أحبه كثيراً وله أثر طيب عليّ منذ صغري. كتبت عنه مقالاً بعنوان: صوت السماء. قلت فيه: رزقني ربي حبه، ومن حبي له أني أشتاق لصوته إن غاب فترةً عن مسمعي، وإذا عدت أستمع له تنزل نبراته على قلبي وكأنها تقطر من السماء! إمام السنّة في زمانه العلامة المحدّث: محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى - استمعت في صغري لتلك المكالمة المسجّلة بينه وبين المرأة الجزائرية التي تحكي عن رؤيةٍ رأتها فيه، بأن امرأة كانت واقفة على شرفةٍ ورأت النبي ﷺ يمر من الطريق، ثم مر شيخٌ وسلّم عليها وعلى من كانت برفقتها وسألهما: هل رأيتما النبي ﷺ؟ فقالا: نعم ذهب من هذا الطريق. ثم قالت إحداهما للأخرى: من هذا الشيخ؟ قالت: هذا الشيخ الألباني. انتهى. وافق سماعي لهذا التسجيل اطلاعي لأجزاء من سير أعلام النبلاء للذهبي، فوقع حب علم الحديث بقلبي، صرت لا أفوّت مجالساً تهتم بهذا العلم، وكنت أحرص على تسجيلات مجالس الألباني وما تحتويها من علم ومناقشات ومناظرات، كما أني استأنس بأخباره ومواقفه ومؤلفاته. تأثرت بأسلوبه وحزمه في إثبات الحجج وتقديس الدليل، أجد في أساليبي كثيراً مما استقيته منه في صغري وإن لم أبلغ قدر أنملةٍ من علمه. ومما يجب أن يُصحّح لدى الكثير ممن بلغهم أن الألباني قوّته فقط في علم الرجال ودراسة الأسانيد، وأنه لم يكن قوياً في الفقه، والمزعج أن يقول ذلك وينشره بعض كِبار الدعاة رغم ادعائهم بحبه والتأثر به، ومن اطلع على دقة الألباني في المسائل الفقهية أدرك أنه بحرٌ عميق. قال شيخنا الدكتور عبد العزيز الحربي: \"من الناس من يظن أن الألباني رحمه الله كان محدثاً ولكنه ضعيفٌ في الفقه! ومن قرأ كتبه وفتاويه، وسمع مباحثاته بتحقيق وإنصاف يقول: إن علمه بفقه الحديث كعلم الحديث أو أكبر\" وقال أيضاً: \"الذين يغمزون الألباني رحمه الله بالضعف في الفقه، يلمزون بذلك لأنهم لا يثقون بمن لم يدرس الفقه في متن فقهي، والشيخ درسه من خلال الدليل بفهمٍ عميق على الطريقة التي سبقت المتون. ولو قيل: إن كلامه في مسائل الفقه أدق وأعلى من تصحيحه لما كان ذلك بعيداً\" انتهى.