المكانة العلمية - بوابة تراث الإمام الألباني
المكانة العلمية
حجم الخط
A-
A=
A+

مكانة الشيخ بين أقرانه وصلته بعلماء وقته:

حظي الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- بمكانة علمية رفيعة بين أقرانه من العلماء والمشايخ والدعاة؛ فعلى امتداد عمر الشيخ الطويل تيسر له لقاء عدد كبير مِن العلماء والدعاة والأساتذة في الشام وفي الجامعة الإسلامية، وفي أثناء رحلاته؛ فكان الشيخ يحظى بتقدير واحترام من قبل هؤلاء العلماء الذين عرفوا مكانة الشيخ -رحمه الله-، وقد ظهر هذا -جليًّا- فيما كتبوه أو قالوه عن الشيخ الإمام. وسنذكر عددًا من هؤلاء العلماء والمشايخ الذين التقوا بالإمام الألباني:

 

الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل -رحمه الله-:

فمن هؤلاء الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل الحنبلي. حيث يقول: «الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني من خيار علمائنا في الحديث والسنة والرد على أهل البدع والصوفية وغيرهم، التقيتُ به أكثر من مرة في دمشق، أولها في عام 1399 هـ في المكتبة الظاهرية، حيث كان له فيها مكان خاص، يداوم فيها كل يوم غالبًا، ويشتغل بتحقيق المخطوطات، وسألته عن مخطوطة رسالة للشيخ ابن رجب في وقوع الطلاق الثلاث الذي خالف فيه رأي شيخه ابن القيم، وشيخ شيخه؛ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله، وبحثنا في جملة من المخطوطات، ولم نجدها.
ومرة أخرى اجتمعنا به في دعوة وجهها إلينا الشيخ الكتبي محمد الخِيَمي، حيث دعانا إلى الغداء في (دُمَّر)، وحضر الشيخ الألباني وجماعة من الإخوان، ومتّعنا بأحاديثه.
ومرة دعانا الشيخ الألباني إلى بيته في دمشق بعد المغرب، وطال بنا الجلوس حتى بعد العشاء، ونحن في بحوث وفوائد، ولمّا انتهينا صلّينا العشاء في بيته جماعة، وقدَّم لنا طبقًا من الفواكه؛ جاءت به ابنته ووضعته أمامنا فوق الطاولة وذهبت، وأهدانا كتابه «مختصر صحيح البخاري» الجزء الأول، وأثنى عليه، وقال: أعتبره من أحسن مؤلفاتي».

 

الشيخ أبو الحسن الندْوي -رحمه الله-:

ومن هؤلاء العلماء الشيخ أبو الحسن الندْوي -رحمه الله- (1332هـ - 1420هـ) حيث قال: «في دار الشيخ بهجة البيطار: جاءنا في الفندق الأستاذ عبد الرحمن الباني والشيخ ناصر الدين أرناؤوط الألباني، والأخير من كبار المشتغلين بعلم الحديث والسنة في هذا البلد، أصله من ألبانيا، وجلسنا قليلًا نتحدّث عن علم الحديث في الهند والمؤلفات في هذا الموضوع، ثم توجّهنا إلى دار الشيخ محمد بهجة البيطار، وجلسنا عنده نتحدّث ونتذاكر».
ثم ذكر الندْوي أنَّه بعد اللقاء بيومين التقى بالألباني مرتين.

 

الشيخ عمر فلاتة -رحمه الله-:

ومن هؤلاء العلماء أيضًا الشيخ عمر فلاتة ( 1345 - 1419 هـ) فقد «كانت صلة الشيخ عمر فلاتة بالإمام الألباني وطيدة، فكان يجلّ الشيخ الألباني ويعرف قدره، ويسعد بصحبته، ويأنس لسماع حديثه، ويسأل عنه إذا بعدت أخباره، ويعجب بتواضع الشيخ وبساطته وصبره، وعلوِّ همته في البحث والتأليف، وخدمة السنة المطهرة، وكان بين الشيخين من الود والتقارب والصفاء النفسي الشيء الكثير، ومعهما في ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا المِصري - المعروف بمدينة جدّة -، واعتاد المشايخ الثلاثة الخروج عند اللقاء أحيانًا للنزهة في وادي العقيق، أو سد العاقول أو بئر رومة، وأثنى الشيخ الألباني على الشيخ عمر في حسن جواره وطيب أخلاقه، وتمسّكه بالعقيدة السلفية، وكانت مجالس الشيخ الألباني عندما ينزل ضيفًا على الشيخ عمر عامرة بطلاب العلم، مفتوحة خلال تلك الفترة للجميع مع الإكرام والتبجيل».

