بسم الله الرحمن الرحيم (المهند اليماني في الذب عن محدث العصر الإمام الألباني) * الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، أما بعد: * فمن الأصول العظيمة التي تميز بها أهل السنة على مر التاريخ هو الانضباط والتورع التام في التكفير، والتصدي لكل من يتساهل في هذا الباب؛ فصاروا بذلك أمة وسطا بين الخوارج الغلاة الذين يكفرون من لا يستحق التكفير، وبين المرجئة الذين حكموا بإسلام بعض من كفَّره الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. * ولا زال علماء السنة من عهد ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي ناظر الخوارج بأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى ساعتنا هذه هم أعظم الناس تصديا للتكفير والإرهاب والثورات والخروج على الحكام وبيان خطر ذلك على الأمة الإسلامية، عرف ذلك عنهم الصديق والعدو، والبر والفاجر، والمسلم والكافر، حتى رماهم خصماؤهم بالإرجاء! وبأنهم عملاء للسلطان! بل وسعوا بالفتك بمن قدروا عليه منهم، وأفتوا بحل دمائهم! ووو إلخ. * ومن كبار علماء الأمة المجددين للإسلام والسنة والحديث في هذا العصر الذين تصدوا بكل قوة وبسالة لهذا الفكر الخبيث هو الإمام العلامة المجدد محدث العصر ناصر السنة والدين محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله؛ فله على التكفيريين وأهل البدع والتحزب ردود كثيرة، مقروءة ومسموعة، وله معهم مناظرات وصولات وجولات، تشد لها الرحال، طارت كل مطار، وهدى الله بها خلقا كثيرا من فكر الإرهاب والتكفير. * ومن العجائب والغرائب أن يأتي بعد هذا كله بعض الرويبضة فيطعن في هذا الإمام الذي لعله أعظم من تصدى للتكفير والإرهاب في هذا العصر ويتهمه بالإرهاب!!!/ (أمور يضحك السفهاء منها ** ويبكي من عواقبها اللبيب). / * كلام يكاد الشخص أن يضحك منه من ركبته، كما كان يعبر شيخنا الإمام الوادعي. ولو كانت الحمير والبهائم تعقل لضحكت من هذا الهراء حتى تستلقي على ظهرها؛ لأن جهلها بسيط وصاحبنا الرويبضة السفيه المأجور ذو جهل مركب! * -إمام ملأ علمُه وصيته أرجاء المعمورة، وحَفَر اسمَه في ذاكرة التاريخ بحروف من ذهب. *- إمام سارت بتصانيفه الركبان، وتناقلها العلماء في مختلف الأمصار، وصارت من أهم المراجع للعلماء والمحققين والجامعات الإسلامية في هذا الزمان. *- إمام سخر حياته وبذل عمره في خدمة السنة وتمييز الصحيح من الضعيف بما لم تقم به العديد من الجامعات والمؤسَّسات، بل هي وكوادرها ودكاترتها عالة عليه وعلى أحكامه على الأحاديث. ** واختصارا للكلام أقول: أجمع علماء الأمة الإسلامية في هذا الزمان على إمامة الألباني ورسوخه في علم السنة وتجديده لها، وعلى صحة عقيدته، وسلامة منهجه، واستقامة طريقته، وأقوالهم في ذلك كثيرة جدا. * وقد أحببت أن أنقل شيئا يسيرا منها؛ ليعلم من لم يعرف قدر هذا الإمام منزلته العالية التي خصه الله بها، وهو ذو الفضل العظيم. فمن ذلك ما تحت هذه الأرقام: 1) واسع الاطلاع في الحديث، قوي في نقدها، والحكم عليها بالصحة والضعف. (اللجنة الدائمة). 2) العلامة الموهوب، محدث العصر، إمام العلماء، وعلم من أعلام الحديث. (وزارة الأوقاف الكويتية). 3) علامة فاضل، من خيرة العلماء، ومن أهل السنة والجماعة، ومن أصحاب العقيدة الطيبة، لا أعلم تحت قبة الفلك أعلم بالحديث منه، وله اجتهاد عظيم في إحياء السنة، وبيان الصحيح من الضعيف. (الإمام ابن باز). 4) محدث العصر، إمام في الحديث رواية ودراية، ذو علم جم، واسع الاطلاع، قوي في الإقناع، لا يباريه أحد في عصرنا. (الإمام العثيمين). 