هل يجوز فعل درس قبل الجمعة.؟ وماذا يفعل من أمر بهذا.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز فعل درس قبل الجمعة.؟ وماذا يفعل من أمر بهذا.؟
A-
A=
A+
السائل : ما حكم إلقاء درس أو موعظة قبل خطبة الجمعة ؟ علماً أن الناس عندنا في الجزائر لا يتمكنون من الحضور الى هذه الموعظة إلا يوم الجمعة .. يوم عظيم ؟

الشيخ : ليس ذلك مشروعاً ؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحلق يوم الجمعة . هذا أولاً .

وثانياً : هذا الدرس الذي يُلقى يفسد على أهل المسجد عباداتهم ؛ لأن الثابت في السُنة أن من أتى المسجد يوم الجمعة فعليه أن يشغل نفسه بعبادة من العبادات المشروعة . من ذلك مثلاً أن يصلي ما بدا له أو ما كتب الله له ، يصلي على الأقل ركعتين تحية المسجد ، فإن زاد ، زاد الله له ، (( فمن تطوع خيراً فهو خير له )) ثم جلس إن كان حافظاً لسورة الكهف قرأها ؛ لأن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كان له من النور ما بينه وبين الجمعة التي تليها ، أو ما بينه وبين البيت العتيق ، وإن كان لا يحفظ سورة الكهف غيباً ، وكان يحسن القراءة من المصحف حضوراً ، يأخذ المصحف ويقرأ سورة الكهف ، وإن كان لا يُحسن القراءة وكان أمياً فليذكر الله كما يحفظ ، ولو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فقد قال عليه الصلاة والسلام :( أربع كلمات أفضل الكلام بعد القرآن ، أربع كلمات لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) ، مهما كان الإنسان ذهنه كليل وعيان وتعبان ، فما أسهل عليه أن يحفظ هذه الجمل الأربعة : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وعليه أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه فرصة تسنح له في المسجد لقوله عليه السلام : ( أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة ؛ فإن صلاتكم تبلغني ) وفي لفظ : ( تعرض عليّ ) قالوا : كيف ذاك وقد أرمت ؟ يعني فنيت وبليت وصرت تراب ، كما هو شأن كل الناس ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) ، هذه خصوصية للأنبياء جميعاً ، وفي مقدمتهم نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، إذاً من يأتي المسجد يوم الجمعة فهو ما بين مصل أو تال أو ذاكر ، أو مصلٍ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي هذه الحالة حينما يقوم المدرس يدرس ، يؤذي هؤلاء الناس ويشوش عليهم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( يا أيها الناس ، كلكم يُناجي ربه ، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ، فتؤذوا المؤمنين ، فتؤذوا المؤمنين ) ؛ لذلك للحديث المذكور آنفاً نهى عن التحلق يوم الجمعة ، ولهذه المجموعة من الأدلة لا يجوز للمدرس يُدرس على الناس قبل صلاة الجمعة ، إن كان ولا بد من التدريس فليكن ذلك بعد الصلاة ، وأنا أعلم أن كثيراً من الناس يحتجون أننا إذا لم ندرس قبل الصلاة انفض الناس بعد الصلاة ، وما بقي معنا أحد ، فنقول لهم إذاً أنتم تريدون أن تفرضوا على الناس أن يسمعوا دروسكم غصباً عنهم .

السائل : ...أصبح فرضاً .

الشيخ : وهذا لا يجوز ، وهذا يذكرني ببدعية أموية لعلكم تعلمون أن السُنة في صلاة العيد الخطبة بعد الصلاة ، خلافاً للجمعة ، صلاة العيد تُصلى ثم بعدها الخطبة ، فأحد خلفاء بني أمية وهو مروان بن الحكم عكس ، خطب قبل الصلاة فقام إليه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال له : " خالفت السُنة يا مروان " قال له: قد ذهب ما هناك . لا يهتم يعني هذه راحت بوفاة الرسول ، شو حجته هذا المسكين ؟ قال : لأن الناس إذا هو مشى على السُنة صلى الصلاة صلاة العيد ، ثم خطب فما أحد يجلس ويستمع له ، ليش؟ لأنه ما كان يخطب خطبة يستفيد منها الحاضرون ، شايف كيف ؟ وهكذا يفعل الأمراء الذي يحكّمون أهواءهم وهكذا يفعل الخطباء والمدرسون الذين يحكّمون أهواءهم ، فأنت أيها المدرس ، إذا كنت حقيقة تريد أن تنفع الناس فأنت لا تكره الناس على أن يسمعوا منك ، وإنما خيرهم ربنا قال بالنسبة لما هو أعظم من ذلك ، بالنسبة للإيمان : (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) ، أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين ؟ لا ، فإذًا هذا الخطيب المدرس إذا كان يريد الفائدة فعلاً للناس في آخر الخطبة يقول : أيها الناس عندي موعظة عندي كلمة ، عندي درس سألقيه عليكم بعد سنة الجمعة البعدية فمن شاء جلس يُصغي ، ومن شاء فلينصرف ، هكذا ينبغي أن يكون الأمر .

السائل : شيخنا ، شو موقف الأئمة والوعاظ الذين يؤمروا بهذا أمر لازم تعطي درسا .

الشيخ : هذا بقى المؤاخذة بترجع لفوق ، أو هذا يستقيل من العمل هذا ، ويدبر أمره إذا كان يستطيع نعم .

مواضيع متعلقة