ما الذي يصل الميت من الأحياء من الأعمال الصالحة .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الذي يصل الميت من الأحياء من الأعمال الصالحة .؟
A-
A=
A+
السائل : ما يصل الميت من الأحياء ، هذا الموضوع يمكن طرحتموه سابقا، لكن قرأت فيه من فترة ، فأصيبت فيه بالحيرة من كثرة الأقوال .

الشيخ : خير ، اذكر لي ما الذي أودى بك إلى الحيرة ؟

السائل : يعني ما يصل إلى الميت من عبادات الدعاء والقرآن والصلاة ،والزكاة والصيام والصدقة وما إلى ذلك ، وممن من أولاده أو من أقربائه أو من الناس عامة فيعني الأقوال كانت كثيرة جدا في الموضوع .

الشيخ : انا كنت عالجت هذه المسألة في كتاب أحكام الجنائز ، أظن تعرفه ، ثم لخصته في جزء نحو الربع من الأصل ، نعم بالنسبة للوالدين فكل ما يفعله الولد ، يستفيد منه الوالدان على اعتبار إنهما السبب في هذا الخير ، وكما قال تعالى (( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ، أن لا تزر وازرة وزرى أخرى ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) ، وقد جاء في الحديث الصحيح ( أفضل الكسب كسب الرجل من عمل يده، وأن أولادكم من كسبكم ) فمن النص النبوي نخرج بالنتيجة السابقة الذكر، وهي أن كل الأعمال الصالحة التي تصدر من الولد فهي يصل ثوابها للوالد ، أما سائر الناس فلا يصل إليه، ... (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)) ، (((ربنا اغفر لي ولولدي ، وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)) ، فهذا الدعاء يشمل جميع المؤمنين ، أما الأعمال الصالحة فليس ينتفع بها إلا صاحبها مع شرط القبول وإلا من كان سببا لهذا العمل الصالح ، بمعنى ما ذكره الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح ، ( إذا مات الإنسان ) وفي رواية أخرى ( ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ، الشاهد من الحديث هي الفقرة الوسطى ،( أو علم ينتفع به ) ، فرجل مثلا توفي وخلف من بعده تلامذة ينشرون العلم ، فما دام هؤلاء التلامذة ينشرون العلم فأجر هذا النشر يصل إلى هذا العالم المتوفى بقبره ، لأنه كان سببا لهذا العلم ، أو مثل ألف كتابا والناس ينتفعون منه بعد وفاته ، لأن هذا من آثاره ، وقد قال تعالى (( ونكتب ما قدموا وآثارهم )) ، هذه هي القاعدة الأبوان يصل إليهما أجر عمل الولد .

السائل : هل يشترط في هذا أن يقول وهبت هذا لوالدي ؟

الشيخ : لا يشترط ولكن هنا شيء من التفصيل ، فيه شيء يصل أوتوماتكيا ، لكن الأفضل إذا أراد الولد أن ينفع والديه أو والده وهما في قبريهما أن يخصهما بالنية أن يقول مثلا هذه الصدقة عن أبي ، هذه الحجة هذه العمرة عن والدي او والدتي، لكن لو لم يفعل ذلك وصلهما ، لكن ما يصلهما بالطريقة الأولى بالقصد يكون أفضل .

السائل : الاعتمار والحج عن الوالدين .

الشيخ : في أي وقت كما لو اعتمر عن نفسه .

السائل : ما أعرف أن الصحابة اعتمروا عن آبائهم مثل ابن عمر مثلا ، ما عرفت انا أنه فعل عمرة عن أبيه أو شيئا من هذا القبيل هل عندك شيء من هذا ؟

الشيخ : لا ما عندي علم بهذا ، لكن هذا ... ؟

السائل : .. لابائهم..الصحابة كثيرون لابد أن يصل منهم .

الشيخ : الصحابة بارك الله فيك هذا يقال ، فيما لو لم يقم الدليل الشرعي على جواز هذا العمل، أما إذا قام الدليل الشرعي فلسنا بحاجة أن ينقل إلينا هل فعل الصحابة ذلك ، يعني مثلا ، ( إذا سمعتم المؤذن ، فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ ، ثم سلوا الله إلي الوسيلة ) ، هل علمت أن ابن عمر سأل الله الوسيلة أنا أقول لا أعلم معليش، لكن ... .

السائل : أقول لا أعلم لكن أقول قياس مع الفارق ؟

الشيخ : مش قياسا بارك الله فيك ، هذا مثال لقولي السابق، ماذا قلت ، قلت إذا قام الدليل الشرعي على شرعية شيء ما لا نطلب مثالا من عمل السلف ، وهذا هو ... .

السائل : كما تفضلت بالآية (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) ، والولد من سعي أبيه ، فبدون ما يتكلم بيصل السعي ، وأما مسألة الصدقة يخصها ، في حديث سعد ( هذا عن أم سعد ... ) ، فأنا قلت الصدقة خص وذكر والدعاء يخص ويذكر ، أما الحج والعمرة ، يعني أنا ما أعرف إلا إذا كان ما حج ، بحج عنه ، ما اعتمر يعتمر عنه ، أما الحج والعمرة ، ما نعرف أنه حج إنسان عن والده وقد حج في حياته .