5) من المجددين للإسلام في هذا العصر، ليس له نظير في هذا الزمان في علم الحديث، لا يطعن فيه إلا مبتدع من ذوي الأهواء، من طعن فيه فاتهمه على الإسلام. (الإمام الوادعي). 6) صار علَمًا على السنة، فالطعن فيه طعن في السنة. (العلامة التويجري). 7) لا أعلم له نظيرا في العناية بالحديث وسعة الاطلاع فيه. والذي يحذر منه معناه أنه يحذر من معرفة الحق والوصول إلى السنة. (العلامة عبد المحسن العباد). 8) قدم مكتبة للإسلام تعجز الدول ومؤسساتها عن تقديم هذا القدر، وكل من يكتب في الحديث الآن عالة على هذا الرجل. (العلامة المدخلي). 9) الخادم المخلص لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاحب التآليف النافعة المفيدة في علم الحديث. (العلامة تقي الدين الهلالي المغربي). 10) محدث العصر بلا منازع. (العلامة عبد الله بن عقيل). * وثناء العلماء على هذا الإمام واعترافهم بفضله يفوق الحصر، فقد أثنى عليه من العلماء على مختلف المذاهب والأجناس من العرب والعجم أكثر من (190) عالما، وقد بلغت الكتب التي تضمنت الدفاع عنه وبيان جهوده العظيمة في خدمة الإسلام أكثر من سبعين كتابا، وما ذكرته هنا إنما هو قطرة من بحر ثناء علماء المسلمين عليه. * ومكانة هذا الإمام في السنة وتصديه لفرق التكفير والإرهاب وسائر فرق الضلال أمر لا يحتاج إلى دليل، فهو كالشمس في رائعة النهار، وأشرطته وكتبه التي ملأت الآفاق وصارت من أهم المراجع الدينية في هذا العصر خير دليل على ذلك، ولا ينكر هذا إلا خبيث حاقد، أو حاسد، أو جاهل، أو مكابر معاند قطع الحسد قلبه بسبب ما كتبه الله لهذا الإمام من القبول الواسع في الأرض. * ونقول لمن يحاول برجله العرجاء ويده القصيرة تغطية هذا الأمر الذي غطى المعمورة: (وهبك تقول هذا الصبح ليل **أيعمى الناظرون عن الضياء) / وليس الطعن في هذا الإمام غريبا فما زالت الأشراف على مَرِّ التاريخ تُهجى مِنْ قِبَلِ الأنذال، وتُمْدَح مِنْ قِبَلِ الأبطال، وكما قال القائل: (ما سلم الله من بريته**ولا نبي الهدى فكيف أنا) ** وأخيرا ننصح من استزله الشيطان فوقع في هذا الجُرم العظيم والخطأ الجسيم بالتوبة إلى الله تعالى قبل فوات الأون؛ وقبل أن يقف له هذا الإمام العلَم خصما بين يدي الله العزيز الجبار الذي لا يظلم أحدا مثقال ذرة، وإلا فإن بطش الله شديد، وغيرته على أوليائه عظيمة لا تقوم لها السموات والأرض، قال الله تعالى في الحديث القدسي: «مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال. قيل: وما ردغة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل النار». * وليعلم من يطعن في أهل العلم أنه ما ضر بذلك إلا نفسه، وإلا فالعلماء مقامهم رفيع، ومنزلتهم عالية، ومكانتهم راسخة في القلوب كأمثال الجبال، لا يزعزعها كتاب أو مقال، ولا يزدادون بطعن أهل الفجور فيهم إلا رفعة ومكانة، فليرحم الطاعن فيهم نفسه، وليسع في إنقاذ نفسه من غضب الله، قبل أن يحل عليه سخط الجبار، وتلحقه الأوزار والأضرار. * قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله في ”تبيين كذب المفتري“ (ص: 29): «واعلَم يا أخي أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، والوقيعة فيهم بما هم منه براء أمرٌ عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم». * وبالله التوفيق، وصلَّى اللهُ وبارَك وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. * كتبه/ أبو عمرو نور الدين بن علي السدعي (20/11/1442).