ما هو الزِّيُّ الإسلامي هل هو القلنسوة أم الخمار أم العمامة أم العقال ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو الزِّيُّ الإسلامي هل هو القلنسوة أم الخمار أم العمامة أم العقال ؟
A-
A=
A+
السائل : الزِّيُّ السُّنِّي للمسلم هل يكون القلنسوة أم الخمار أم العقال يعني معهم جميعًا ؟

الشيخ : إيش ؟ الزي ؟

السائل : الزي الزي .

الشيخ : إيش هو ؟

السائل : هل هو القلنسوة فقط أم معه الخمار والعقال يعني ؟

الشيخ : أنت ماذا تقصد بالزِّيِّ يا أخي ؟

السائل : يعني البذلة للمسلم اللباس للرجل المسلم ... .

الشيخ : يعني كأنك تسأل عن السنة ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : يعني أنت ما سبق أنُّو يعني كوَّنت رأي الحافظ أن لباس الرأس هو سنة عادة وليس سنة عبادة ؟

السائل : نعم سنن عادة ، لكن .

الشيخ : إذًا في حدود سنة العبادة الآن تسأل السؤال ؟

السائل : لا ، هو سنُسأل : لماذا الملتزمون في البلد عندنا لماذا لا يلبسون العقال ؛ هل هو حرام ؟ نقول : ما هو حرام ، لكن .

أبو مالك : الصحيح أن طالب العلم هناك أو من ينتسب للعلم عيب عليه أن يضع العقال على رأسه ، هذا عرف سائد يعني هناك ، ولذلك جميع - مثلًا - الآن اذهب إلى كلية الشرعية في الجامعات لا تجد واحد ملتزمًا طالب علم أو أستاذ في الجامعة يضع العقال على رأسه أبدًا ، هذا عرف سائد .

الشيخ : لكن هل هو لباس الشعب هناك العقال ؟

السائل : ... .

أبو مالك : الشعب السعودي يضع العقال على رأسه كلهم .

الشيخ : إلا الطلبة والمشايخ .

أبو مالك : إلا المشايخ والطلبة ، إي نعم ، يعني الآن إذا شفت واحد ملتحي وواضع العمامة على رأسه بغير عقال فهذا عالم أو طالب علم ، إي نعم ، مثل الشعار اللي عندنا المشايخ الطربوش هذا .

الشيخ : هو هذا ، إذًا هذا سؤالك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ هذا مثل ما قال الأستاذ ، الأتراك - مثلًا - والفلسطينيين العلماء منهم يضعون العمامة هذه التي وصفها " محمد عبده " في زمانه : " عمامة كالبرج وجبَّة كالخُرْج " ، طبعًا هذا ليس من الإسلام في شيء ، فإذا كان هناك في بلد آخر عرف آخر فهنا يرد قول ذلك الشاعر :

" جعلوا لأبناءِ الرَّسولِ علامةً *** إنَّ العلامةَ شأنُ مَن لم يُشهَرِ "

إي نعم ، فهذا يدخل حينئذٍ في سنة العبادة ، ويكون حينئذٍ الإحداث فيها بدعة ؛ أي : تزيِّي العلماء وطلاب العلم بزيٍّ يتميَّزون به عن سائر الشعب كان ... ورثها بعض الشعوب من الأتراك قديمًا ، فهذا كهذا تمامًا ؛ فلا يجوز إذًا اتخاذ زي يميِّز العلماء أو طلاب العلم عن سائر الشعب ، ولهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة كما نعلم جميعًا أن الرجل الغريب أو الأعرابي أو البدوي كان حينما يسمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ويأتي مجلسًا ويسأل : أيُّكم محمد ؟ ذلك لأن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو كما نعلم جميعًا سيد البشر لم يكن يتميَّز على أصحابه بزيٍّ قط ، وإذا كان العلماء ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث الصحيح فلا ينبغي أن يكونوا ورثة الأنبياء شكلًا وإنما عملًا واقتداءً ، فإذ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتخذ زيًّا خاصًّا لشخصه ولأصحابه فالعلماء الأفاضل فلا ينبغي لِمَن كان ينشد دائمًا اتباع النبي - صلى الله عليه وآله سلم - والاقتداء بسنَّته أن يتَّخذ زيًّا معيَّنًا ، فوضعُ العقال وعدمه سواء ؛ بشرط أن لا يُتقصَّد به التمايز ، فهذا طالب علم فلا يضع ، هذا من عامة الناس فيضع .

وهذا قد يكون له ردُّ فعل في الواقع بالنسبة لبعض الأمور المشروعة بل والواجبة ، فينطلق بعض عامة المسلمين من هذا المنطلق المعكوس ؛ أنُّو العالم له شعار ، فيُدخِلُون بجهلهم من شعائر العلماء إعفاء اللحية ، فحينما يُلفَت نظرهم لماذا أنت لا تعفو عن لحيتك ؟ ولماذا تُبتلى بحلقها ؟ يقول : أنا إذا عفيت عن لحيتي يظن الناس أنُّو أنا رجل عالم ... وأُحرج ؛ فلذلك أنا أحلق لحيتي ؛ لأنُّو انطلق أن العالم ينبغي أن يكون له شعار ، لا فرق بين مسلم ومسلم ، لا يفرِّق بين هذا وهذا زيٌّ ، وإنما يفرق انطلاقه في عمله في حياته إما أن ينطلق مقرونًا بالعلم ، وإما بالجهل ، وهذا هو الفرق كما أشار ربُّنا - عز وجل - في الآية الكريمة : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) .

لعلي أجبتك عن سؤالك ؟

السائل : جزاك الله خير ، نعم .

الشيخ : نعم .

مواضيع متعلقة