الشيخ : معليش لكن شو المانع إيش الفرق أولا ما المانع وثانيا ايش الفرق بين الصدقة وبين الحج ؟

السائل : الصدقة نص عليها والعمل... ما فيه تخصيص لكن في الصدقة خصص ... .

الشيخ : لكن ذكر الشيء لا ينفي ما عداه ، يعني هذا ليس نصا من الشارع، حتى نقف عنده ، هذه حادثة وقعت ، أن الرجل سئل أتصدق عن أمي ؟ وقد فلتت نفسها فقال تصدق عنها ، هذا ما فيه منع ما سوى ذلك من الحج أو العمرة أو أي شيء من العبادات .

السائل : أليس في السنة أن امرأة حجت عن أمها أليس كذلك ؟

الشيخ : نعم فيه، لكن يمكن هو يقصد التطوع ، أما الخثعمية ( حجي عن أبيك) .

السائل : لكن هذا ... مذهب لبيك عن شبرمة ...هذا ذكر حجي عن أبيك ، والقائم في ذهني في الحج والعمرة عن الأبوين الذين قد حجا واعتمرا ما يحج عنهما ولا يعتمر عنهما هذا الذي قائم في ذهني .

الشيخ : معليش لكن ما هو الدليل على هذا الشيء الذي قام في ذهنك ؟

السائل : ...التي ذكرتها أنا الذي أنت فندتها أنه أولا ما عرفنا أن ابن عمر ولا أحد من الصحابة ... في ذكره في العمل الصالح في بعض الأعمال .

الشيخ : حديث شبرمة الذي ذكرته على ماذا يدل ؟

السائل : يدل على أن واحد حج عن شبرمة ونوى الحج عنه .

الشيخ : فرض ولا نفل ؟

السائل : حديث شبرمة ما نعرف إنه فرض أو نفل ؟

الشيخ : إذا ما نعرف فماذا نستفيد حينئذ من حديث شبرمة ؟

السائل : أنه قد أوصى ، فهل يجوز أن يحج أي واحد دون أن يوصي مثلا، أنا مثلا أحج عن ابن عمي أو ابن خالي ؟

الشيخ : لا هذا لا يجوز

السائل : ...جدي ... .

الشيخ : بعدين لعم ستوصلها إلى أبينا آدم وحواء ... .

السائل : حديث شبرمة الذي ذكرتموه ، في أنه لا يصل الميت إلا من والديه .

الشيخ : لا ، لأن هذه الأحاديث التي تبقى ما هي صريحة في مسألة ما تفسر على ضوء القواعد العامة ، هذا شبرمة المحجوج عنه، أما أن يكون قد أوصى وإما أن يكون أبا لهذا المحجوج عنه، بدك تجيب بالاحتمالات التي تتطابق وتتماشى مع القواعد.

السائل : لكن في نص حديث هنا أخ أو قريب ممكن .

الشيخ : نعم هو في الحديث لكن هنا في بحث دقيق جدا ، وهو لما قال عليه السلام من شبرمة ، جاء في الرواية ( أخ لي أو قريب لي ، أخ لي أو قريب لي ) هذا لا يمكن أن يكون جواب الرجل للرسول عليه السلام ، هذا مستحيل لأنه لو سألتني من يكون هذا ؟ فقلت لك هذا أخ لي أو قريب لي هل تقنع بهذا الجواب ، هل يحسن بي أن أقدم هذا الجواب ، وانا إنسان عادي فكيف صحابي يسأل من الرسول ، من هذا الذي تقول : ( لبيك اللهم عن شبرمة ) ، فيكون الجواب للرسول ، هذا خطأ من الراوي ، الراوي الذي روى الحديث ، من تحت الصحابي أو من دونه هو الذي التبس عليه الأمر، فروى هذا الذي يمكنه أن يرويه لكن لا يؤخذ منه شيء ، وأنا في الواقع تتبعت أو يعني وفقت إلى أن وقفت على بعض الروايات الصريحة في رواية من الروايات النادرة جدا قال : ( أبي ) في المخطوطات التي لا تزال غير مطبوعة، فالقصد في الجواب أن يحمل الحديث على ما يتمشى مع القواعد ، فإذا قيل ولو لم نجد هذه الراوية ، هذا بدو يكون أبوه أو واحد وصاه .

السائل : يمكن ان يكون حج عن انسان وصاه ولو كان بينهما قرابة .

الشيخ : نعم بس بشرط أن الموصي بحاله لا يستطيع أن يحج .

السائل : لا يستطيع أن يحج ؟

الشيخ : أيوه، فيتدارك الأمر فيوصي أحدا أن يحج عنه .

السائل : يعني لو لم يكن بينهما قرابة .

الشيخ : يا الله .

السائل : ... يقول الله أكبر ولا لما يقف .

الشيخ : لا حينما يقوم فورا لا ينتظر حتى يستتم قائما .

مواضيع متعلقة