حكم المُتاجرة بالعملة ، ومناقشة حول بعض أحكام الصرافة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم المُتاجرة بالعملة ، ومناقشة حول بعض أحكام الصرافة .
A-
A=
A+
السائل : بعض الإخوة - شيخنا - سأل هذا السؤال على أنُّو الشيخ شو يقول في المتاجرة بالعملة ؟ قلت له : الشيخ يقول : ما يجوز ، هذا نوع من أنواع القمار . قال : ليش ؟ طيب ؛ ما هي العملة اللي نحن نشتريها عملة بدل عملة ، وهَيْ العملة لواحد وهَيْ لواحد ؟ قلت له : مش لواحد ، هذه الليرة مش قيمة الورق ، قيمة النقد اللي تشتغلوا فيه ، من الناحية الورقية هذا ورقة ، لكن من ناحية الفائدة تبعها العملة تغلى وتطلع ، فالشيخ يقول : إن فيها هذه قمار إلا لحاجة ، فقال : نحن حاجتنا أحيانًا كوننا سوَّاقين على الخط نحتاج إلى مبالغ كثيرة . قلت له : أنت حسب حاجتك تصرف .

الشيخ : لا ، هو يقصد حاجته يعني بدو يتاجر .

السائل : لأ ، تجارة ، قلنا له : لا ، ما تجارة ، لأ ، بيقول أنُّو نحن لأنُّو السيارة تصرف كثير حاجاتنا هناك ، نصلِّح السيارة قطعها وإشي ، فمن هنا الحاجة مش ... ، قال : ما نأخذ عملة ورق نبيعها ما بنتاجر فيها ، نصرف حسب حاجتنا ، بس حاجتنا مبلغ كبير مش مبلغ صغير ، قلنا له : أنت حسب حاجتك ، هذا حرمة التبادل هذه .

الشيخ : لأنُّو ما له قيمة .

سائل : لأنُّو ما له قيمة ؛ كيف ؟ يعني الآن الواحد ، واحد - عمِّي - هلق عنده عشرة آلاف دينار أردني يملكها ، يسمع الأخبار أن الدينار راح ينزل ، راح حوَّلها لدولارات ، حوَّلها كلها إلى دولارات أميركية ، هالدولارات نفرض اشتراها كم الدولار مثلًا ؟

الشيخ : مفهوم هذا .

سائل آخر : إي نعم ، ربح بعد سنتين ثلاثة .

الشيخ : طلع دولارات ، لسَّا ما دخلوا بجيبته نزل الدولار ، وهذا صاير مرارًا وتكرارًا !

سائل آخر : بس الخوف من الدينار ينزل أكثر من الدولار ؛ فشو بتقول له ؟

السائل : أنت هون هلق حوَّلت السؤال مش لتجارة ... أنت حوَّلته من سؤال من تجارة إلى شغلة ثانية ؛ أنُّو أنت بدك تحفظ قيمة فلوسك من دينار أردني - مثلًا - إلى دولار .

سائل آخر : صارت تجارية من حالها أوتوماتيك ؛ فهل يجوز ؟

سائل آخر : هذا الجواب عند الأستاذ .

سائل آخر : إي نعم .

الشيخ : أنا أقول الواحد يصرف للحاجة ، أما يشتري منشان يتاجر قليل أو كثير ما يجوز .

سائل آخر : مش تجارة ، للحفاظ على قيمة .

الشيخ : عم نقول نحن هيك وهيك ، عم نحكي هيك وهيك ، واحد عنده عمله - مثلًا - سورية ، السوري هون ما بيمشي الحال ، بيروح يشتري عند السمَّان وعند الفرَّان إلى آخره ، بدو يعيش - مثلًا - بدو يحول العملة هَيْ إلى أردني ، بالزايد بالناقص ما في فكَّة ؛ هذا معناه للحاجة ، بالزايد بالناقص ما في فكَّة .

سائل آخر : ... يحوِّلها لأردني .

الشيخ : لأنُّو هو بحاجة ، أما واحد يشتري الآن السوري على أمل أن السوري يتحسَّن ، وإذا يُفاجئ بأنُّو نزل بزيادة ، خسر ؛ هذه مقامرة ، أنا بسمِّيها مقامرة .

سائل آخر : مقامرة .

الشيخ : إي نعم ، طيب ؛ أنت شو حكيت هلق عن العملة العراقية ؟

السائل : هذه مضاربة مقامرة مئة بالمئة ، بس في سؤال يختلف .

