لو كان الشيخ مكان ابن باز فهل ستتغير فتواه بخصوص وجود الكفار في المملكة .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
لو كان الشيخ مكان ابن باز فهل ستتغير فتواه بخصوص وجود الكفار في المملكة .؟
A-
A=
A+
الشيخ : تفضل .

السائل : نأمل من شيخنا أن يتفضل علينا بالإجابة على سؤال يطرحه بعض إخوتنا من طلبة العلم وهو لو تصورتم أنكم تعيشون في هذه الأحوال في السعودية وحالكم كحال ابن باز مثلا فهل ستتغير فتوتكم عما هي عليه الآن بالنسبة لوجود الأجانب في أراضي الحجاز وجزاكم الله خيرا؟

الشيخ : لا يكون هذا السؤال من وحي الساعة الأرض مسكونة هلاّ , في الحقيقة أنه مثل هذا السؤال ورد عليّ في بعض المجالس منذ بعض الأسابيع لأننا كنا في جلسة وكان الحاضرون فيها مع الأسف إذا صح التعبير لغة متعرقين وجرى نقاش كثير لنقنعهم من الناحية الشرعية أن استحلال صدام حسين للكويت ليس مشروعا وجرى بحث طويل في هذا الصدد وكان مما جاء في كلامي أنني قلت إن هذا الاعتداء السيء والمخالف للشرع كان من آثاره فتن ومفاسد كثيرة وكثيرة جدا أنا طبعا أقدم الآن الخلاصة منها أن الحكومة السعودية استنصرت بالكفار وأن هذا الاستنصار المخالف للشرع هو من آثار ذلك الاعتداء الباغي من صدام على الكويت ونزعت في تلك المجلسة إلى مثل عربي وجميل ومناسب للتمثيل به ألا وهو قولهم: " قال الحائط للوتد لما تشقني قال سل من يدقني " فاستغرب بعض الحاضرين تصريحي بأن الدولة السعودية أخطأت وخالفت صريح القاعدة الإسلامية التي وضعها الرسول عليه السلام الذي كما وصفه الله في القرآن بقوله: (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وليست قاعدة فقهية يمكن أن تكون قاعدة مذهبية عند بعضهم ومخالفة لآخرين من الفقهاء , هذه القاعدة إنما من وضع الرسول عليه السلام وتشريعا عن الله عز وجل وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم: ( إنا لا نستعين بمشرك ) وفي الحديث الآخر الذي رواه الحاكم في المستدرك بلفظ: ( إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) الشاهد بعد أن أفضت في بيان خطأ كلّ من الدولتين الدّولة الباغية والدّولة المخالفة لنصّ الحديث ، بدى لأحدهم وصارحته فقال هذا السؤال الذي سمعتموه آنفا يعني أنت يا شيخ لو كنت في السعودية كنت بتقول هذا الكلام ؟ كأن الناس اليوم مع الأسف الشديد لم يبق عندهم حسن ظن بأهل العلم وأنهم قد يوجد فيهم من يصدع بالحق لم يبق فيهم مثل هذا الظن ولذلك كان هذا السؤال صادرا من مثل انتفاء هذا الظن قال فلو أنك كنت في السعودية هل كنت تجيب بهذا الجواب ؟ قلت بكل صراحة وبكل بساطة أنا والله لا أملك إلا نفسي وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ونسأل الله عز وجل أن لا يبتلينا وإذا ابتلانا أن يصبرنا فأنا لا أدري ولا أحكم في الغيب ولكن في ظني أني لا أجد في نفسي حاليا ولا فيما مضى من بعض التجارب التي والبلاء الذي وقعت فيها ما أجد لا فيما مضى ولا فيما أنا فيه الآن ما يجعلني أتردد في الإجابة عن سؤالك أنني نعم سأقول ما تسمعه تماما والآن عفوا قبل الآن ذكرت في ذلك المجلس بأنني قد بليت بنحو هذا الذي تفترضه أنت فيما إذا ما ابتليت فماذا يكون موقفي ؟ فقلت : بأن البعثيين هناك في سوريا استدعونا مرات وكرات واستنطاقات و استجوابات كان منها في بعض الأيام أنّني سألوني ماذا تقول في الحكام القائمين الآن على الحكم يعني البعثيين من الحاكم الرئيس والوزراء ومن دونهم؟ فقلت له الجواب لا أعرفهم قال: طيب ماذا تقول في الحكم القائم الآن يعني حكم البعث هل تؤيده ؟ قلت: لا. قال: لماذا ؟ قلت لأنه مخالف للإسلام. ومن هناك إلى السجن يضرب به المثل هناك في الشام لأنه ليس في السجن قلعة في نفس العاصمة وإنما في حدود العراق في منطقة اسمها الحسكة وكان هذا السجن مما بناه وهو من مناقب عبد الناصر هذا الذي عرفتم نفاقه وضرره بالعالم الإسلامي سجن يمكن يكون ارتفاع السقف نحو عشر أمتار وفي الشتاء البارد لا فيه تدفئة ولا فيه أي شيء والنور معلق هناك في السقف فوق وفيه قصة لا أريد الآن ذكرها لنعود إلى تمام الجواب عن هذا السؤال فأنا قلت للسائل المشار إليه آنفا وأعلّق الآن على هذا السؤال أنه في ظني أنّني لو استدعيت بعد هذا الجواب الصريح الذي أدين الله به ، أن الاستعانة بالكفار خاصة الأمريكيين والرضا بدخولهم إلى بلاد الإسلام استنصارا به على الباغي فهذا مخالف للشرع إذا فرضنا أنهم استدعوني واستجوبوني في المخابرات السعودية فأنا هذه زيادة الآن بمناسبة السؤال أقول أنا لا أظن في المخابرات السعودية إلاّ إن لم يكونوا خيرا من المخابرات السوريين فلا أقل أنهم سوف لا يكونون شرا منهم وإذا كان الأمر كذلك فمما أخشى؟ خاصة وقد قلت في تلك الجلسة وقد بلغت من الكبر عتيا إذا كنت و أنا في عز الشباب أجبت بالجواب الذي يخالف ايش الحزب الكافر وقلت: أنا لا أؤيده لأنه مخالف للإسلام فترى المخابرات السعودية شو رايح يسوّوا مع الشيبة؟ رايح يسجنوه أكثر من ذلك ما فيه أكثر من ذلك فظني أن الجواب هو سيكون هذا الذي تسمعونه دائما أبدا ، بعض الناس يقولوا: أما تخشى أن يكون جوابك هذا سببا لمنعك من الحج والعمرة؟ فأنا أقول: الحمد لله حججنا أولا فريضة الإسلام وحججنا نحو ثلاتين حجة تقربا إلى الله واعتمرنا ما شاء الله من العمر وربما ما أدري أستطيع أنه لو فتحت لي أبواب الحج والعمرة أستطيع بما بقي من قوة أن أعيدها فإذا منعوني من الحج والعمرة أقول بلسان الحال ولا أقول بلسان القال: " أنت مسكر وأنا مبطل " ... أخذت الجواب .

السائل : نعم لكن أنا عندي ملحق ؟

الشيخ : خير .

السائل : أرجوا أن تجيبونا عليه ، هل يصح أن يقال من باب حسن الظن بالشيخ ابن باز أنه أفتى ما أفتاه سدا لباب الفتنة أو عن دليل قام عنده فاقتنع به وبخاصة أنه معروف بالعلم وتقوى الله ولا نزكي على الله ؟

الشيخ : لا يمكن أن نقول في مثل الشيخ وأمثاله من الذين نشهد لهم أولا بالعلم النافع وثانيا بالعمل الصالح إلا أن يكون أحد الأمرين لا يمكن إلا أن يكون أحد الأمرين .لكن أنا أرى أنه لا يمكن أن يكون هناك دليل صواب يسوغ هذا الواقع المؤلم وهو السماح لدخول الصليبين بمختلف أجناسهم على كثرة عددهم وعُددهم لبلاد الإسلام لا أقول بأرخص الأثمان بل بدون أي ثمن بل بثمن يدفع لهم بدل أن يدفعوه هم لا يمكن أن يوجد هناك دليل ونحن سمعنا فيما قرأنا وفيما نمى إلينا .

مواضيع متعلقة