر يفيد الوجوب إلا إذا جاءت قرينة ؛ حتى الأمر نفسه مش دائمًا يفيد الوجوب ، لكن إذا جاء أمر ليس له قرينة يصرفه من الوجوب إلى السُّنِّيَّة أو الاستحباب حين ذاك يُقال إنه للوجوب ، لكن الفعل ، كيف تستدلُّون بفعل السيدة عائشة على الوجوب ؟ وأنا أفعل هذا قلت لكم ، فعلي هذا ما يدل على الوجوب ، لكن يدل على الأفضلية ، فاستَدِلُّوا بأشياء في حجَّة فعلًا !

السائل : وهل فعلكم - فضيلة الشيخ - أنُّو أنا بقول هكذا ؟ هذا الذي ترونه ؟ ولا تقول هكذا ؟

الشيخ : هذا لا يمكن ، هذا مستحيل من رب العالمين يعمِّي الطريق على النساء ؛ لذلك أنتم تشعرون بهذا ، ولذلك قال صاحبك آنفًا : يفتح من الجلباب بمقدار العين ؛ لأنه ما بيتصور الإنسان إيش ؟ يمشِّي المرأة لقضاء حوائجها وذهابها إلى حقلها وجلب الثمار هكذا ... هذا أمر مستحيل ، أنتو بتظنوا أن نساء المسلمين مثل ما يُضرب المثل بالنساء بعض الأمراء الأتراك ؛ كانوا بس مرفَّهين ومتروكين في العروش والقصور لأجل الاستمتاع بهنَّ ! أما سائر نساء المسلمات لهم أعمال في الحقول في الشوارع في الطرقات لشراء الحاجات إلى آخره ؛ كيف تتصوَّرون أنه يمكن هذه المرأة تنطلق وقد سدلت الجلباب على شعرها وعلى وجهها ؟! هذا مستحيل !

السائل : لكن الحافظ عندنا - يا شيخ - نص ... الحافظ يعلن هنا أن المرأة تسير في الطرقات في الشوارع وهي متغطِّية تمامًا ، لكن بغطاء خفيف ... .

الشيخ : يا شيخ هذا عندنا موجود ، نحن عم نحكي بمعنى الآية ، مش ... ، الآن أسألكم سؤالًا : هذا الغطاء اللي اسمه المنديل ؛ هل هو شفَّاف ؟ يعني ترى المرأة الطريق ولا يُرى وجهها ، إيش بتسمُّونه ؟ نحن منسمِّيه منديل .

السائل : منديل .

الشيخ : منديل ، طيب ؛ المنديل هذا ذُكر في الآية ؟

السائل : لأ .

الشيخ : نحن ما عم نحكي عن المناديل ، عم نحكي عن الجلابيب ، (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ، ليس استدلالكم بالمنديل الذي وُجد فيما بعد ، وليس استدلالكم بالمنظار الأسود النَّظَّارة هذه ؛ لأن هذه كلها أشياء حديثة ، استدلالكم بالجلباب وبقوله - تعالى - : (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) استدلالكم خطأ ، أما أن المرأة بإمكانها أن تسدل على وجهها منديلًا ترى الطريق ولا يُرى وجهها ، هذه بضاعتنا نحن السوريين والألبانيين و وإلى آخره ، ما لنا بحاجة تذكر لنا شو بيعملوا نساؤكم ، لكن بحثنا إيش معنى (( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ )) ؟ لم يكن المنديل في ذاك الزمن ، ولئن كان موجودًا لم يذكر لا في الآية ولا في الحديث ، كلُّ ما ذُكر ( لا تنتقب المرأة المحرمة ، ولا تلبس القفَّازين ) ، وهذا يدل إلى أن أذكِّركم بشيء ، أنا اعتمرت قبل أن أطوف على هذه البلاد أنا وزوجتي ، وربما تشاركوني الآن بهذه الملاحظة ؛ أجد نساء العرب هذه البلاد كلهنَّ إما منتقِّبات وإما محرمات أو سادلات المناديل كما قلنا ، لم ؟ من تشدُّدكم في الموضوع ؛ مع اتفاق علماء المسلمين جميعًا أن المرأة لا يجوز لها أن تستر وجهها بالمنديل ، في سدل ، هذا السَّدل هو الذي جاء في حديث عائشة ، أما أن تشدَّ المنديل على رأسها وتسدله على وجهها فهذا ... ، من فعلت ذلك وجبَ عليها فَدو عند كثير من العلماء ، فلماذا هذه الظاهرة ؟

سائل آخر : الإجابة يا شيخ .

الشيخ : اسمح لي .

السائل : الانتقاب ... حديث صريح .

الشيخ : ما هذا سؤالي .

السائل : أما التغطية .

الشيخ : ما هذا سؤالي ، الله يهدينا وإياكم ، سؤالي : ما الذي يحمل الحاجَّات والمُعتمرات على شدِّ المناديل على وجوههنَّ أو الانتقاب وهنَّ محرمات ؟

السائل : لتشدُّدنا .

الشيخ : أحسنت .

