شرح حديث ( الراكب شيطان ) وهل يؤخذ منه الفرق بين السفر على الدواب في الصحاري وبين السفر اليوم على المركوبات الحديثة.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث ( الراكب شيطان ) وهل يؤخذ منه الفرق بين السفر على الدواب في الصحاري وبين السفر اليوم على المركوبات الحديثة.؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ عهدي بفضيلتكم أنكم من أشد الناس محاربة لمن يصرفون الأحاديث عن ظاهرها دون دليل

الشيخ : نعم

السائل : ولكن قرأت لكم في السلسلة ما يخالف ذلك ؟

الشيخ : تفضل .

السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب ) فتقول في شرح هذا الحديث: " وفي هذه الأحاديث تحريم سفر المسلم وحده ، وكذا لو كان معه آخر لظاهر النهي في الحديث الذي قبل هذا ولقوله فيه شيطان أي عاصي " ، ثم ذكرت بعض أقوال أهل العلم ثم ختمت بقولك: " ولعل الحديث أراد السفر في الصحاري والفلوات التي قلما يرى المسافر فيها أحدا من الناس فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات " فدليل التفريق شيخ ؟

الشيخ : نعم أولا يا أخي لعلك تعلم أن الأحكام الشرعية لا تساق مساقا واحدا في فهمها ، من تمام لعلك تعلم أن بعض الأحكام الشرعية -وعليكم السلام- تعبدية محضة وبعض آخر منها ليست تعبدية محضة وإنما يقال فيها عند أهل العلم بأنها معقولة المعنى ؛ أظن هذا التفريق معروف لديك ؟

السائل : نعم نعم .

الشيخ : طيب ، ولا يكفي أن يكون معروفا لديك فقط وإنما ينبغي أن نسأل ومسلم بذلك لديك أيضا ، أكذلك ؟

السائل : نعم يا شيخ.

الشيخ : جميل ، فحينئذ هل هناك قاعدة أو ضابطة لتمييز حكم شرعي تعبدي محض عن حكم شرعي آخر معقول المعنى أم هو الرأي و الاجتهاد والاستنباط فيما تعلم ؟

السائل : الله أعلم الرأي والاجتهاد .

الشيخ : حسن ، فحينئذ إذا رأيت مثل هذا التأويل فهذا لا يساق مساق التأويلات التي تقال فيما يتعلق بالأمور الغيبية وبخاصة ما كان منها متعلقا بالصفات الإلهية وإنما هذا حكم يتعلق بالأعمال والأحكام الشرعية التي يبتلى الناس بالقيام بها ؛ فإذا ما بدا لإنسان ما في حكم ما أنه عنده معقول المعنى ولم يبدو ذلك عند آخر فلا ينبغي أن يقال إن هذا تأويل بمعنى التأويل غير المحمود ، وإنما يقال هذا رأي واجتهاد إن أصاب الحق فيه كان له أجران وإلا فله أجر واحد ؛ فأنا حينما خرجت هذا الحديث وصححته تأملت في دلالته فبدا لي أنه يحتمل أن يكون من القسم المعقول المعنى وليس تعبديا محضا لا تعرف علته ولا تعرف الغاية منه ؛ ولعلك تشعر بأنني ما جزمت بذلك ، بل قلت لعل .

السائل : نعم .

الشيخ : فحينئذ لا أعتقد أنه يرد علي شيء من المؤاخذة لأنني ملت أو كدت أن أميل إلى أن هذا الحكم هو ليس تعبديا محضا وإنما هو روعي فيه مصلحة المسافر لوحده أو معه رجل ثان بل لا بد أن يكون هناك ثالث ؛ فإذا كان عندك شيء نستفيده لإبطال لعل هذه فجزاك الله خيرا .

السائل : شيخ بس يعني المحظور قد يقع الآن حقيقة الطرق معبدة لكن أحيانا قد يكون بين المدينة والمدينة مائتين أو ثلاثمائة كيلو فقد يسير لوحده وتتعطل الراحلة فيعني فيتعرض للصوص أو ما شابه ذلك ، فالمحظور موجود يعني فما أعلم إيش رأيك شيخنا ؟

الشيخ : المحظور موجود ليس بالنسبة التي كان موجودا في ذلك العهد .

السائل : في تفاوت نعم .

الشيخ : في تفاوت والتفاوت كبير وكبير جدا ؛ ولذلك يعني في تعبير بعض البلاد " مكانك راوح لا نزال في نفس القضية " إنما هو الرأي والاجتهاد .

مواضيع متعلقة