 

العلامة المعلمي اليماني -رحمه الله-:

ومن العلماء الذين لقيهم الإمام الألباني -رحمه الله- العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (1385هـ -1966م) فقد قال عنه الشيخ الألباني: «وقد التقيت به في تلك السفرة التي لقيت فيها الشيخ أحمد شاكر في مكة، حيث كان مدير مكتبة الحرم المكي يوم كانت المكتبة في نفس الحرم. أنا كنت أتردد الى المكتبة في كل يوم، وأراه هناك منكبًّا على البحث والتحقيق لكن ما كان لي معه جلسات يومئذٍ».
وقد نَقَلَ العلَّامة المعلِّمي في كتابِه «الأنوار الكاشفة» تصحيحَ حديث عن الشيخ -رحمهُما الله-.

 

الشيخ محمد الحسن شرحبيلي:

ومن العلماء الذين لقيهم الإمام الألباني الشيخ محمد الحسن شرحبيلي المغربي فقد قال: «التقيت مع الشيخ الألباني -رحمه الله- في مأدبة لما زار المغرب، فشرب أحد الحاضرين من كأس الماء، فأخذه الألباني وشرب ما تبقى فيه ثم قال - يعني الألباني - : لم أشرب بقية الماء لأني أصحح حديث « سؤر المؤمن شفاء»! ولكن شربت تواضعًا». قلت: وهذا من عجائب حرص الشيخ الألباني على تنبيه الناس إلى التمحيص في الاستدلال بالأحاديث».

 

الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله-:

ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- أنَّه التقى بالشيخ العلامة أحمد محمد شاكر -رحمه الله- في عام 1368هـ في المدينة النبوية بعد أداء فريضة الحج، ودارت بينهما محاورة علمية قصيرة؛ ذكر فيها الإمام الألباني بعض ملحوظاته على تخريجات الشيخ شاكر للأحاديث في تحقيقه لمسند أحمد، ولكن الشيخ شاكر كان مريضًا وقتئذ. وفي ذلك يقول الشيخ الألباني: «وفي نفسي حسرات من قلة الاستفادة من هذا العالم الفاضل».

 

الشيخ صالح بن سعد اللحيدان حفظه الله:

من المشايخ الذين التقوا بالشيخ الألباني -رحمه الله- الشيخ صالح بن سعد اللحيدان؛ وذلك في موسم حج عام 1409هـ [1410]. وجرت بينه وبين الشيخ محاورة علمية طويلة، وبحضور عدد من المشايخ. وقال فيها الشيخ الألباني للشيخ اللحيدان: «أنت أحفظ مني وأنا أجرأ منك».
هذا وقد التقى الإمام الألباني -رحمه الله تعالى- بالشيخ عبدالرزاق حمزة، وبالشيخ العلامة المغربي تقي الدين الهلالي رحمهما الله. ومن العلماء الذين التقى بهم أيضًا الشيخ محب الدين الخطيب.
كما التقى بالشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي الهندي، وقد استضافه الشيخ الألباني في بيته لما زار دمشق عام 1398هـ. كما التقى الشيخ الألباني بالشيخ الدكتور مصطفى الأعظمي فطلب منه الأخير مراجعة تخريجاته وتعليقاته على «صحيح ابن خزيمة» ففعل ذلك الشيخ الألباني
-رحمه الله-؛ وقد أشار الشيخ مصطفى الأعظمي إلى تعليقات الشيخ الألباني في مواضعها فكان يرمز لها بـ(ناصر) أو (ن).

كما التقى الشيخ الألباني -رحمه الله- بالشيخ عبدالصمد شرف الدين الهندي وكان بينهما مراسلات علمية.
كما التقى بالشيخ صبحي الصالح الذي كان يعد نفسه من تلاميذ الشيخ، والشيخ محمد طيب أوكيج التركي.
ومن المشايخ الذين التقوا بالشيخ وأثنوا عليه الشيخ محمود شاكر الحرستاني فقد قال عن الشيخ الألباني في برنامج «صفحات من حياتي» على قناة المجد: «رحمة الله عليه، التقيناه عدة لقاءات، رحمة الله عليه، عمله في الحديث قدم خدمات كثيرة».

