بيان ما ذهب إليه ابن حجر من أنه لا قلب في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : ( إن بلالًا يؤذِّن بليل ؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أمِّ مكتوم ) بخلاف ما ذَهَبَ إليه ابن القيم وغيره . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان ما ذهب إليه ابن حجر من أنه لا قلب في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : ( إن بلالًا يؤذِّن بليل ؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أمِّ مكتوم ) بخلاف ما ذَهَبَ إليه ابن القيم وغيره .
A-
A=
A+
الشيخ : لكن أقول بهذه المناسبة أن الحافظ بن حجر وغيره يذهب إلى أنه لا قلب ، وكلٌّ من الحديثين صحيح ؛ أي : إنه كان هناك زمنين ، ففي زمن كان يؤذِّن بلال الأذان الأول وابن أم مكتوم الأذان الثاني ، وفي هذا الزمن قال - عليه السلام - : ( لا يغرَّنَّكم أذان بلال ) إلى آخر الحديث ، وفي زمن آخر انقَلَبَ الوضع ؛ فكان ابن أم مكتوم يؤذِّن الأذان الأول ، وبلال يؤذِّن الأذان الثاني ؛ فصحَّ الحديثان ، وليس هناك ضرورة لادِّعاء القلب في أحدهما كما فعل ابن القيم - رحمه الله - . وأيَّدوا ذلك بروايات كثيرة وباستنباطات فيها دقَّة ، منها - مثلًا - أنُّو في نفس الحديث الصحيح : ( فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابنُ أمِّ مكتوم ) فيه في " صحيح البخاري " وغيره : " وكان رجلًا ضريرًا أعمى ، وكان لا يؤذِّن حتى يُقال له : أصبحْتَ أصبحْتَ " . فلكون هذا الأذان أدق من الأذان الأول الظاهر اقتضت الحكمة أنُّو يصير مبادلة بين المؤذِّنين ؛ فيؤذِّن الأذان الثاني بلال البصير ، ويؤذِّن الأذان الأول الضرير .

فعلى كلِّ حال دعوى القلب في هذا الحديث الثاني في الأذانين غير مُسَلَّمة لابن القيم ، كما أنه غير مُسَلَّمة الدعوى له في ادِّعائه القلب في حديث أبي هريرة ، والصواب هو كما جاء في الحديث : ( وليضَعْ يديه قبل ركبتيه ) .

مواضيع متعلقة