زيادة ( ومغفرته ) في السلام ، وأن موضعها يكون ردًّا للسلام لمن ابتدأ بسلام تام كامل . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
زيادة ( ومغفرته ) في السلام ، وأن موضعها يكون ردًّا للسلام لمن ابتدأ بسلام تام كامل .
A-
A=
A+
الشيخ : أن هذه الزيادة لم تكن شيئًا مذكورًا ، وما كان الناس يعرفون عنها شيئًا ، ولكنَّهم بدؤوا يستعملونها على غير وجهها ، ويضعونها في غير موضعها ، ( وبركاته ) هذه الزيادة تزيد في حالة واحدة ، وهي إذا سلَّم المسلِّم السلام الكامل ، والسلام الكامل ابتداءً ينتهي إلى قولنا : وبركاته ، فيقول المسلِّم : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، فالمُسلَّم عليه - والحالة هذه - له الخيار ؛ إما أن يردَّ بالمثل وإما أن يردَّ بالأحسن ، (( وإذا حُيِّيتم بتحيَّة فحيُّوا بأحسن منها أو ردُّوها )) ، فإن قال : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) فقد ردَّ بالمثل ، وإن زاد ( وبركاته ) فقد ردَّ بالأحسن ، لكن ليس الأمر كذلك فيما إذا سلَّم المسلِّم وقال : ( السلام عليكم ) ، وردَّ الرَّادُّ : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ) ، هذه الزيادة هنا غير مشروعة ، لأننا نحن زدناها في الصورة الأولى :

أوَّلًا : تحقيقًا لقوله - تعالى - : (( فحيُّوا بأحسن منها )) ، ثانيًا : تنفيذًا لحديث خرَّجته في " الصحيحة " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يردُّ إذا سلَّموا - السلام الثاني - بزيادة : ( وبركاته ) .

وهذا الحديث انتقده بعض إخواننا ، نحن الآن تحت دراسة ... أنه وردت آثار صحيحة بأن منتهى السلام ( وبركاته ) ، عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما ، فإذا ابتدأنا السلام لا يجوز لنا أن نزيد على ( وبركاته ) ، وإذا رددنا زدنا ( ومغفرته ) هذا التقييد في النص القرآني والحديث النبوي ، أما أن نقول - مثلًا - ابتداءً : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ) ؛ هذا خلاف ما كان عليه السلف ، فلذلك أو كذلك ردُّ السلام إذا كان المسلِّم لم يتمُّ السلام ، وإنما تبقى على الأصل ( السلام عليكم ) ، أو قال : ( السلام عليكم ورحمة الله ) فيجوز أن نزيد ( وبركاته ) تحقيقًا للرَّدِّ الأحسن ، أما ( ومغفرته ) فذلك رد السلام لابتداء تام كامل . هذه ذكرى والذِّكرى تنفع المؤمنين .

مواضيع متعلقة