تفسير قوله تعالى (( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته )) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تفسير قوله تعالى (( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته )) .
A-
A=
A+
السائل : ... جاءت المناسبة لنسأله كان موقعه... كنا في درس التلاوة أنا و طاهر الكفوري و قرأنا الآيات التي وردت في بدايات سورة البقرة عن بني إسرائيل (( و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة و أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) فالآن وجدت مناسبتين أسأل هذا السؤال بالتالي من المناسب أن نسترجع المناسبتين المناسبة الأولى لما قلنا أن واحدا يقول لا إله إلاّ الله من المسلمين و المهم قلبي و ما أضر الناس و كذا فهل الآية التي تقول: (( بلى من كسب سيئة و أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) .

الشيخ : يرحمك الله . نعم

السائل : ثم الأمر الآخر ... المناسبة الأخرى أن المسلمين يقولون لا هذه جاءت في بني إسرائيل لكن نحن أيضا نعلم أن القرآن يؤخذ على عمومه في كثير من حالاته و في آيات معينة تكون خاصة في مناسبتها فلو أن مسلما قال يا أخي الله قال: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فأين موقف هذا الرجل يقول لك نحن صحيح الله يعذّبنا على الشيء الذي نحن عملناه لكن نحن أخيرا سندخل الجنة طبعا الله أعلم مدى عذابه الآن تأتي لآية الأخرى (( بلى )) الجواب لبني إسرائيل ... .

الشيخ : رد عليهم .

السائل : (( بلى من كسب سيئة )) هنا تؤخذ السيئة بمفردها (( و أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) و لم يقل أنه يعاقب فقط بهذه المعصية أو بهذه الخطيئة التي كان مقيما عليها فنريد تفصيل و شرح ؟

الشيخ : قبل هذه الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) هذه الآية ما أدري ما علاقتها بالسؤال بالنسبة لأولئك الذين حكيت عنهم أنهم يقولون نحن نشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنه يوما ما بدهم ينجوا طيب هذه الآية أو هذا الكلام فيه إشكال ؟

السائل : لا لا أبدا .

الشيخ : طيب لماذا ذكر الآن ؟

السائل : ذكر ... الآن نحن تحت فكرة إنه الحكي لا الآية الثانية التي كانت تعمم حتى على المسلمين ... .

الشيخ : أي آية تقصد الأولى ؟ الأولى هاي

السائل : الأولى .

الشيخ : معليش طيب أنا سؤالي لماذا ذكرنا آية (( إن الله لا يغفر ... )) إلى آخرها و الشباب الذين يحتجون بها لماذا ذكر ؟

السائل : ذكر لأنه هالفهم للآية الأولى أنه لا . الذي يقيم على خطيئة واحدة و تحيط به فهو من أصحاب النار هو فيها خالد و موش مصيره مثل الآية الثانية يعني بيتعذب و بعدين ينتهي ؟

الشيخ : طيب يعني أنا أفهم أنه لو لم يذكر الآية الأخرى و وقول القائلين ما نخسر شيء . لو لم يذكر الآية الأخرى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) و الذين يحتجون بها أنهم سيعذبون لكن يوما ما يخرجون لأنهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله فالذي أفهمه أخيرا أنه هناك خطأ في فهم الآية الأولى و هي تفسير السيئة بأنها أي سيّئة و سبب الخطأ هو الغفلة عن تمام الآية المفسرة للسيّئة فالمقصود هنا بالسيئة تماما ما يتفق مع الآية الثانية السيئة هنا هو الشرك الأكبر و لذلك عبر و أحاطت به خطيئته و لا يحيط بالإنسان خطيئته إلاّ أكبر الكبائر ألا و هو الإشراك بالله عزّ و جلّ .

السائل : هذا الفهم الذي نريده لأنه كانت هذه الآية موش أول مرة نحكي فيها لأنه كان الفهم السابق لدينا أن الخطيئة واحدة و ليست الشرك ... .

الشيخ : هو خطيئة واحدة لكنها الخطيئة الأكبر !

الحلبي : هذه من أدلة جماعة التكفير و الهجرة على تكفير المسلمين بأدنى معصية ... .

الشيخ : هيك ؟!

الحلبي : أي نعم هذه من أقوى أدلتهم !

