هي والله هكذا... عشتُ أراسلُ شيخنا العلامة الالباني ثلاثة أعوام ،أسأله هاتفيًا فيجيب من حفظه كمن يقرأ كتابا مفتوحا أمامه، وعشت مع شيخي العلامة شعيبا الأرنؤوط أكثر من إحدى عشرة سنة ،كان يثني على الشيخ الألباني أيما ثناء.. سائني من نابتة ظلمت الشيخ حتى رأيتُ ضغبوصًا شناتره لم تمسك قلمًا،ولا زال يزحف على رانفته يقول : من الألباني؟!!! فأقول: ياولدي:إن الحسد مذموم في كتاب الله وسنة رسوله ,وهو أشدُ من العين، فالعين حق كما روينا في البخاري: «العين حق» وهي تنزل الحالق=الجبل العالي المنيف،ولكن في الاغتسال لها دواء بإذن الله وهي بقدر الله سبحانه.. ياولدي: إن الحسد يوّلد لك في طريقك ألف خائن مثل -بروتس- ويهوذا الإسخريوطي- وغيرهم، ويوّلد لك من الجاحدين لفضلك ولعلمك ما الله به عليم، اسمع ياولدي لهذه الكلمة تعي صدق ما أقول لك: قال الخلال: بلينا بقوم جهال، يظنون أنهم علماء، فإذا ذكرنا فضائل أبي عبدالله، يخرجهم الحسد... إلى أن قال بعضهم فيما أخبرني ثقة عنه: أحمد بن حنبل نبيهم. فانظر ياولدي ماذا صنع الحسد بهؤلاء في زمن الخير والبركة، لتكن كلمة ابن مالك التي ذكرها في مقدمة كتابه التسهيل نبراسًا لك تنير لك الطريق ,قال رحمه الله: أعاذنا الله من حسد يسد باب الإنصاف ويسد عن جميل الأوصاف .. فانظر ياولدي ماذا يصنع الحسدُ: يسد باب الأنصاف، فيجحد حقك القريب والبعيد، ويبتليك بما ليس فيك كقول العرب -رمتني بدائها وانسلت - ثم: يجتهد في تغير أوصافك الحميدة الى أوصاف لاتليق بحامل العلم والدعوة... ياولدي :خذ هذه النصيحة الرجيحة من عمك حاتم الأصم تعش سعيدًا أبد الدهر ودع عنك هذا الخلق الذميم فهو يحيل الجسد العظيم إلى رميم ... قال حاتم الاصم رحمه الله: رأيت الناس في شك من أمر الرزق، فتوكلت على الله ، قال الله -تعالى-: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} .. ورأيت لكل رجل صديقًا يفشي إليه سره، ويشكو إليه، فصادقت الخير ليكون معي في الحساب، ويجوز معي الصراط. ورأيت كل أحد له عدو، فمن اغتابني ليس بعدوي، ومن أخذ مني شيئًا، ليس بعدوي، بل عدوي من إذا كنت في طاعة، أمرني بمعصية الله، وذلك إبليس وجنوده، فاتخذتهم عدوا، وحاربتهم. ورأيت الناس كلهم لهم طالب، وهو ملك الموت، ففرغت له نفسي. ونظرت في الخلق، فأحببت ذا، وأبغضت ذا، فالذي أحببته لم يعطني، والذي أبغضته لم يأخذ مني شيئًا، فقلت: من أين أتيت؟ فإذا هو من الحسد، فطرحته، وأحببت الكل، فكل شيء لم أرضه لنفسي، لم أرضه لهم. ورأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى، ورأيت مأواي القبر، فكل شيء قدرت عليه من الخير، قدمته لنفسي لأعمر قبري. *أبــو عبــد الــرحـمـن الظــاهـري