بيان الفرق بين الوحي والإلهام ، والفرق بين النَّبيِّ والمُلهَم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان الفرق بين الوحي والإلهام ، والفرق بين النَّبيِّ والمُلهَم .
A-
A=
A+
الشيخ : فإن قيل : ما هو الفرق بين الوحي وبين الإلهام ؟

الجواب : الفرق يأتي من معرفتنا بصفة الشخص الذي ينزل عليه الوحي ومعرفة صفة الشخص الذي ينزل عليه الإلهام إذا صحَّ هذا التعبير ، فالشخص الذي ينزل عليه الوحي وهو النَّبيُّ هو معصوم ، فإذا نزل عليه وحي كان معصومًا في أن يخطئ في شيء من هذا الوحي ؛ سواء في فهمِه إياه أو تبليغه إلى أمته ، أما الشخص المُلهَم فليس من الضروري أن يكون معصُومًا في ذلك ، كما أنه ليس معصومًا في كلِّ منطلق حياته في كل أفعاله وأقواله ، هذا هو الفرق ، وإذا كان هذا الفرق قائمًا فهو يكفي للتفريق بين الوحي وبين الإلهام .

ولا يُشكلنَّ هذا بأنه ما دام أن المُلهم يُخطئ فيُقال حين ذاك : ما قيمة الإلهام ؟ نقول : قيمة الإلهام بقيمة صاحبه ؛ فكلَّما كان صاحبه أقرب إلى الله - تبارك وتعالى - كان إلهامه أقرب إلى الحقيقة أو أكثر إصابة للحقيقة ، والعكس بالعكس ؛ لذلك يُفرِّق أهل العلم بين النَّبيِّ مطلقًا وبين المُلهَم ، فالنبي هو يتَّبع ما أُوحِيَ إليه ، وقد يكون الموحى إليه بأن يتَّبع نبيًّا معيَّنًا ، أما المُلهَم فليس له طريق لمعرفة الشرع إلا من طريق النبيِّ ، فإلهامه لا ينهض ولا يستقلُّ بتلقِّي الأحكام الشرعية من السماء لأنه لا يوحى إليه ، وإنما يُلهَم في بعض الجزئيات .

نعم .

مواضيع متعلقة