سائل آخر : قرأ نافع بالجمع (( و أحاطت به خطيئاته ))

الشيخ : زادك الله معرفة .

السائل : نحن حقيقة لا نتجرّأ على الفتيا , نحن تعلمنا منكم يعني حتى الخلود له معنيان ... .

الشيخ : أي نعم .

السائل : المعنى الأبدي و المعنى ... .

الشيخ : و هو كذلك .

السائل : و بالتالي ممكن التوفيق من هذا الباب ... .

الشيخ : و هو كذلك , لكن هم لما جاءت خالدين فيها أبدا ما هيك؟. أي نعم

سائل آخر : يا شيخنا هم وجهوا قراءة الإفراد كما تفضلت بأنها الشرك لأن الشرك يعدل جميع الخطايا فإحاطة الشرك أعظم من إحاطة الخطايا و وجهوا قراءة الجمع بأنها الذنوب جميعا . ومعها الشرك .

سائل آخر : ... نفس الموضوع القاتل و هدول إلى آخره أنهم بيروحوا لنار جهنم خالدين فيها فصار على هذا الموضوع فتنة على ما أظنّ ؟

الشيخ : موضوع إيش ... .

سائل آخر : الفتنة الكبرى !

الشيخ : الفتنة الكبرى ؟

سائل آخر: نعم .

الشيخ : أي فتنة ؟

سائل آخر : الفتنة موضوع الخوارج ... .

الشيخ : آه نعم ... .

سائل آخر : ...مرتكب الكبيرة كافر و المعتزلة ... .

الشيخ : آه هدول الخوارج الإباضية . شو بتريد؟ عفوا في سؤال هنا. الجواب معروف أظن لديكم إن شاء الله أنه الأحكام الشرعية لا تؤخذ من نص واحد و بعد الآية الثانية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) هي قضت على كلّ شبهات المعتزلة و الخوارج و الفرق الضالة كلها . كل ما في الأمر أنه يجب تقسيم الشرك أو الكفر لأننا عرفنا أخيرا أنهما بمعنى واحد شرعا تقسيم الكفر إلى قسمين : كفر اعتقادي و كفر عملي و أي مسلم يرتكب ذنبا مهما كان شأن هذا الذنب صغرا و كبرا فارتكابه إيّاه إما أن يكون مقرونا قلبيا باعترافه بخطئه أو باستحلاله لخطيئته فإذا كان الأمر الأول فهو ذنب ليس شركا لا يغفره الله و إن كان الآخر فهو شرك لا يغفره الله ولذلك فالاحتجاج بآيات تخليد القاتلين في النار لا يفيدهم شيئا من ناحيتين هذا الذنب يشمله قوله تعالى: (( و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فيخلدون في النار ما يستحقونه إلا ليغفر الله عزّ و جل لهم أو أن يكون القتل مقرونا بالاستحلال القلبي كما يقول بعض الجهلة اليوم حينما يذكّرون ببعض المحرمات فيكون من قولهم:" بلا حلال بلا حرام " أو كما يقول بعض الجهلة حينما ينصحون بترك شرب الدخان تقول له: حرام يا أخي و هذا دليله كذا و كذا بالأخير بكل برودة الدم بيقول لك: يا أخي كان حرام انحرقنا و إن كان حلال شربناه هذا أمر خطير جدا فلذلك ما فيه في هذه الآيات أي شبهة تناقض مبدأ الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فضلا عن الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم المصرحة بأن الله عزّ و جلّ يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان , مثقال ذرة من إيمان و لذلك فلا إشكال ... .

سائل آخر : شفناه في التليفزيون ... .

الشيخ : اسمي اسم مركب حتى ما يفهم أنه ناصر الدين هو اسم أبي فأنا محمد ناصر الدين بن الحاج نوح

سائل آخر : ابن الحاج نوح ... .

الشيخ : أي نعم و الكنية كما تعلمون أبو عبد الرحمن و النسب البلدي ألباني وكما ما قال إخواننا طالب علم و كما في رواية أخرى أبو العبادلة ... .

أبو ليلى : نحن قيدناك يا شيخ عندنا ... .

الحلبي : لا يجوز تقييد المشايخ ... .

أبو مالك : كيف قيدته أنت ؟

أبو ليلى : زوجناه من هذه البلد !

مواضيع متعلقة