لا يلبث أصحاب البدع من ذوي الأهواء وممن هم من الباغضين للسنة واهلها من خوارج وروافض وليبراليون وغيرهم من اهل الضلال لا يلبثون بين فترة وأخرى فيعيدون كرتهم في التشكيك لكثير من ركائز وثوابت العقيدة والطعن وإنكار السنة الشريفة والإتيان بكل مايسئ لرموز الأمة من علماء وشيوخ السلف الصالح ولعل العلامة وإمام مُحدثي العصر الشيخ الألباني يحضى بنصيب مهم من هذه الحملات الضالة ولعل أحد أهم إستهداف الشيخ الالباني أنه رمزاً مضيئاً للحديث وعلومه وسداً منيعاً أمام البدع وأهلها واعظم من أحيا كثيراً من السنن المنسية...ولكن هيهات فهذا الجهبذ والذي فارق الدنيا رحمه الله منذ ربع قرن لا زال يعيش بين ظهرانينا بعلمه ومؤلفاته وتأثيره الذي يزداد يوماً بعد يوم فخابت مساعيكم وخُبتم ايها الضالون فالله مُتم نوره ولو كره الكافرون ...وهنا سأعيد كتابة نبذة بسيطة عن الألباني ناصر السنة وقاهر أهل البدع والضلال ...العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى من أهم علماء الحديث في عصرنا وخصوصاً في علم التخريج والأسانيد والرجال وأكثر من ساهم في تقريب السنة الصحيحة من عقول الناس وإعادتها لمكانتها اللائقة في وقت تعلق الناس بالضعيف والموضوع والمنكر فكان بحق أسد السنة وحاميها فقدم للسنة والحديث مالم يقدمه غيره من المعاصرين وكان إنتاجه العلمي الغزير بعثاً جديداً لعلم الحديث ودراسته وليس هناك من أشتغل بهذا العلم لم يستفد من هذا العلامة الفذ رحمه الله...وكان لأهل الضلال من خوارج العصر والليبراليين والحزبيين مواقف ضد الالباني كعادتهم مع علماء السلف وأهل الحديث حتى رموه بالإرجاء وحينها قال العلامة بن عثيمين رحمه الله(من يرمي الألباني بالإرجاء فهو إما لا يعرف الالباني أو لا يعرف الإرجاء) ...الشيخ العلامة محمد بن ناصر الألباني رحمه الله أحد فرسان الإجتهاد والفتوى ومحدّث هذا العصر ...كانت مهارته في الفقه لا تقل عن مكانته في علم الحديث ومن حصر نبوغه في علم الحديث فقد جانبه الصواب فهو بشهادة من يُعتد برأيهم من العلماء فقيه مُتمرس ومتمكن وملتزم بقواعد هذا العلم وضوابطه وسار على خُطى أئمة السلف في هذا العلم وقد شهد كبار العلماء في هذا الزمن كمشائخنا بن باز وبن عثيمين وبن غديان وبن قعود وعبدالرزاق عفيفي رحمهم الله تعالى للشيخ الألباني بالعلم والفضل ...ويكفي أن نستدل ببعض مؤلفاته الفقهية مثل(أحكام الجنائز)و(أحكام الزفاف)لنعلم مدى فهمه بالقواعد الفقهية المتبعة عند سلف الأمة...ومن قال أن مقولة(من كان شيخه كتابه كان خطأوه أكثر من صوابه)تنطبق على الألباني فهذه المقولة صحيحة إلى حد كبير ولكنها بعيدة كل البعد عن الألباني لأن الإمام الألباني عندما أعتمد على جهوده الذاتية في القراءة فقد كان ذو نظر سديد وفهم ثاقب فلا تلتبس عليه العبارات والنصوص الضعيفة وكان يعتمد على كتب الثقات إضافة إلى إظهاره الكثير من المخطوطات النادرة خصوصاً من المكتبة الظاهرية بدمشق وهذا بلا شك يقلل من نسبة الخطأ في تلقي العلوم ورغم ذلك فقد أخذ العلامة الألباني الكثير من علمه عن شيوخ معتبرين كوالده الشيخ نوح الألباني والشيخ سعيد البرهاني والعلامة بهجة البيطار والشيخ محمد الطباخ رحمهم الله تعالى وكان له مناقشات ولقاءات علمية مع الكثير من أهل العلم كالعلامة عبدالعزيز بن باز والعلامة الشنقيطي...إن إنتشار علم الشيخ الألباني وتداوله المتزايد بإستمرار لدليل وعلامة على قبول وإخلاص هذا الجهبذ بإذن الله تعالى رحم الله العالم الرباني السلفي النقي الشيخ الألباني وجزاه عن الأمة خير الجزاء.

- د.وليد ابوملحه -