الشيخ : ... هَيْ مقامرة مئة بالمئة ، تعبير جميل وصحيح ، في مقامرة مو بالمئة بالمئة ، في مقامرة بالمئة خمسين بالمئة ستين .

سائل آخر : برضو حرام .

الشيخ : برضو حرام ، يعني هذا إنسان لما يشوف الدولار الأمريكي سعره ثابت ، هو يحول العملة الأردنية تبعه إلى دولار أمريكي ، ما صاب الدولار الأمريكي أنُّو نزل ولا مرة في التاريخ بمعرفتك أنت ؟

سائل آخر : نزل نزل ، بس .

الشيخ : نزل ، اسمح لي ، هذا شيء ، الشيء الثاني أنت تعرف أن الدولار الأمريكي ولَّا الإسترليني الإنكليزي أو أي عملة في الدنيا أن كل دولة ترفع عملتها وتنزلها دعمًا لاقتصادها صحيح ولَّا لأ ؟

سائل آخر : والله ، الله أعلم .

السائل : لأ ، هذه فيها شك العملية .

الشيخ : لا ، ما فيها شك أبدًا ... اسمح لي شوي .

السائل : العملة تحفظ قيمتها حسب صندوق النقد الدولي ، حسب محطوط حسب دعمه لعملته من العملات الثانية أو من الذهب .

الشيخ : اسمح لي .

السائل : يعني ما فيش دولة تقدر ترفع قيمة عملتها ، في تقدر تنزل قيمة عملتها ، أما ما تقدر ترفع .

الشيخ : شو هالحكي هذا ؟! هذا كلام غريب منك تمامًا ؛ لأنك أنت تُعتبر في الموضوع مختص بالنسبة لي ، أنا أعرف أن فرنسا في مدة قريبة نزلت قيمة الفرنك .

السائل : ما بقول لك ؟ تقدر تنزل قيمته ، أما الارتفاع .

الشيخ : طيب ؛ إذًا شو ؟

السائل : رفعه ؟ لأ ، ما يجوز رفعه .

الشيخ : مش معقول !

السائل : كل دولة تقدر تنزل قيمة عملتها إلا الرفع لأ .

الشيخ : أنا أمشي معك ، أنا ما أقدر أجادلك الآن في الاستثناء اللي أنت عم تقوله ، أجادلك في النقطة اللي أنت وافقتني عليها .

السائل : اللي هو التخفيض .

الشيخ : اللي هو التخفيض ، ليش تخفض ؟ مو مراعاةً لاقتصادها ؟ مو مراعاةً لمصلحتها هي ؟

السائل : طبعًا هذا شيء أكيد مراعاةً لدعم اقتصادها .

الشيخ : خليك معي ، فإذًا أنا رجل كنت واثق بالعملة الأمريكية الدولارات ، فرحت بحماقتي وطمعي وجشعي التجاري صرفت ما عندي من ملايين الدنانير الأردنية واشتريتها دولارات ، و ... السياسة الاقتصادية الأمريكية أوحت إليها أنُّو تنزل إيش ؟ الدولار ، شو صار لي أنا ؟

السائل : خسارة .

الشيخ : طيب ؛ هَيْ الخسارة سببها هي الدولة اللي أنا انغريت بقوة إيش ؟ بقوة اقتصادها ، بالتالي بقوة عملتها الورقية ، بينما لو كان ذهب لو كان فضة مهما نزل مهما رخص لا يُصاب الإنسان بخسارة تذكر ؛ كأيِّ بضاعة تجارية ؛ لأن هذا نقد قيمة لا قيمة لها إلا قيمة عرفية عند الدول ، أصحابها ... .

السائل : حتى الذهب - أستاذنا - مرَّت فترة خسرت الناس فيه مبالغ كبيرة .

الشيخ : ليش أنا هادا شو ؟ أنا شو قلت لك ؟ أنا شو قلت لك هلق ؟

السائل : وصل لدرجة ، كانوا يقدروا الذهب بالدولار هذا ، وصل إلى تسع مئة دولار ، الأونصة وصلت إلى تسع مئة دولار ، ونزلت فجأة لمئتين دولار ، كانت خسارات ضخمة في سنة الواحد وثمانين ، اثنين وثمانين .

الشيخ : اسمح لي ، الخسارة نزلت من رخص الذهب ولَّا من لعب الدول ؟

السائل : لأ ، طبعًا من لعب الدول .

الشيخ : إذًا لا تقول رخص الذهب ، بارك الله فيك .

