الفرق التي ضلت في نسبة المكان لله . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الفرق التي ضلت في نسبة المكان لله .
A-
A=
A+
الشيخ : هناك طائفتان اثنتان طائفة تثبت المكان لله ولعلكم تسمعون هذا الإثبات من ألسنتة من ينتمون إلى أهل السنة والجماعة من بين أظهرنا لا نذهب بكم بعيدا عنا فأحدنا في بعض المجالس طالما سمع بأذنيه قائلا من المسلمين وليسوا من الأحباشيين طالما سمعناهم يقولون الله في كل مكان الله موجود في كل الوجود هذه عقيدة ليس من عقائد المسلمين إطلاقا وهذا إنما هو عقيدة طائفة من طائفتين انحرفتا عن العقيدة الصحيحة التي ذكرناها آنفا من المقطوع بها في القرآن والسنة وهي أن الله عزّ وجل على العرش استوى هم المعتزلة قديما وحديثا المعتزلة القدامى يصرحون بأن الله في كل مكان ومن هؤلاء الطوائف التي لا تعرف اليوم باسم المعتزلة لكنهم يعرفون باسم آخر وهم طائفة من الخوارج الذين نعرف جميعا شيئا من تاريخهم ومن انحرافهم في كثير من العقائد الصحيحية تلك الطائفة الموجودة اليوم هم المعرفون بالإباضية الإباضية يتبنون عقيدة المعتزلة أن الله عز وجل في كل مكان لا كلام لنا الآن مع هؤلاء لأنهم قد عرفتم بأنهم مبطلون حينما يحشرون الله عز وجل في كل مكان لكن مع الأسف يجب أن تتنبهوا وأن تتذكروا أن هؤلاء الأحباش وأمثالهم حينما يلتقون مع بعض المسلمين أو المسلمات ويشككونهم في عقيدتهم الصحيحة وهي أن الله عزّ و جل على العرش استوى كيف؟ لا كيف كما تعلمون وهذا له بحث آخر فبدل أن يعالجوا ما نسمعه في مجالس أهل السنة والجماعة كما يقولون اليوم إن الله موجود في كل مكان بدل أن يعالجوا هذا الخطأ يعالجون عقيدة صحيحة باسم إنكار هذا الخطأ فالمعتزلة قديما ومن على شاكلتهم من الإباضية حديثا يصرحون بأن الله في كل مكان وهذا ضلال ما بعده ضلال ولعلنا نعرج في تفصيل شيء من هذا الضلال أما الطائفة الأخرى فهم الذي يقولون إن الله ليس في مكان مطلقا سواء كان المكان مكانا وجوديا أي الذي كان عدما ثم خلقه الله أو كان مكانا ذهنيا كلنا يعلم كما ذكرتم لكنم آنفا بأن الله عزّ وجل كان ولا زمان ولا مكان فهل كان في مكان إن كان المقصود بالمكان المكان المخلوق فحاشاه كان ولا شيء معه مطلقا لكنه كان ، فكان في مكان إن كان المقصود في كلمة مكان مخلوق فحاشاه أما إن كان في هذا العدم الذي كوّنه فيما بعد فجعل منه خلقا بقوله كن فيكون فالله كان وهو من هذه الحيثية لا يزال كما كان أي ليس في مكان مخلوق هذا واضح جدا فالطائفة الأخرى ينكرون أن يكون الله عزّ وحل كما كان في الأزل ليس في مكان ولذلك فهم لا يثبتون له صفة العلو على مخلوقاته كلها هؤلاء لهم قولة من أبطل ما يقوله كافر لا أقول مسلم هؤلاء الفريق الثاني الذي يخالفون المعتزلة في ضلالهم عرفتم المعتزلة يقولون: إن الله في كل مكان هذا ضلال واضح ولا يحتاج إلى بيان إن شاء الله على الأقل الآن أولئك الذين يقولون الله ليس في مكان كما تقول المعتزلة وكما تقول الأحباش هؤلاء لا يقولون إنّ الله عزّ وجل له صفة العلو على المخلوقات كلها لا يعلم كيفية ذلك إلا الله عزّ وجل ماذا يقولون؟ ! يقولون إسمعوا الآن وانتبهوا فهذه عقيدة الأحباش فأرجوا من تمكنوا من الوسوسة إليهم أن يعرفوا حصيلة وسوستهم ألا وهي جحد الخالق والمصير إلى الإلحاد المطلق كما هو مذهب الشيوعيين والدهريين والزنادقة والملاحدة الذي يقولون لا شيء إلا المادة اسمعوا ماذا يصفون ربهم؟ الله تبارك وتعالى يقولون لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ها نحن اتفقنا معهم المكان مخلوق وهو العالم فالله ليس داخل العالم ولكن ما بالهم يقولون أيضا ليس خارج العالم؟ هذا هو الإلحاد وهذا هو الجحد المطلق زاد بعضهم إغراقا في التعطيل وفي النفي فقالوا بعد أن قالوا لا داخل العالم ولا خارجه قالوا لا متصلا به ولا منفصلا عنه هذا هو الجحد هذا هو الذي يقوله الدهريون جميعا ويعجبني بهذه المناسبة مناظرة وقعت بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا وبين بعض علماء الكلام من أمثال الأحباش هؤلاء كانوا قد شكوا شيخ الإسلام ابن تيمية إلى حاكم البلد يومئذ في دمشق بأنه يقول كذا وكذا وكذا ويجسم و يتهمونه بما ليس فيه وطلبوا عقد مجلس مناظرة معه فاستجاب الأمير إلى ذلك ودعا شيخه الإسلام ابن تيمية والمخالفين له فجلسوا أمام الأمير فسمع الأمير دعوى هؤلاء المشايخ وسمع من شيخ الإسلام الآيات والأحاديث التي تثبت لله عز وجل صفة العلو على خلقه مع التنزيه التام كما هو مصرح به في القرآن (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فلما سمع كلام الشيخ من جهة وكلام أولئك العلماء من جهة أخرى قال وهذا يدل على عقل وذكاء ممتاز قال: هؤلاء قوم أضاعوا ربهم يعني كلمة حق أناس يقولون عن ربهم باختصار ما فيه داعي نعيد عليكم الكليشة المصدية آنفة الذكر حسبكم أن تتذكروا الحصيلة لا داخل العالم ولا خارجه لامتصلا به ولا منفصلا عنه صدق ذلك الأمير حين قال عن هؤلاء الأقوام: هؤلاء أقوام أضاعوا ربهم لأننا إذا قلنا لأفصح رجل في اللغة العربية صف لنا المعدوم الذي لا وجود له لما استطاع أن يصف بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم وربهم المعدوم الذي ليس داخل العالم ولا خارجه فهل الله كذلك حاشا لله كان الله ولا شيء معه لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحقيقة يصف الفريقين المجسمة الذين يشبهون الله ببعض مخلوقاته هؤلاء الذين يتستر من ورائهم ألأحباش هؤلاء فينكرون أن يكون لله مثلا صفة اليد التي ذكرها في القرآن والصفات الأخرى التي قد نتعرض لذكر شيء منها قريبا إن شاء الله وصف هؤلاء ابن تيمية المجسمة بوصف دقيق جدا كما أنه وصف المعطلة وقرن الطائفتين وجمعهم في وصف يجمعهم الضلال قال: المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما هذا هو الحق المجسم يعبد صنما الله ليس جسما حاشا لله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) أما المعطل فيعبد عدما كيف؟ لا داخل العالم ولا خارج العالم لا متصلا به ولا منفصلا عنه هذه هي عقيدة المعتزلة وعلماء الكلام ومنهم الأشاعرة اليوم ومنهم بعض الماتوردية قديما وقد يكونون اليوم عامة الماتوردية حيث لا يقولون بقولة الحق التي قالها بعض الماتوردية القدامى الذين تمسكوا بهدي السلف الصالح فقال قائلهم بحق: " ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التكمن واتصال "

أي إن الله عز وجل هو الغني عن العالمين فالله عزّ وجل إستوى على العرش علا على المخلوقات ليس لأنه بحاجة إليها وإنما ليكون مهيمنا و قاهرا لكل مخلوقاته يأتي هنا أن نقول لهؤلاء الأحباش وأمثالهم من المنحرفين عن عقيدة السلف الصالح أن الله عز وجل فوق العرش استعلى بنص القرآن الكريم وتفسير السلف الصالح ها أنتم تقولون إن الله عز وجل ليس في مكان فهل يجوز للمسلم أن يقول أين الله؟ هنا سينكشف البرقع عن هؤلاء المتسترين بتنزيه الله عزّ وجل عن المكان المخلوق لكننا نسألهم هل يجوز للمسلم أن يقول أين الله؟ في اعتقادي وتجربتي في أكثر من نصف قرن من الزمان أنهم يأبون أن يسأل المسلم مثل هذا السؤال أين الله بالتالي من باب أولى أنهم يأبون أن يكون هذ الجواب جواب هذا السؤال الله عز وجل في السماء

مواضيع متعلقة