الكلام على نعي الميت في الجرائد. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على نعي الميت في الجرائد.
A-
A=
A+
علي حسن : شيخنا تتميم البحث في قضية العتزية ما يذكر في الجرائد يعني من قضية الرثاء وشكر أهل التعازي الشخصيات الكبيرة والأسماء الرنانة وما شابه ذلك هذا يعني يلتحق بالمنع فإذا كان كذلك حبذا نوع من التفصيل يعني ؟
الشيخ : لا شك أن هذا داخل في نعي الجاهلية ثم هو نفاق اجتماعي واضح جدا لأنه كلما كان المتوفى وأهل المتوفى كلما كبر الإعلان عن التعزية هذا نفاق اجتماعي ! وإذا كان من نعي الجاهلية في عرف سلفنا الصالح التنادي للصلاة على هذا الميت ولتجهيزه وتكفينه فوق الحاجة فما بالكم بهذا الذي يقع اليوم مما وصف الأخ أو توزيع مناشير بوفاة فلان وبخاصة بعضهم تقلدوا العادة الكافرة النصارى حوطوها بقوس أسود بمربع أسود فهذا أولى وأولى أن يكون من نعي الجاهلية عندنا في دمشق كان عندنا عادة سيئة جدا كان المؤذن في المسجد الأموي الكبير يعلن وفاة فلان على رأس المنارة ولهم الكليشة ... .
السائل : في نابلس نفس الشيء ... .
الشيخ : عندنا شيء مرتب ومنظم لا مو هيك سلف الصالحين ما أدري إيش يبالغون يمكن أن يكون من أفجر الفاجرين ! كليشة أبدا ... مقابل أجر يعلن عن رأس المنارة عشان يكثروا سواد المشيعيين هؤلاء المشيعيين مثل ما تشوفون غالبهم يقفون على الأبواب لا يصلون لولا أن الله عز وجل علمنا بواسطة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن ومن ذلك (( أم لم ينبأ بما صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزروا وازرة وزر أخرى )) لو لا هذه الآية لقلت أنه هؤلاء الجماعة الذين يعلن يزدادون عذابا على عذابهم ! لكن ربما ما عندهم ما بدهم هذا الشيء لكن هل يخفى هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) لقد أشكل هذا الحديث على بعض السلف قالوا إن هذا الحديث يخالف (( ألا تزروا وازرة وزر أخرى )) ، وتجاوبا مع هذا الإشكال ذهب بعض العلماء الكبار إلى تأويل الحديث إن الميت ليعذب أي ليتألم ! مش يتعذب عذابا هو يتألم فنحن بالرغم من احترامنا لهذا العالم الذي تأول هذا التأويل أبطلنا تأويله برواية صحيحة ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه يوم القيامة ) ، هذا يبطل تأويل العذاب بالألم هذا بالنص ثم لو سلمنا بتفسير العذاب في الحديث بالألم معناه أن الميت عنده شعور عنده إحساس هؤلاء عم يبكوا في الدنيا هذاك صار في عالم ثاني في عالم الآخرة عالم برزخ ما عندنا في الشرع ما يشعرنا فضلا عما يعلمنا أن الميت بعد موته يصير عنده نوع من الإحساس الميت صار كحجر كخشب ما يحس شو بيصير عليه لو نزلت القنبلة الذرية بجنبه ما يحس فيها ! شلون بقى ناس يبكون في بيته وهو صار في حضرته وفي السحاب شو اللي وصل الألم لعنده هناك ! إنما الشاهد فما معنى أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه أي هو كان يعلم أن عادة الناس أن الميت إذا مات كلما كان عزيزا عليهم كلما زاد بكاؤهم ونياحهم عليه ولكنه لم يقم بواجب التبليغ والنصيحة والتحذير فحينئذ بسبب تقصيره بتحذيره أهله يعذب بسبب ذلك وليس بمجرد أنا وصيت لا تبكوا عليّ البكاء المعتاد أي النياحة أما بكاء الدمع ما فيه منه مانع لأنه هذا أمر طبيعي جدا كما وقع لأكمل الناس عليه الصلاة والسلام حينما مات ابنه إبراهيم بكى وكان قد نهاهم عن البكاء قالوا يا رسول الله لقد نهيتنا عن البكاء وأنت تبكي قال ( إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الرب ) .
فإذا بكاء الدمع ليس هو البكاء المنهي عنه وإنما بكاء الصوت والنياحة هو المنهي عنه فإذا المريض الذي أشرف على الموت أوصى أهله وأصدقائه يا إخواننا كل حي فطريقه الموت ولذلك فإذا أنا مت فلا تبكوا عليّ بكاء بصوت نياحة فضلا أنه تجتمعوا تعملوا عزاء وتبكوا فضلا أنه تجلبوا النائحات بالأجر إلى آخره فأنا برئ من هذا الشيء الذي تفعلونه فإذا قام بهذا فهذا لا يعذب أما إذا قصّر فهو الذي يعذب يوم القيامة نعم .
علي حسن : شيخ بالنسبة للحديث هذا رواية فيما أذكر في بعض كتبكم ( إن الميت ليعذب بما نيح عليه ) يعني هذه الرواية موضحة .

مواضيع متعلقة