ما علينا فعله شيخنا ونحن نرى الإسلام يحارب من كل جهة والحكومات لا تقيم لذلك بالا فهل نأثم بقعودنا .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما علينا فعله شيخنا ونحن نرى الإسلام يحارب من كل جهة والحكومات لا تقيم لذلك بالا فهل نأثم بقعودنا .؟
A-
A=
A+
السائل : نعلم شيخنا في هذه الأيام الإسلام محارب في جميع الأرض و بعدم اهتمام من الحكومات فماذا علينا نحن في هذا الأمر و هل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء فهذا السؤال الأول ؟

الشيخ : إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سئيات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ، السؤال كأنه من حيث ظاهره و ألفاظه أقل مما يقصده لافظه حين يقول نقعد و لا نعمل أي شيء فهو يعني في أي شيء ليس أي شيء مطلقا و إنما يعني شيئا معينا لأنه لا أحد إطلاقا يقول بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ، لأنه خلق لشيء عظيم جدا وهو عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد أن لا يعمل أي شيء و إنما يقصد أن لا يعمل شيئا يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس من ملفوظ السائل

السائل : نعم جزاك الله خير

الشيخ : و على ذلك نجيبه إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيرا و لا قليلا عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول و أعني به العهد المكي , أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عما كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول ألا وهو العهد المكي و كلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ هو نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أنفسهم كما في القرآن الكريم ثم لما بدأت الدعوة تنتشر و تتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالهجرة من مكة إلى المدينة طبعا نحن نأتي الآن برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول و السيرة النبوية الأولى معروفة معلومة عند كثير من الحاضرين لأنني أقصد بهذا الإيجاز و الإختصار الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذاك السؤال و لذلك فإني أقول بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه و آله و سلم و تبعه بعض أصحابه إلى المدينة و بدء عليه الصلاة و السلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة هناك في المدينة المنورة بدأت أيضا عداوة جديدة بين هذه الدعوة الجديدة أيضا في المدينة حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى و هي سوريا يومئذ التي كان فيها هرقل ملك الروم فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية بل و من النصارى أيضا في شمال الجزيرة العربية أي من سوريا ثم أيضا ظهر عدو آخر ألا وهو فارس فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات من المشركين في الجزيرة العربية و من النصارى و اليهود في بعض أطرافها ثم من قبل فارس التي كان العداء بينها وبين النصارى شديدا كما هو معلوم من قوله تبارك و تعالى: (( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين )) الشاهد هنا لا نستغربن وضع الدعوة الإسلامية الآن من حيث أنها تحارب من كل جانب فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضا كذلك محاربة من كل الجهات و حينئذ يأتي السؤال و الجواب .

مواضيع متعلقة