 

ثناء أهل العلم عليه:

- قال عنه العلامة الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كانت بينهما صلة قوية، ولقاءات علمية متعددة: «ما رأيت تحت أديم السماء عالمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني».
ومما قاله أيضًا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن الإمام الألباني ودعوته ومؤلفاته: «ناصر الدين الألباني من خواصِّ إخواننا المعروفين؛ قد عرفته قديمًا، فهو من خيرة العلماء ومن أصحاب العقيدة الطيبة، وممن فرَّغ وقته للحديث الشريف، وخدمة السنة، فهو جديرٌ بكل احترامٍ وعناية شرعية وهو جديرٌ بأن ينتفع بكتبه، ويستفاد منها، وأنا ممن يستفيد منها؛ طالعت الكثير من كتبه، فهي كتبٌ مفيدةٌ وهو أخٌ صالح وصاحب سنة، وليس معصومًا مثل غيره من العلماء».

 

- وقال عنه العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «الرجل طويل الباع, واسع الاطلاع, قوي الإقناع, وكل واحد يؤخذ من قوله ويترك سوى قول الله ورسوله، ونسأل الله -تعالى- أن يكثر من أمثاله في الأمة الإسلامية».
وقال العلامة ابن عثيمين عنه أيضًا: «فضيلة محدث الشام الشيخ الفاضل محمد بن ناصر الدين الألباني, فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به - وهو قليل - أنه حريص جدًّا على العمل بالسنة, ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أم في العمل. أمَّا من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك, وأنَّه ذو علم جم في الحديث رواية ودراية, وأنَّ الله -تعالى- قد نفع فيما كتبه كثيرًا من الناس من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث, وهو ثمرة كبيرة للمسلمين, ولله الحمد».
و قال أيضًا: «الألباني رجل من أهل السنة - رحمه الله - مدافع عنها، إمام في الحديث، لا نعلم أن أحدا يباريه في عصرنا».
والعلامة ابن عثيمين كان من الذين دافعوا عن الإمام الألباني -رحمه الله-؛ ردًّا على ما روَّجه بعض من أزاغ الله قلوبهم في أنَّ الإمام الألباني يقول بقول المرجئة في الإيمان فقال ابن عثيمين -رحمه الله- في معرض رده على سؤال ورده حول هذه الفرية: «أقول كما قال الأول:
أقــــلوا عليــــــهم لا أبـــــا لأبيــــــكم من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا
والألباني -رحمه الله- عالم، محدث، فقيه - وإن كان محدثًا أقوى منه فقيهًا، ولا أعلم له كلاما يدل على الإرجاء - أبدا - لكن الذين يريدون أن يكفروا الناس يقولون عنه، وعن أمثاله: إنهم مرجئة! فهو من باب التلقيب بألقاب السوء، وأنا أشهد للشيخ الألباني - رحمه الله - بالاستقامة، وسلامة المعتقد، وحسن المقصد، ولكن مع ذلك؛ لا نقول: إنه لا يخطئ؛ لأنه لا أحد معصوم إلا الرسول - عليه الصلاة والسلام-».

 

- وقال عنه الشيخ عبد الصمد شرف الدين الهندي: «وقد وصل إلى الشيخ عبيد الله الرحماني شيخ الجامعة الإسلامية استفسار من دار الإفتاء بالرياض من المملكة العربية السعودية عن حديث غريب في لفظه، عجيب في معناه، له صلة بزماننا هذا، فاتفق رأي من حضر ههنا من العلماء على مراجعة أكبر عالم بالأحاديث النبوية في هذا العصر، ألا وهو الشيخ الألباني العالم الرباني».

 

- وممن أثنوا على الإمام الألباني -رحمه الله- الشيخ محمد طيب أوكيج البوسنوي أستاذ الحديث والفقه بجامعة أنقرة؛ فقد أرسل إلى الشيخ الألباني عدة رسائل يثني فيها على الإمام فمن ذلك قوله: «حضرة صاحب الفضيلة العلامة البحاثة سماحة الأستاذ أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني المحترم... أهنئكم بنجاحكم العظيم هذا في ميدان العلم، كثَّر الله أمثالكم في العالم الإسلامي. والواقع أني أود أن أظفر على مؤلفاتكم القيمة الكافة..».

 

- ومن الذين أثنوا على الشيخ الألباني أيضًا الدكتور المحقق عبد الرحمن العثيمين؛ فقال الدكتور حمد الفريح في مقالته «د. عبد الرحمن العثيمين -رحمه الله- فقيد المخطوطات وشيخ المحققين»: «سألت الشيخ: هل الْتَقَى بالألباني -رحمه الله-, قال: نعم كان يأتي إلى معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي حين كنت القائم عليه، سألته عن تحقيقات الألباني؟ فقال: الألباني -رحمه الله- تعدى القنطرة، لا يُسأل عنه».

