#سئلت عن مقولة انتشرت منذ بضعة ايام لأحد الشيوخ ممن يوصف بأنه شيخ الإسلام يقول فيها : أن الألباني ليس بحجة في تصحيح الأحاديث وتضعيفها ، فما مدى صحة هذا القول؟ #الجواب للأسف الشديد أن هذا الرجل أراد أن يسقط أحكام الإمام الألباني على الأحاديث، فأسقط نفسه من حيث لا يحتسب ، وأبان عن عدم معرفته بأبسط أبجديات هذا العلم ، وأنه أجنبي عنه وذلك لوجوه منها #الأول : دعواه أن صنعة التصحيح والتعليل محصورة في المتقدمين ، وهذا لم يقله قبله أحد #الثاني : دعواه أن وظيفة المتأخرين منحصرة في نقل أحكام المتقدمين على الأحاديث والحكم على رجال الأسانيد فقط وهذه أيضا لم يقلها قبله أحد فضلا عن مخالفتها للواقع ، فكل مشتغل بعلم الحديث يعلم أن متأخري المحدثين من شتى المنتسبين للمذاهب الفقهية الإسلامية قد صححوا وضعفوا وصوبوا وعللوا ، فمن الحنفية نجد أحكام مغلطاي وابن التركماني والعيني والزيلعي والقاري واللكنوي ومن الشافعية نجد أحكام البيهقي والنووي وابن الملقن والعراقي وابن حجر ومن المالكية نجد أحكام ابن عبد البر وابن العربي وعبد الحق الاشبيلي وابن القطان الفاسي وغيرهم ومن الحنابلة ابن الجوزي وابن تيمية وابن رجب وابن عبد الهادي ....وغيرهم كثير فكيف يقول بعد ذلك أن المتأخرين لم يشتغلوا بالتصحيح والتعليل #الثالث : دعواه أن الألباني لم يسبق لهذا المنهج وهذه الدعوى أيضا لم يسبقه إليها أحد وقد تبين بطلانها ومخالفاتها للواقع فهو رحمه الله تعالى سليل مدرسة ابتدأها المتقدمون وسار عليها المتأخرون و المعاصرون #رابعا : أما دعواه كثرة الأحاديث التي يختلف فيها قول الشيخ الألباني، فهذه مع كثرتها إلا أنها ليست سمة غالبة في أحكامه ، وهي منقبة له وليست مثلبة لأنها دالة على دوام بحثه واجتهاده ورجوعه للصواب إذا تبين خلافه أو وقف على علل خفية لم تكن قد ظهرت له ، وقد كان يثني كثيرا على من يهدي له مثل هذه الأخطاء ولا يأنف من الرجوع عنها ولو كانت من بعض تلامذته ومن دونه في العلم وهذا دال على دقة هذا العلم وخفائه وإمكانية الوقوع في الوهم في أحكامه من قبل كبار النقاد فضلا عمن دونهم ، وعدم التمكن من الوصول إلى علله إلا بمرور الزمن الطويل ورحم الله تعالى ابن المديني حين قال: ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة.