ما تفسير قوله - تعالى - مخبرًا عن أصحاب الجنة : (( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )) ؟ وهل أهل الجنة يفنون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما تفسير قوله - تعالى - مخبرًا عن أصحاب الجنة : (( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )) ؟ وهل أهل الجنة يفنون ؟
A-
A=
A+
السائل : (( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )) ، والحديث ... ... ؟

الشيخ : نعم .

السائل : فما معنى هنا ادخلوا ... وهل معنى ذلك أنُّو الإنسان لا يبقى في الجنة ... إلا ما شاء الله ، ثم ... أو أنُّو هناك في حياة أخرى غير حياة الجنة ... ؟

الشيخ : لا ، هذا معناه أنُّو أهل الجنة لا يبلون ولا يفنون ، وأنهم يعيشون في نعيمها إلى ما لا نهاية ، أما قوله - تعالى - : (( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ )) فهذا إخبار من الله إلى أنه فعَّال لما يشاء ، وأنه لا أحد له سلطة عليه ، فهو إذا شاء فَعَلَ كذا وكذا ؛ يعني أنهى النعيم سواء في الجنة أو في النار ، ولكن أخبر في آياته وأحاديث كثيرة - عليه السلام - =

-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته --

= بأنُّو الجنة لا تفنى ، لا تبلى ثيابها ولا يفنى شبابها في بعض الأحاديث الصحيحة ؛ فإذًا نحن نجمع بين هالخبرين ، الخبر الذي أُخبِرْناه بأن الجنة لا تفنى ، والخبر الذي فيه أن الله - عز وجل - حَكَمَ على أهل الجنة بأن يخلدوا فيها (( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ )) ، لكن هل شاء ربك عدم الخلود ؟ جاءت الآية الأخرى أنه شاء الخلود .

فإذًا يعني الآية هَيْ (( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ )) إلى آخرها الغرض إثبات أن مشيئة الله هي الغالبة ؛ سواء بإبقاء الخلود لأهل الجنة أو بإنهائه ، فلو كانت هالآية عندنا فقط كنَّا في الواقع نحتار ما نعرف يعني في خلود إلى ما لا نهاية في الجنة أو لا ، لكن لما جاءت الآيات الكثيرة والأحاديث النبوية أكثر وأكثر تُخبر بالخلود ؛ ما صار في منافاة بين هذا وبين الآية .

مواضيع متعلقة