يقول العلماء فيمن قدم يوم عرفة للحجِّ فخاف أن يفوتَه الحج إذا ذهب وطاف وسعى بين الصفا والمروة يقولون : يُدخل الحج على العمرة فيكون قارنًا ، وبما أن التمتُّع واجب فلماذا لا نقول في هذه المسألة نفسها - إذا صحَّت - لماذا نقول أنَّ عروة بن مضرِّس يكون قارنًا ما دام يقول العلماء : إنه كان مفردًا ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يقول العلماء فيمن قدم يوم عرفة للحجِّ فخاف أن يفوتَه الحج إذا ذهب وطاف وسعى بين الصفا والمروة يقولون : يُدخل الحج على العمرة فيكون قارنًا ، وبما أن التمتُّع واجب فلماذا لا نقول في هذه المسألة نفسها - إذا صحَّت - لماذا نقول أنَّ عروة بن مضرِّس يكون قارنًا ما دام يقول العلماء : إنه كان مفردًا ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول العلماء - يا شيخ - فيمن قدم يوم عرفة للحجِّ فخاف أن يفوتَه الحج إذا ذهب وطاف وسعى بين الصفا والمروة ، يقولون : يُدخل الحج على العمرة فيكون قارنًا ، وبما أن التمتُّع واجب فلماذا لا نقول - يا شيخ - في هذه المسألة نفسها - إذا صحَّت - لماذا نقول أنَّ عروة بن مضرِّس يكون قارنًا ما دام يقول العلماء أنه مفردًا ؟

الشيخ : القضية ما على كيفنا ، القِران يلتقي مع الإفراد في الأعمال وفي أكثر الأحكام ، ويختلف عنه في النِّيَّة أولًا وفي الهدي ثانيًا ، أليس كذلك ؟ طيب ؛ كيف نقول في شخص ما ندري شو نيَّته وشو عمله ؟ لماذا لا نقول إنه كان قارنًا ؟ هذا كما لو قلنا لماذا لا نقول : كان مفردًا ؟ والحقيقة لا ينبغي لنا أن نقول ... -- ... دعك عنها ! --

فإذا قلنا : أن هذا عروة كان قارنًا ، يأتي السؤال : هل أهدى ؟ ماذا تقول ؟ ستقول مثلي : لا أدري ، إذا كنت لا تدري أهدى أم لا ؛ فكيف تدري أنه كان قارنًا ؟ إذًا قول من يقول : لماذا لا نقول كذا ؟ الجواب : لأننا لا ندري ، لكننا ندري أنه لم يكن متمتِّعًا للسبب الذي جاء عرضه في السؤال ، ولهذا نحن - نحن أعني المتحمِّسين بالقول بوجوب التمتُّع - لا نقول بأن التمتُّع ركن من أركان الحجِّ ، وإنما نقول : هو واجب من واجبات الحجِّ من استطاعه ، وقد تكون هناك ظروف لا يتمكَّن فيها الحاج من أن يكون متمتِّعًا مثل عروة هذا تمامًا .

السائل : أو عائشة - رضي الله عنها - .

الشيخ : ها ، سبقتني ، وممكن أن نضيف إلى عروة عائشة ؛ حيث فَجَأَها الحيض وهي لمَّا تطُفْ طواف القدوم ؛ إذًا نقول بوجوب التمتُّع لمن لم يكن له عذر ، أما كما يفعل الحجَّاج اليوم كثيرون منهم يحجُّوا حج الإفراد . =

-- سائل آخر : السلام عليكم . الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته --

= وقد يذهب أحدهم إلى تلك البلاد قبل شهر أو شهرين خاصَّة الغرباء الأجانب يعني . =

-- سائل آخر : السلام عليكم . الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . سائل آخر : ... . الشيخ : أهلًا --

= فيظلُّون في إحرامهم ويتحمَّلون مشقَّة الانحباس في الإحرام حتى لا يتمتَّعوا فيجب عليهم - كما يقولون - دم ، هؤلاء آثمون بلا شك ؛ لأنهم يُخالفون قول الرسول - عليه السلام - : ( لو استقبلْتُ من أمري ما استدبرت لما سُقْتُ الهدْيَ ، ولَجَعَلْتُها عمرة ، أحلُّوا أيها الناس ، أحلُّوا أيها الناس ) ، هؤلاء ما يحلُّون !

سراقة يقول - والرسول عليه السلام على المروة - : يا رسول الله ، عمرتنا هذه أَلِعامنا هذه أم لأبد الأبد ؟ فقال : ( بل لأبد الأبد ، دخلت العمرة في الحجِّ إلى يوم القيامة - وشبك عليه السلام بين أصابعه - ) ، فهذه النصوص كلها عُطِّلت وسُطِّر نقيضُها في أكثر كتب الفقه أنواع الحج ثلاثة : " إفراد ، وقران ، وتمتع " ، ثم اختلفوا في أيِّهما الأفضل ، فمن قائلٍ : الأفضل الإفراد ؛ لأنُّو فيه مشقة أكثر ، وقيل : أفضل الأعمال أحمَزُها - أي : أشقُّها - ، هذا ضد الشرع ؛ (( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ )) ، إي نعم ، ومنهم من يقول : الأفضل القِران ؛ لأن الرسول كان قارنًا ، ومنهم من يقول : التمتُّع هو الأفضل ، نحن نقول : بل هو الواجب .

فإذًا نعود الآن إلى السؤال لا نقول : عروة كان قارنًا ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : (( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) ، لكننا نقول : يقينًا لم يكن متمتِّعًا ؛ لأنه ما جاء بالعمرة وتحلَّل ؛ فهو غير متمتِّع ، ولا يلزم من كونه غير متمتِّع أن يكون قارنًا ، من حيث الإمكان ممكن أن يكون قارنًا ، لكن متى يكون قارنًا ؟ حينما يدَّاركه الوقت وهو على تصوُّر لِمَا بين يديه من ضيق الوقت ؛ فهو يجمع بين فضيلتَين فضيلة أداء مناسك الحجِّ المُفرد وفضيلة قرن النِّيَّة وفضيلة الهدي مقابل هذه الفضيلة ، لكن من أين لنا هذا أنَّ عروة فعل هذا ؟ لم يكن متمتِّعًا وانتهى الأمر ، وهذا دليل أن التمتُّع ليس شرطًا أو ركنًا من أركان الحج . وكفى الله المؤمنين القتال .

مواضيع متعلقة