سائل آخر : في إجابة ... .

الشيخ : هو هذا - بارك الله فيك - ، اسمع يا أخي الله يهديك ، نحن بنعالج الواقع ، إيش الواقع ؟

السائل : أقول : في إجابة على هذا ذكره ابن القيم - رحمه الله - .

الشيخ : نحن عم نحكي عن ابن القيم هلق ؟!!

السائل : لأ ، أقول في إجابة على هذا بالنسبة لتغطية الوجه بالنسبة للمرأة المحرمة ؛ يقول ابن القيم - رحمه الله - : " وحديث المنتقبة ليس فيه دلالة على أن تكشف المرأة وجهها " .

الشيخ : الله يهديك .

سارت مشرِّقة وسرتُ مغرِّبًا *** شتَّان بين مشرِّقٍ ومغرِّبِ

أنا عم أحكي عن المحرمات .

السائل : أنُّو هذا كلام ابن القيم عن المحرمات .

الشيخ : حبيبي ، ابن القيم يقول أنُّو ما في دليل أن غير المحرمة تكشف عن وجهها .

السائل : لأ ، الكلام عن المحرمة أنها تغطي وجهها ، وقد ذكر هذا في " بدائع الفوائد " .

الشيخ : يا أخي ، الله يهديك ؛ لا تستعجل ... تذكر هكذا بهالتسرُّع .

السائل : لا لا .

الشيخ : اسمع يا أخي ، أنا ما ... أقوله ، أنا بصبر منشان أنت تتكلَّم ، ما الذي قلته أخيرًا ؟

السائل : تقول - يا شيخ - : أن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى المرأة تلبس القفازين وأن تنتقب ، تقول : كيف وأنت ترى الحاجَّات والمعتمرات وبعضهنَّ ينتقب أو يغطِّين وجوههنَّ بهذا المنديل ؟ فتقول : ما الذي حملهنَّ على هذا الفعل اللي هو تغطية الوجه أو ... ؟

الشيخ : ... يجوز هذا ؟

السائل : تغطية الوجه ... .

الشيخ : أنا أقول عن التغطية الآن ؟

السائل : لا ، عن النقاب .

الشيخ : شفت شلون ؟

السائل : أقول : أنت جمعت بين الاثنين يا شيخ ... أو الانتقاب .

الشيخ : ... الله يهديك ، المنديل غير السَّدل ، أنا الآن ذكرت سدل ، وقلت شدُّه ما يجوز ، الانتقاب ما يجوز للمحرمة ، أنا ذكرت بكشفها ، ولذلك هلق أنا شفت أنك أنت بتستعجل مثل غيرك ! كلام ابن القيم لا يعادل المشكلة ، أنا بقول : ليش النساء العربيَّات هنَّ حاجَّات أو معتمرات يتنقَّبن أو يتمندلن ؟ مش يسدلن ، يمتندلن ، أنت بتقول ابن القيم قال كذا .

السائل : نحن فهمنا من المنديل يا شيخ ... معروف عندنا ، فهمنا قصدك بالمنديل هو أن تضع المرأة أو أن تسدلَ المرأة الغطاء على وجهها ، هذا ما قصدناه .

الشيخ : يا حبيبي أنا ذكرت ثلاثة أشياء ، أما أنت شو فهمت أنا ما أسأل ، أنا ذكرت ثلاثة أشياء ، وهو الأول السَّدل ، ... المرأة ، وقلت للشيخ هنا : على ذلك حديث عائشة ، أليس كذلك ؟ خلصنا من السَّدل ؛ أي : المرأة المحرمة تسدل ، لكن لا تشدُّ على وجهها ، فالمنديل يُشَدُّ هنا على الجبهة ويُنزل يُسدل على إيش ؟ الوجه ؛ هذا لا يجوز بالاتفاق ، بالأولى لا يجوز بالاتفاق ، فقلنا آنفًا متسائلين مذكِّرين فقط ؛ لماذا هذا ؟ أجاب الأخ الفاضل هنا : من التشدُّد ، وهذا هو فعلًا ؛ لماذا ؟ لأن النساء العربيات في هذه البلاد ما يسمعن إلا أن وجه المرأة عورة ويجب أن تستره ، وأنا أعتقد ما في مانع للإنسان أن يسلم بما يطمئنُّ ، لكن يجب أن يُعالج الواقع ، فلان وفلان وفلان من المشايخ يحجُّون وهم يبصرون والحمد لله ، يرون النساء وهنَّ يطفْنَ ويسعيْنَ وهنَّ متنقِّبات أو متمندلات ؛ يعني شادَّات المنديل ، كلما تُذكر أن وجه المرأة عورة يجب أن يُقرنَ معه إلا المحرمة فلا يجوز لها أن تنتقب ولا أن تشدَّ المنديل ، هذا الذي أقوله ؛ فكلام ابن القيم ليس له علاقة بهذا ... .

السائل : احنا لما سألت عن المرأة التي تضع على وجهها وقلت المنديل يظنُّ الإخوان ... ، كنَّا نظنُّ أن المنديل ليس هو ما يشدُّ المرأة .

