بيان معتقد الجهمية والرد عليهم (وحدة الوجود) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان معتقد الجهمية والرد عليهم (وحدة الوجود) .
A-
A=
A+
الشيخ : يقابل هذه الضلالة ضلالة أخرى هي أضل من الأولى الضلالة الأخرى هي أن الله عز وجل ليس داخل العالم ولا خارجه ، الذي يقول: إن الله عز وجل داخل العالم أي الله موجود في كل مكان أو الله موجود في كل وجود هذا يثبت لله وجودا مع التشبيه والتشبيه باطل (( ليس كثمله شيء )) ولذلك فهذا ضلال لكن أضل منه أن يقال إن الله ليس داخل العالم ولا خارجه فهذا نصف الكلام الأول صح الله ليس داخل العالم هذا هو كلام صحيح وإنما فوق المخلوقات كلها أما أن تتبع هذه الكلمة بقولهم ولا خارج العالم فهذا اسمه في لغة العلماء تعطيل وجود الحق أي إنكار وجود الحق لأن الله عز وجل كما ذكرناكم آنفا بحديث عمران بن حصين كان الله ولا شيء معه إذا كان الله ولا مخلوق معه لكن فيما بعد خلق المخلوقات كما هو مشاهد ويجب الإيمان بذلك أن هناك وجودان كما ذكرنا فالله عز وجل إذا لم يكن داخل العالم وهو الحق أنه ليس داخل العالم فإذا قال قائل بالإضافة إلى ذلك إنه ليس خارج العالم معناها لا إله معناها الإلحاد والجحد المطلق معناه الرجوع إلى عقيدة غلاة الصوفية ولا أقول الرجوع إلى عقيدة الصوفية لأن الصوفية قسمان منهم غلاة ومنهم دون ذلك , الغلاة هم الذين يقولون بأن الوجود واحد غلاة الصوفية وعلى رأسهم ابن عربي هو الذي يقول إن الوجود واحد أما المسلمون فهم يقولون لا إله إلا الله فهذه الآية (( فاعلم أنه لا إله إلا الله ... )) تثبت وجودين الوجود الواحد المعبود الحق والوجود الآخر المعبودات بالباطل أما ابن عربي ومن ضل به فهم يقولون الوجود واحد وهم لهم عبارات يفصحون فيها عن شركهم وعن ضلالهم فهم يقولون مثلا: كل ما تراه بعينك فهو الله كل ما تراه بعينك فهو الله، الوجود واحد شو بتشوف ؟ تشوف بشرا تشوف حجرا تشوف شجرا تشوف سماء تشوف أرضا هذا الكون هو الله هو عقيدة الدهريين هم عقيدة الشيوعيين لا إله، هذه تعود إلى الإنكار المطلق لوجود الله عز وجل فإذا قيل إن الله ليس داخل العالم ولا خارجه فمعنى ذلك أن الوجود هو واحد وهي عقيدة غلاة الصوفية كل ما تراه بعينك هو الله ، لما عبد قوم نوح الآلهة كما قال في القرآن: (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و يعوق ونسرا )) هل عبدوا غير الله ؟ الجواب عند غلاة الصوفية " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " هذا هو الجحد المطلق فإذا قيل إن الله لا داخل العالم ولا خارج العالم رجعت هذه العقيدة التي تقال إنها عقيدة أهل السنة والجماعة اليوم هناك أفراد من الناس ينشرون بعض الرسائل ويعلقون بعض التعليقات إن لم نقل التعليكات يكتبون هذه العقيدة أنه عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله لا داخل العالم ولا خارجه . الله عز وجل كان ولا شيء معه فهو الآن كما من قبل كان هو الآن مستغن كما كان من قبل مستغن عن المخلوقات كلها فلما خلق المخلوقات قال: استوى عليها استعلى عليها استعلى أي ارتفع ولا بد هنا لتوضيح هذه العقيدة بشيء من العقل السليم إن الله عز وجل بعد أن أثبتنا بنصوص الكتاب والسنة أن الله عز وجل فوق المخلوقات وليس داخل المخلوقات لا بد لنا بعد ذلك أن نناقش أولئك المنكرين لوجود الله مطلقا وإن كانوا يقولون: الله موجود ولا إله إلا الله ولكن حينما يقولون: هو لا داخل العالم ولا خارجه معنى ذلك أنهم أنكروا وجود الله نحن نقول لهؤلاء: أنتم معنا أن الله كان ولا شيء معه فلما خلق الخلق لا بد من شيء من ثلاثة أشياء لا بد أن الله عز وجل حينما خلق الخلق دخل في خلقه وهذا هم متفقون معنا أن الله ليس في كل مكان حينئذ تبقى الثانية لا بد أن الله عز وجل لما خلق الخلق جعلها فوقه وهذا باطل لأن الله فوق كل شيء إذا لم يبق إلا الثالثة أن الله عز و جل لما خلق خلقه هو استعلى عليها وارتفع وهذا هو اللائق بالله عز وجل فلذلك القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه هو كما قال ابن تيمية رحمه الله يصف طائفتين كلتاهما في ضلال لكن إحداهما أضل من الأخرى قال المشبه الذي يشبه الله ببعض مخلوقاته يعبد صنما يعبد شيئا موجودا ولكنه يشبهه بالأصنام التي كان المشركون يعبدونها من دون الله المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما من هو المعطل ؟ هو الذي يقول لا داخل العالم ولا خارجه الذي يقول هو داخل العالم مشبه وهو في ضلال (( ليس كمثله شيء )) ، والذي يقول: إن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه فقد أنكر وجود الله تبارك وتعالى فهذا أضل من الأول هذه الكلمة لا داخل العالم و لا خارجه اسمعوا الآن تفصيلها على ألسنة بعضهم -في شيء_ وأنهي الكلمة بهذه الكلمة لتكونوا على بينة في أن كل من يخالف عقيدة الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح يكون في ضلال مبين ، يقول قائلهم من هؤلاء علماء الكلام: إن الله لا يوصف بأنه فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه لا متصلا به ولا منفصلا عنه قولوا لي بربكم أليس هذا وصف للمعدوم ؟ إذا قيل لأي عاقل أوتي شيئا من العقل والفهم والبيان صف لنا المعدوم الذي لا وجود له ولا حقيقة له لم يمكنه أن يصف هذا المعدوم بأكثر مما وصف هؤلاء معبودهم حينما قال قائلهم: لا فوق ولا تحت لا يمين ولا يسار لا أمام لا خلف لا داخل العالم ولا خارجه لا متصلا به ولا منفصلا عنه أما نخن فنقول: (( ليس كمثله شيء )) ((الرحمن على العرش استوى )) ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك نعم .

مواضيع متعلقة