السائل : طبعًا نحن نستنتج الحكي هذا من اللعب اللي يصير في الأسواق المالية .

الشيخ : لذلك أقول لك : قمار ... العملة قمار !

سائل آخر : طيب ؛ هلق أستاذنا ، لو أعرف أنا - مثلًا - أنُّو الدينار الأردني بدو ينزل ، عندي معلومات صحيحة .

الشيخ : ما بيجوز ما بيجوز .

سائل آخر : ما أبني على قمار ، ولا عندي النية أني أتاجر بالعملة ، ولا عندي النية ، لكن عندي معلومات أن الدينار الأردني بدو ينزل ؛ فهل يجوز عشان أحفظ قيمة فلوسي أني أحوِّلها إلى دولار - مثلًا - ، أو على أساس إني شاعر أنا - مثلًا - أنُّو أيَّ عملة تانية ممكن تقلِّل من خسارتي في حالة حفظ قيمة الدينار ؟

الشيخ : ما في عندك طريقة غير تشتري ذهب ، بس ، أما عملة ورقية !

سائل آخر : طب ما هي هلق أستاذنا تعرف كيف يبيعوا ويشتروا بالذهب ؟ افرض أنا اشتريت ذهب ، على فرض اشتريت ذهب ، بيقدروه هلق عندنا تبعين الذهب كيف بيقدروا قيمة الجرام بيرفعوه بالدينار الأردني وينزلوه ؛ على أي أساس ؟ على أساس الدولار ، يجي بيقولوا - مثلًا - عالميًا اليوم الدولار في الأونصة بأربع مئة دولار ، هلق هلق البارحة كان أونصة الذهب أربع مئة دولار عالميًّا ، يقدروا قيمة الذهب بالدولار ، لما ينزل الدولار يقدروا كمان قيمة الذهب بالدولار .

سائل آخر : بينزل الذهب ؟

سائل آخر : بينزل بقيمة الدولار ، دائمًا بيلحقوا بالدولار .

السائل : أنت الآن زي ما ذكر الشيخ أنك تشتري ذهب بالدينار الأردني تبعك ، فبشكل عام تحفظ الدينار تبعك بهالذهب أفضل من لو اشتريت دولار ، هذا الواضح ؛ يعني هذا معروف .

سائل آخر : ما هو نفس الشيء يقدروه بالدولار ؟

السائل : ولو قدروه بالدولار ، ما أنت قلت الدولار يطلع وينزل هلق .

الشيخ : أنا أحل لك المشكلة ، وأنا ما لي اقتصادي ، تتصور أنت ولو على بُعد عملة أقوى عملة في الدنيا تنهار بالكلية وتروح قيمتها ولَّا ما تتصور ؟

سائل آخر : هذا شيء أكيد .

الشيخ : أكيد ؟

سائل آخر : آ .

الشيخ : كويس ؛ تتصوَّر الذهب يروح قيمته ؟

سائل آخر : لا .

الشيخ : بس بقى ، خلاص .

السائل : هذي وضحت ؛ أنُّو الذهب يظل ذهب .

الشيخ : خلاص ، وأنت لما تقول أنُّو الأونصة من الذهب صار سعره كذا من الدولارات هَيْ هي اللعبة اللي عم نحكي عنها نحن ، أنُّو هي الدولة القوية لمَّا يكون من مصلحتها أنُّو ترفع قيمة العملة تبعها ترفعها ، لكن مو بالطريقة اللي أنت قلت آنفًا ؛ أنُّو لأ ما بيطلع بإيدها ترفعها ، ترفعها بطريقة اقتصادية .

السائل : لفة .

الشيخ : صح ولَّا لأ ؟ انتبهنا هلق .



... والمخالفة تجر بمخالفة ، لكن طبعًا المخالفات ليست كلها بنسبة واحدة .

السائل : إي نعم .

الشيخ : إي نعم ، كما قلنا آنفًا : عدنان قنعان بدعاء الرسول ( وللمقصِّرين ) ؛ يعني مرَّة واحدة ، أما هو قال : ( اللهم اغفر للمحلِّقين ، اللهم اغفر للمحلِّقين ، اللهم اغفر للمحلِّقين ) ، قالوا : يا رسول الله ، وللمقصِّرين ؟ قال : ( وللمقصِّرين ) .

السائل : جبر خاطر [ الجميع يضحك ! ] .

الشيخ : فأخونا عدنان قنعني يعني بهذا .

مواضيع متعلقة