الشيخ : أنت عفوًا لا تحشر الإخوان معك ، هذا رأيك .

السائل : أظن أن الجميع ... .

الشيخ : تظن بهم خيرًا ... الآن ما وضح لك أن هناك ثلاثة أشياء ؟

السائل : في إشكال عندي ، إيش الدليل على عدم شدِّ المنديل يا شيخ ؟ لماذا المرأة لا تشدُّ المنديل ؟

الشيخ : لأنه نهى الرسول عن الانتقاب .

السائل : يعني هو المنديل هو نفسه الانتقاب ؟

الشيخ : ... وهذا هو الفقه ، اسمع الآن ؛ إذا فَعَلَتْ هكذا يجوز ؟

السائل : لا .

الشيخ : ونحن نعلم ... !! هذا لا يجوز ، أما هذا يجوز ، مَثَلُك كمثل من يسأل : هل يجوز للمحرم أن يضع القلنسوة على رأسه ؟

السائل : ما يجوز .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : ما يجوز أنه ... .

الشيخ : لأ ، ما تقول هكذا ، أنا أسألك عن وضع القلنسوة على رأسه ؟

السائل : لأ .

الشيخ : كيف لأ ؟ مو قال أن الرسول لا يلبس القميص ولا العمامة ولا ولا ، ما قال ؟

السائل : بلى .

الشيخ : أيجوز أن يضع العمامة على رأسه .

السائل : لأ ، ما يجوز .

الشيخ : إذًا أشكل عليك اللفظ ، تركنا قضية اللفظ ورجعنا إيش للعمامة ؟ فهل يجوز أن يتغطَّى بالخيمة أو بالمظلة اللي يسمُّونها اليوم بالشَّمسية ؟

السائل : يجوز .

الشيخ : يجوز ، لماذا ؟

السائل : ليس ... .

الشيخ : ها ، وهذا كذلك ، هذا سدل وليس ... ، قلنا لو رجعنا إلى الانتقاب ، هذا انتقاب ؛ يجوز ؟

السائل : لأ ، للمحرمة ما يجوز .

الشيخ : هو بحثنا في المحرمة ، وهكذا ؟

السائل : لا ، هل يُسمَّى لغةً الانتقاب ولَّا ما يُسمَّى ؟

الشيخ : طبعًا .

السائل : يسمَّى انتقاب ؟ ما يجوز .

الشيخ : ما يجوز ! شو يُسمَّى ؟ ما نسمِّيه انتقاب ؛ ماذا يُسمَّى هذا ؟

السائل : لثام .

سائل آخر : لثام .

الشيخ : لثام ، يجوز ؟ وهكذا أبالغ ... هكذا يجوز ؟

السائل : ... .

الشيخ : يلَّا السلام عليكم .

... ... ...

السائل : لكن أقول : إذا كانت هناك فتنة فيجب أن تستر وجهها لا أنه عورة ، ليست على أنها عورة ، وإنما درء المفاسد ... .

الشيخ : ... حقَّقت الفتنة ، حقَّقت الفتنة مش بقضية تستر ، يجب أن تولِّي الأدبار ، أما يُخشى أن تُحقَّق الفتنة ، فيُخشى ألَّا ... فلماذا نضيِّق على الناس بتشريع ما حرَّم الله ولا رسوله ؟! هذه النقطة يلجأ إليها العالم عندما لا يجد الدليل أنه يلزم للمرأة المسلمة أن تستر وجهها كقاعدة كنظام ... .

السائل : ... ... .

الشيخ : ... محرمة ، إي نعم ، هذا عجب أن يُقال هذا الكلام ، ما قلت أنت آنفًا : حديث عائشة أنها كانت تسدل ، ما كانت محرمة ؟

السائل : بلى .

الشيخ : لماذا ... هذا هو ... ما يقول لها استري ؛ أي : بالستر الجائز وليس بالانتقاب أو شد المنديل إن كان عند البدوية منديل .

السائل : طيب ؛ ردنا أو كيف توجيهنا حول قضية قول الله - سبحانه وتعالى - : (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) ؛ ألا نجد هنا دلالة على أن إذا كانت المرأة مأمورة ألَّا تضرب بأرجلها حتى لا تُفتنَ ؛ أفلا يكون من باب أولى ؟

الشيخ : ... ... ... نقول لهم : هذا قياس ، والقياس كلُّه باطل ، ولو كان منه حقٌّ لَكان هذا منه عين الباطل ، نحن نعتقد بالقياس ؛ لكن هذا قياس باطل ؛ لأنك تقيس ما يصنعه المخلوق في نفسه ... الناس وما صنعه الخالق في المرأة كجمال طبيعي فتقيسون ذاك الفتنة المصطنعة على الفتنة التي خلقها الله ، أنا الآن أضطرُّ لما يذكرون هذا القياس ؛ أقول الآن : ألا يمكن أن يكون الرجل أجمل من المرأة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ أيجب على هذا الـ ... .

... ... ...
  • رحلة النور - شريط : 76
  • توقيت الفهرسة : 00:05:44
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة