شرح حديث ( والبئر جبار والمعدن جبار ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث ( والبئر جبار والمعدن جبار ) .
A-
A=
A+
الشيخ : لقد قال عليه الصلاة والسلام: ( الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ ) . الشَّاهدُ من الحديث -ولا أريد أن أدخل في شرحه؛ لأني أشعر -مع الأسف ولا تؤاخذوني- أن الحديث أنا أرويه وأنطق به -فيما أزعم- بلسان من نبع منه الحديث؛ ألا وهو: رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ ولكن العرب لا يكادون يفهمون هذا الحديث- ايش معنى: ( الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ ) ؟ لا أريد أن أخوض في هذا؛ لأنه سيطول البحث جدًا، وهذا الحديث يستحق محاضرة ساعة وأكثر؛ وإنما أريد أن آخذ منه فقرة؛ وهي قوله: ( وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ ) شو معنى المعدن الآن بالتعبير العصري؟ الذي بيسموه اليوم: "الْمَنْجَمْ" ، أليس كذلك؟ حفرة عميقة جدًا تحفر في جبل ما، ويعمل في هذه الحفرة عُمَّال بالعشرات إن لم نقل بالمئات على حساب الدولة، فإذا فرضنا أنَّ رجلاً حفر أرضًا؛ وإذا بها مملوءة بمعادن ثمينة، ووصل الخبر إلى الدولة؛ حسب النظام الاشتراكي: تصادره! أمَّا الرَّسول يقول: لا، هذا ملك لصاحبه؛ وإنما ليس هذا فقط؛ بل إذا جاء بالعمال يعملون في هذا المعدن ثم انهار هذا المعدن على العمال فذهبوا على كيسهم؛ وليس على كيس صاحب المعدن. الآن الحكم مناقض لهذا من الناحيتين: من ناحية أنها تصادر المنجم. ومن ناحية أنها تُضمِّن -الدولة إذا كانت هي المالكة، أو مالك المنجم- تُضمِّن- حقوق هؤلاء الذين جُرِحوا أو قُتلوا. الاشتراكيَّة الإسلاميَّة لم تنظر في حدود السنة التي جمعت فأوعت كل الأحكام التي يحتاجها المسلمون في كل زمان ومكان؛ فتوهموا أن هذا حكم معقول، ويحقِّق ما يسمونه اليوم -ولعل هذا من هذه الأسماء- بـ: العدالة الاجتماعيَّة! العدالة الاجتماعيَّة اسم جميل؛ لكن فيها ظلمٌ لبعض الأفراد، ولبعض النَّاس على كيس الضعفاء والمساكين، أو لمصلحة الضعفاء والمساكين؛ لكن الإسلام ما ترك قانونًا أو نظامًا يُقنِّنه إنسان لا يجد حلاًّ له في الإسلام. فالشَّاهدُ وُجِد اسم أول ما تقزَّز منه بدننا هذا الاسم: الاشتراكية الإسلاميَّة؛ ثم كرّت السُّبحة؛ فدخل -بقى- البنك الإسلاميّ، ودخلت الأناشيد الإسلاميَّة

السائل : والعرس الإسلامي

الشيخ : وإيش؟

السائل : العرس الإسلامي

الشيخ : أشياء كثيرة وكثيرة جدًا، لماذا؟ لأنَّ بعضَ الناس انتبهوا أنَّ العالم الإسلامي فعلاً استيقظ من غفلته ومن نومته العميقة الطويلة؛ فأخذ يعود إلى الإسلام رويدًا رويدًا، فانتبَه أصحاب المصالح بأن هناك أحكام تخالف الشريعة فأخذوا -بقى- يبررونها ويلونونها؛ ومن ذلك: يسمونها بغير اسمها.

مواضيع متعلقة