 

- وقال الشيخ مساعد بن بشير حاج السديرة السوداني عن الإمام الألباني -رحمه الله-: «...الرجل تشهد له الأمة الإسلامية بفضله وعلمه وورعه وتقواه وحبه الشديد للسنة والتفاني فيها. كما عرفته -رحمه الله- صبورًا على الدأب العلمي والتمحيص وقد عرفته من عام تسعين وثلاثمائة وألف أو قبلها بعام وأنا آنذاك كنت مع (جماعة أنصار السنة المحمدية) ثم تركتها؛ ومع ذلك ما كنت أستغني عن كتابات الألباني -رحمه الله- وربما أُراه آنذاك عدوًّا ! لكن هذا أمر أعرفه عند كثير من الجماعات الإسلامية ربما كادت له لكنها لا تستغني عنه، فإن الرجل مليء، يحتاج الناس لمعاملاته كما يُحتاج لمعاملة صاحب المال.
ويدل على ذلك هؤلاء النفر الذين حققوا كتاب «الترغيب» للمنذري فكانوا ينقلون نقلًا لا مرية فيه، كما يقال عندنا في السودان: «نقل مسطرة»، ولمَّا توقف الشيخ بحيث لم يكمل الكتاب، تخبط هؤلاء الدكاترة كما فضحهم الشيخ لمَّا حقق الكتاب وأتمَّه .
وللشيخ مآثر كثيرة جدًّا، وقد لقيته عام 1397هـ والعام الذي يليه وكان في بيت (البنا) بجدة، وكان منزلًا عامرًا بارك الله فيه، وكنت قد سألته عن الإجازات وكنت ذا شغفٍ بها، فجزاه الله خيرًا لم يكن ذا اهتمامٍ بها، وإنْ كان هذا رأي جماعة من إخواننا السلفيين المعاصرين، وهو ممَّا لا شك فيه خطأ غفر الله لنا ولهم، ومع ذلك فقد (أجازني بكتبه، وأعْلَمني بإجازته عن علاّمة العصر الشيخ أحمد محمد شاكر -رحمه الله-)، والحق أحق أن يتبع . هذا منهج الشيخ -رحمه الله-. وهذا يوجد في المراجعات التي حصلت للشيخ تصحيحًا أو تضعيفًا فرح بها أصحاب الأهواء، طيروها كل مطير، لمآربهم الفاسدة، ونسوا وتجاهلوا، أو أنهم -حقيقةً- على جهل ولعله هو الصواب في كثير ممن انتقد الشيخ كما يقول هو بنفسه -رحمه الله- «العلم لا يقبل الجمود».
مثال: تصحيحه لبعض الأحاديث ثم يطلع على آفاتها وعللها، والسبب عدم وجود المراجع أو غياب كثير من المراجع، وهو بما أُوتِيَ من همة، يسر الله له كثيرًا من المراجع، والناقمون على الشيخ في حقيقة الأمر إنما هم جهال، وتغير الحكم في المسألة كأنها قاعدة معلومة عند أهل الفن...».

 

- ومن أهل العلم والفضل الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري
-رحمه الله- فقد جمع ابنه عبد الأول نقولًا عديدة عن الشيخ حماد يثني فيها على العلامة الألباني -رحمه الله- في كتابه «المجموع» وفيه: قال الشيخ حماد -رحمه الله-: «إن الشيخ الألباني قد سهَّل لنا المسند تسهيلًا جيدًا جدًّا حيث عمل فهرسًا للصحابة المذكورين فيه, وكنا قبل ذلك نتعب تعبًا كبيرًا في الحصول على الحديث».
وقال أيضًا: «إنَّ الشيخ الألباني خرج من المدينة المنورة قبل أن أسكن بها ودرس في الجامعة قبلي وما اجتمعت به ...وقد تعرفت عليه بعد ذلك وعرفته حق المعرفة».
وقال -رحمه الله-: «لما كنت في دمشق كنت أزور الألباني في بيته في سفح جبل قاسيون, أسهر عنده بعد العشاء حتى يذهب الليل, وذلك لأنظر في كتبه, ومكتبته لا بأس بها. وإن الشام حُرمت من الشيخ ناصر الألباني فهو لا يوجد مثله في الشام, خاصة في تخصصه».
وقال أيضًا: «لما كنا بدمشق سهرنا عند الشيخ ناصر الألباني في مكتبته للاطلاع عليها لعلنا أن نجد شيئًا نصوره منها, وكان الشيخ الألباني نشيطًا واشتغل معنا».
وقال -رحمه الله-: «إنَّ الشيخ الألباني درس العلم دراسة وافية, واتخذ إصلاح الساعات معيشة له كما كان يفعل الأئمة الأوائل, فإنَّ كل واحد منهم له صنعة لمعيشته».
وقال -رحمه الله- أيضًا: «أول مرة رأيت الألباني فيها سنة 1374هـ عند الشيخ عبد العزيز بن باز في الرياض, وكان عندما رأيته يحمل معه «تخريج سنن أبي داود» له, وهو يقرأ منه على الشيخ, فقال له الشيخ عبد العزيز: «هذا الكتاب ينبغي أن يقرأ كله ثم يطبع». ثم انفض المجلس ولم أر الشيخ الألباني بعدها إلا لما أصبح يدرس في الجامعة الإسلامية». قال عبد الأول : «لعل الوالد زار المدينة تلك الفترة فرأى الشيخ الألباني فيها».
وقال الشيخ حماد -رحمه الله-: «إنَّ صاحب كتاب «تنبيه المسلم على تعدي الألباني على صحيح مسلم» ليس له ذوق ولا علم».

 

ومن العلماء الذين أثنوا على الشيخ الألباني -رحمه الله- الشيخ محمد حامد الفقي؛ فقد قال في معرض حديثه عن كتاب «نظرية العقد» لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي قام بنشره: « فكتبتُ إلى الأخ السلفي البحَّاثة ناصر الدين الأرنؤوطي بدمشق أطلب إليه معونتي في العثور على نسخة أخرى، فكتب إليَّ أنَّ عند آل الشطي الأمجاد نسخة جيدة سليمة، فأرسلتُ إليه النسخة بالطائرة فراجعها مراجعة دقيقة وكمل مواضع النقص فيها، وعندئذٍ اطمأننت أني أستطيع أن أخرج الكتاب النفيس باسم: نظرية العقد». وكان هذا في شوال سنة 1368 هـ / أغسطس 1949م؛ يعني هذا أنَّ كلام الشيخ الفقي ووصفه للشيخ الألباني بالسلفي البحاثة كان وعمر الشيخ لا يتجاوز خمسًا وثلاثين سنة.
وجاء في آخر الكتاب: « انتهى مقابلة وتصحيحًا يوم الثلاثاء 8 شوال سنة 1368 / 2 آب 1949 على يد محمد ناصر الدين الأرنؤوطي ».

 

- ومن المشايخ الذين أثنوا على الإمام الألباني -رحمه الله تعالى- الشيخ عبد اللطيف سلطاني الجزائري -رحمه الله- في كتابه «سهام الإسلام» فقد قال: «كنت في ربيع 1397هـ التقيت بأحد العلماء الأفذاذ الذين خدموا الدين الإسلامي وخلصوا السنة من التزييف، وأزالوا الغطاء عنها بتبيين أحاديثها الصحيحة من الضعيفة والباطلة، وسألته: يا فضيلة الشيخ هل لكم دروس تُؤَدُّونها للمسلمين فيها التوجيه والنصح والإرشاد، فأجابني بأنَّ وزارة الدين في بلدهم منعته من التدريس في بيوت الله إلا أن يستظهر برخصة من وزارة الشؤون الدينية تسمح له بما يرغب فيه، ولما قدمت الطلب للتحصيل على تلك الرخصة جاء الرد من الوزارة بالرفض والمنع منها، قلت له: هذا ما هو معمول به في عامة بلدان الدول العربية، أمَّا غير العربية فلا علم لي بها، فقلت له: وبعد هذا فما هو العمل؟ قال: تراني عدت إلى التأليف ونشر وطبع الكتب، وفي هذا خدمة للدين الحنيف؛ نرجو من الله التوفيق والقبول».

 

- ومن الذين مدحوا الشيخ الألباني وأثنوا عليه الشيخ بكري الطرابيشي -رحمه الله- فقد قال: «الحقيقة الشيخ ناصر ما كان من مشايخ دمشق مثله في طلب العلم والجَلَد، بينما هم كانوا يقضون الوقت في النزهات والسيارين والحفلات، أمَّا هو فكان عاكفًا في الظاهرية للبحث والطلب، وحقيقةً استفاد وأفاد، وما كان معهم في شيء من هذا».